الاربعاء 00 اغسطس 0000 - الساعة:00:00:00

الهبة الشعبية اتسع اوارها، ووصلت الى اقاصي الجنوب من ادناه الى اقصاه، وبدأت الهبة تنتج ظروفا جديدة على الأرض، وكما هي عادة الانتفاضات الشعبية تكسب قوى جديدة للمعركة وتساعدها الجغرافيا والتاريخ والحقوق.

والاستعمار له مساعدون منهم من يدب على الأرض، ومنها المواد المخدرة بمختلف انواعها بما فيها القات الذي يجعل مدمنيه خارج نطاق الهبة الشعبية وعندما احرقت جماهير حضرموت سوق القات فأنها كانت تمتلك نظرة استراتيجية للمعركة لكون القات جزء من ادوات الاستعمار.

فالصين ابتلت بالأفيون.. وعندما حاولت الثورة الصينية القضاء عليه، حاول الاستعمار حماية الإدمان على الأفيون.. واستمرت معركة الأفيون في الصين قرابة عشر سنوات، حتى قضت الثورة عليه وبعدها نهضت الصين ووصلت الى مستوياتها الحالية كثاني دولة اقتصادية في العالم.

والقات جزء من المعارك التي تشنها الهبة الشعبية لأن وجوده في حضرموت او في اي مكان، للانتفاضة بينما استبعاده استهلاله للانتصار.. فالمحتلون في حضرموت و شبوة لا يمكن أن يستغنوا عن تعاطي القات وحرمانهم منه يمثل عاملا جديدا لنصرة الهبة الشعبية بينما الاستغناء عنه في حضرموت أو شبوة أو في أي مكان  رافد جديد لصحة المجتمع وسلامة انفاقه المادي والاقتصادي والمعيشي.

وبعض الذين استنكروا احراق سوق القات في حضرموت لم تكن لديهم نظرة استراتيجية للمعارك التي تخوضها الهبة الشعبية في نواحي واقاصي الجنوب، وتعتبر نظرة قاصرة لبعض الدعاة الذين لم يدرسوا كغاية أقوالهم.

أما العامل السلبي الآخر لأي انتفاضة شعبية هم الجالسون على الطرقات أو يمثلون إنهم باعة يبيعون ويشترون، ولكنهم في الحقيقة هم لسان السلطة ومعلوماتها.. وفرزهم من الأحداث تمثل في قمة النجاح للهبة الشعبية.

و اذا ارجعنا موضوع ما يطلق عليهم (بالمستوطنين) من الناحية الاقتصادية سنجد ان العاملين منهم قد ابتزوا وظائف الدولة المحتلة، وحرموا السكان المحليين من فرص التوظيف، وزادت من حدة البطالة بين الشباب.

أما الأهم فيما يتعلق من امتلاك الوظائف لغير الشباب المحليين فان المستوطنين يمثلون (المواطنة) لأنهم حائزون على الوظائف..والشباب المحلي غير العامل في وطنه يعني عدم وجود المواطنة له.. فالوطن لمن يعمل فيه، وما دام الجنوبيون لا يعملون فأنهم بعبارة سياسية غير مواطنين وحتى اذا استطاعت الجنوب استعادة سيادتها ودولتها فانه اذا ظل الشباب لا يعملون فإنهم غير مالكين للأرض.

الهبة الشعبية في طريقها لنيل النصر المعظم لأن كل شيء في الجنوب يقف الى جانبها بما في ذلك الارض والتربة والطاقة والانسان.. فأنهم جميعا يساندون اذا لم نقل يقاتلون مع الهبة الشعبية.