آخر تحديث :الجمعة 22 نوفمبر 2024 - الساعة:22:24:56
نواقيس الخطر ..
صلاح السقلدي

الجمعة 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

-1 - من عام 1994 م، عام الغزو الوحدوي على الجنوب وعلى عدن تحديدا لا تزال ترتكب جريمة من العيار الثقيل بحق الأجيال القادمة في عدن وأخواتها الست، جريمة تجهيل فضيعة تمارس بشكل ممنهج وليست بشكل عفوي كما يظن البعض، ولا من يحرك حيالها ساكنا. فعملية تعميم الجهل واستهداف العملية التعليمية والنيل من عقول وفكر الأجيال لاتزال تجري على قدم وساق منذ ذلك التاريخ إلى اليوم بصور شتى وبطرق متعددة.  دعك من عملية الغش ظاهرة التسيب التي أصبحت تمارس عيني عينك، فمثل هذه الظواهر قد بحت الأصوات تجاهها وجفت معها الأقلام.   

 

فمن يصدق ان تعليم اللغة الإنجليزية لا يدرس للطلاب إلا بالسنة السابعة من التعليم الأساسي؟ . كيف لهؤلاء الطلاب (الضحايا) ان يواكبون الدراسة وخصوصا بالمواد العلمية مثل الفيزياء والكيمياء والرياضيات والأحياء وهم لا يجيدون حتى فك خط وحرف اللغة الإنجليزية؟، هذه اللغة التي أضحت لغة العلم والعصر والتطور التقني والتكنلوجي ولغة كل العلوم والبحث العلمي، هي اليوم في الدرك الأسفل من اهتمامات سلطة 7/7 الوحدوية.!صحيح انه بعد الفتح الاستعماري الوحدوي في عام الحزن 1994 م هيمن واطغى صوت الجهل على صوت العلم وفق منطق (هزمناكم) الذي فرضه من ألبسوا إيمانهم بظلم وطمع، ولم يكن أحد يجرؤ أن يوقف ذلك البعث عند حده ويكبجه.

 

فكروت التكفير والتخوين والانفصالية كانت جاهزة لترفع بوجوه كل من يتململ ويحتج علي مسخ المواد العلمية لمصلحة ما قيل انه نشر مواد الدراسية الإسلامية في بلاد الشرك والكفر الاشتراكي،! لكن اليوم وبعد ان انتفض طائر الفينيق من بين رماده فقد اضحى السكوت عن هذه الجريمة الخطيرة مشاركه بها وتعديا صارخا علي مستقبل الأجيال وعقولهم. وهذا جرس إنذار نقرعه، و صرخة نطلقها بوجه كل من يعز عليه مستقبل أولاده وبلده ووطنه.

 

 -2 - مؤسسة المياه بعدن ولحج وكل محافظات الجنوب هي آخر قلاع القطاع العام المتبقي للجنوب، وهي التي لايزال الجنوبيون يستفيدون من خدماتها برغم هزالتها وضعفها وقرب انهيارها، فهي لن تبقى تؤدي مهمتها لفترة أطول من ذلك إذا ما استمر وضعها كما هو في تدهور خطير تمارسه وبتعمد حيتان الفساد المتدثرة برداء الخصخصة والاستثمار.

 

ولهذا فابسط وأسهل وسيلة يمكن من خلالها ان يبقي سكان هذه المحافظات مؤسسات مياههم على قيد الحياة هي قرع أجراس الإنذار والشعور بخطورة المؤامرة على هذه المؤسسة الحيوية، والمساهمة بدفع فوتير الاستهلاك، والوقوف بجدية أمام ظاهرة الحفر العشوائي المروع للآبار على تخوم عدن وزنجبار والحوطة و المكلا كيلا يتاح للصوص النهب والفيد مبرر خصخصتها والسطو عليها بحجة فشلها وانهيارها مثلما حصل لمئات من المؤسسات والمصانع والهيئات والمصالح التي نهبت ودمرت عن عمد، تارة باسم الخصخصة وتارة أخرى بالنهب والبسط المباشر، ناهيك عن طرد عمالها ومصادرة أصولها وعقاراتها وأموالها. علما ان مؤسسة المياه بعدن وبعض محافظات الجنوب هي الوحيدة التي لا تورد أموالها الى المركز الصنعاني وهيمنته، كما هو حال الشفط مع مؤسسة الكهرباء والهاتف والضرائب وغيرها من المؤسسات.

 

 -3 - مؤسسة الأمن العام أو (الشرطة الشعبية) سابقا في عدن وباقي محافظات الجنوب، تتعرض لعملية تآمر وتهميش لئيم منذ سنوات، ليتاح المجال لقوى أمنية عسكرية بوليسية شمالية لا تمت بصلة للانتماء الوطني ولا تملتك القدرة والتدريب الأمني المختص، علاوة على موقفها وخصومتها مع كل ما هو جنوبي الانتماء.

 

لماذا هذا التآمر وهذا الإقصاء وهذه المحاربة المتعمدة لهذه المؤسسة الأمنية المهمة؟ الجواب بكل بساطة آن معظم ضباط وأفرادها هم من أبناء المدن الجنوبية والأرياف ومن الصعوبة علي سلطه 7 يوليو ولأسباب نعرفها جميعا ان ترسل بأفرادها من محافظات الشمال وتوزعهم على مراكز الشرطة بعموم الجنوب وبالذات بالأرياف، فلم يكن بالتالي لديها من بد إلا آن تجعل من هذه المراكز الشرطوية ضعيفة هشة منزوعة الأظافر والأنياب بعد ا ن أقصت أفرادها وضباطها ونزعت عنهم أسلحتهم، وتبقي القوه الضاربة بيد الأمن المركزي والجيش ذات الغلبة العددية والولاء الشماليين.  

 

للتذكير فقط: فقد دشنت سلطة الاحتلال الوحدوي هذه العملية التدميرية لهذه المؤسسة الأمنية الهامة منذ غداة 7 يوليو بشتى الصور والأساليب منها إلزام كل ضابط وصف ضابط وجندي جنوبي آن يسلم سلاحه الشخصي، وحتى من لم يكن لدية سلاح اقتطع ثمنه من معاشاتهم الشهرية.  

 

* حكمة: (من جعل نفسه عظما أكلته الكلاب).

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل