آخر تحديث :الجمعة 22 نوفمبر 2024 - الساعة:23:31:26
نزعة الاستقواء والغرور لدى سكرتير الزنداني
علي الزامكي

السبت 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

السكرتير الإعلامي للزنداني المدعو محمد مصطفى العمراني كتب مقالة قبل ايام هاجم فيه الاعلام الجنوبي و بالتحديد  موقع وصحيفة صدى عدن وقناة عدن لايف  و انزعج الاخ اليمني من ردة الفعل الجنوبية على مقالته التي كانت فيها نبرة الكبرياء و الغرور و الكمال و انصدم الاعلامي اليمني بردة الفعل المعاكسة لمقالته السابقة مما دفع به الى كتابة مقالة جديده ووجهها ل صدى عدن وقام  بنشرها الموفع   مصحوبه بالاعتذار و الكبرياء بشكل متوازي رغم التودد و الانكماش و بعض النبرات التي تحسس المتابع عن اعتذاره لطاقم صدى  عدن بشكل خاص و الاعلام الجنوبي بشكل عام.
 
اعتذار العمراني حاول أن يعطيه طابع شخصي  حتى يعطي المشكلة بينه و بين الاعلام الجنوبي صفة خاصة و ليست عامة ينفي عنها جوهر المعضلة المتبلورة في جوهر قضية الجنوب.
 
 وهذا الربط الذي حاول العمراني بلورته بمقالته الاخيرة يتميز بها كثير من اليمنيين في قدرتهم على تغيير جوهر الصراع و الخلاف بين الاعلام الجنوبي و الاعلام اليمني و العمراني نموذج لهم.
 
 اخي الصحفي اليمني محمد العمراني سوف اتجنب ما تناولته بمقاليك السابق و الاخير لان هذه المقالات من وجهة نظري استخفاف بعقول الناس و كلام بسيط و معروف للمواطن البسيط سواء كان بالجنوب او باليمن لان الكل عاش المراحل و يعرفون كل اساليب الفهلوة الاعلامية و السياسية التي انتهت مرحلتها في عصر العولمة و لكن اسمح لي اضع امامك معضلة حيث الكثير منكم يدركها و يستخف بعقول الاخرين و البعض منكم لا يدركها و يكون فريستها و لهذا اقول لك اخي العمراني ان هناك فهم خاطئ لدى الكثير من الاعلاميين اليمنيين حول نزعة الكمال و هذا الفهم المغلوط لديكم هي نزعة الكمال التي غرسها في حياتكم النظام السابق .
 
و المشكلة ان عند الكثير من الكتاب و الاعلاميين اليمنيين هي نزعة سياسية قبل ان تكون جذورها اجتماعية مرتبطة ارتباط وثيق بالتربية السياسية خلال مراحل ثوراتكم وايضاً بسبب الإرث السياسي و الاجتماعي فترة حكم الامامة و حكم الرئيس المخلوع صالح فيما بعد و هذه النزعة اصبحت جزء من طفولتكم و تربيتكم .
 
( نزعة الكمال) هي قوة إنسانية داخلية لدى الفرد توهمه بالكمال وتميزه عن بقية الناس وهي حاجته العميقة ليكون مقبولاً لدى الآخرين و السبب في هذه النزعة الارث السياسي التي خلفتة كل ثوراتكم السابقة و على يقين إن تلك النزعة كانت نتاج للتربية التي كانت سبباً أساسيا في خلق هذه النزعة الكمالية في حياتهم والرئيس المخلوع نموذج لتلك النزعة التي لازالت تعشعش بعقله رغم انه اصبح خارج السلطة و لهذا تجد ان الإنسان الذي كانت حياته قسوة و خالية من الحب و العلاقة الحميمة داخل الأسرة تجده يتمرد على الكل و يتمرد على ذاته ليعوض عن تلك المشكلات بنزعة الكمال و هذه النزعة بحد ذاتها مرض أنساني يتسلل إلى عقل الإنسان دون أن يدرك نتائجه وإثارها الصحية مستقبلاً و الرئيس المخلوع نموذج للانسان التي كانت طفولته و حياته قسوه و افتقارها للعلاقة الحميمة داخل افراد اسرته مماد دفعت به تلك القسوة و افتقاره للحب دفعت به الى نزعة الكمال ليعوض بها قساوة طفولته.
 
 أقول لك اخي العمراني ليس من العيب أو الخطأ أن تطرح قناعاتك الشخصية و لكن لا يحق لك بان تطرحها على أنها معايير المجتمع لغرض تحقيق رغبه أنت تعيشها في مخيلتك و حاول تكون مستعداً و مؤهلاً للحفاظ على صورتك الإعلامية التي تليق بك ولا تترك النزعة الكمالية تستهلكك و حاول أن تضع معايير لذاتك قبل تضعها لغيرك .
 
 الإنسان المبالغ في طرحه او حجته اخي العمراني يحمل نفسه التزامات فوق طاقته و يصبح غاضباً من تلك ألاعباء و لا يستطيع يميز بين الخير و بين الشر و في كل مرة يحاول هولا البشر بان يكونون مثاليين و هذه حالة طبيعية عند الإنسان و هي رغبة إنسانية و لكنها عندما تتحول إلى مرض تصبح مشكله للفرد ذاته و تحمله ما لا يطيق وتعود أسباب ذلك إلى التربية و البراءة فترة الطفولة التي عاش البعض مأسيها و قساوتها .
 
اخيراً اخي العمراني اقول لك عندما تهاجم شخصاً بسيطاً أو سياسياً أو كاتباً لاي سبب بصورة خاطئة عليك أن تأخذ فترة قصيرة لمراجعة الذات و التفكير فيما ستقوله لعل ذلك يعطيك نوع من التوازن النفسي والعقلي و القدرة على فهم نوع المشكلة التي أغضبتك و ربما تجعلك تشعر بالرضاء عن نفسك وحينها ستخرج بشعور نفسي مستقر لذاتك و تستطيع الدفاع عن ما ترغب تحقيقه بعقلانية و ربما سيكون مقبول عند الاخوة طاقم صدى عدن و لكن بهذه اللغة التي تناولتها بمقالتك الاخيرة لم تخدم مشروعك و لم ترمم العلاقة بينك و بين الاخوة بصدى عدن بل تهدمه ان كان هناك لديك مشروع و من المهم أن تقرر في قرارات نفسك بأنك ستتوقف عن الكذب و التزوير و لو افترضنا انك أخذت على نفسك هذا العهد فحاول تسوقه بطريقة غير مؤذية و عن طريق المخاطبة العقلانية المجدية و المقبولة حتى تستطيع رؤية ذاتك قبل ان تروج لها و بالتالي حدد نوع المشكلة الرئيسية التي اقضبتك من صداء عدن و طاقمها في وسط هذه المعضلة و ادرس تداعيات ذلك الخطاب قبل الخوض فيه و لا تشحن نفسك بأمور لا تجيد اللعب فيها و تضع نفسك في مأزق سياسي و اعلامي لا تدرك ابعاده و ركز على المشكلة بمجملها بالجنوب و بالشمال و لاتفصلها على مقاسات الشمال بل فصلها على مقاسات الجنوب و على ثورته و هبتة الشعبية و حينها ستمسك مفاتيح اللعبة و بالأخير ربنا يوفقك و ينعم عليك بالصحة و العافية .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل