آخر تحديث :الاثنين 14 اكتوبر 2024 - الساعة:23:20:04
إن الثعابين (محصنة) من سموم بعضها
عبدالرحمن نعمان

الاثنين 00 اكتوبر 0000 - الساعة:00:00:00

كثيرون يعرفون أن الثعابين السامة لا تقتل أمثالها..أي لا تقتل بسموم بعضها.

وكثيرون – من خبرتهم الحياتية – يعرفون أن هناك ثعابين سامة وثعابين غير سامة.

 

ويعرف الناس بالتالي أن الثعابين غير السامة – وإن كثرت وكبر حجمها – إلا أنها ضعيفة أمام أصغر الثعابين السامة.

لكن أكبر ثعبان من الثعابين السامة لا يقتل أصغر الثعابين السامة.. لأن الثعابين الصغيرة والكبيرة معا.. (محصنة) من سموم بعضها.

 

ولذلك.. وجدنا مثله في حياتنا.. وحتى لا نواصل الحيرة ولا تفتك بنا هذه الحيرة علينا كمواطنين فهم حقيقة مفادها.. أن الفاسد يقف إلى جانب الفاسد القاتل يقف إلى جانب القاتل.. ومراكز القوة والنفوذ تقف إلى جانب بعضها وأن الوطن والمواطن يقفان كل لوحده ولذلك.. يكون المواطن عرضة للفاسدين وعرضة للقاتل وعرضة لمراكز القوة أو مراكز القوى  والنفوذ.. ومثله الوطن.

 

ومن هذا المنطلق وجدنا أن القتلة ومراكز القوى والنفوذ ومن قام الشعب ضدهم أبان ثورة الربيع.. أو ثورة الشباب ينالون حصانة بدلا من محاكمتهم على ما ارتكبوه من جرم بحق الشعب وبحق الوطن طيلة 33 عاما.

 

ورأينا ولمسنا.. كيف تقاسم الفاسدون ومراكز القوة والقبيلة الحاكمة الادوار ..فمنهم وهم الذين طولبوا بالرحيل وقام الثوار من أجل اسقاط نظامهم صاروا مع الثورة وصاروا حماتها ضد النظام ورمز النظام المتمثل بالزعيم المخلوع وحزبه.. وجاءت المبادرة (الخليجية) لتنقذ كل رموز السلطة القبلية التقليدية من مصيرها المحتوم من خلال.. حكومة الوفاق (وعلى رأسها مؤتمري كان له دوره في حرب 94م كوزير خارجية بكى لعدم التوقيع على المبادرة خوفا على اليمن.. ولم يبك عام 94م على أهله وناسه واصدقائه عندما كانت عدن تقصف بالصواريخ اللونة..لونة والكاتوشا ..كاتوشا وقذائف الدبابات والمدافع)، ومن خلال انتخاب بغير منافس سوى (الخوف) يوضع رئيس الجمهورية (من حزب المؤتمر.. حزب المخلوع ويبقى الفاسدون في مناصبهم.. وكل الثعابين الفاسدة في (نظام المخلوع) مازالت في مناصبها لأنها (محصنة) من محاسبة بعضها.

 

ولا نرى سوى (الثعابين) غير السامة هي التي تسقط.. لأن سموم الثعابين السامة تضر بها وقد هلكت غير السامة.. جميعه أو بقى البعض منها مشلولا عن الحركة.

 

الحصانة.. سبب كل ما يجري ومالم يجر بعد، إن لم تسقط.. و عادة لا تعطى إلا لشخص لم يقتل، لم ينهب لم يسرق بعد.. أما أن تعطى لقاتل ولمجرمي حرب ولصوص ثروة وصانعي ارهاب.. فذلك مالم يدخل في رأسي ولم يستوعبه فهمي ولم اتعلمه عندما كنت تلميذا في مدرسة ابتدائية وطالبا في ثانوية وطالبا – أثناء الخدمة – في جامعة.. ولم يتعلمه – ايضا – تلاميذي وطلابي في مرحلة التعليم العام.. وحتى اللحظة يعيش الوطن خائفا من شيء اسمه حصانة قتلة وسفاحين وجرمهم على شعبهم مشهود للعالم..وهذا يمكن التأكيد عليه من خلال جريمة ضبعان وموقف الدولة ممثلا بالأخ الرئيس عبدربه منصور هادي.. فما ارتكب في سناح جريمة لا يمكن تصور مدى بشاعتها والأبشع منها سيكون وجه الرئيس بضعفه أمام ضبعان وعدم محاكمته علنا.

 

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص