آخر تحديث :الجمعة 09 اغسطس 2024 - الساعة:23:40:00
هبة تفضح كذبــة
صلاح السقلدي

الجمعة 00 اغسطس 0000 - الساعة:00:00:00

 غداة عودتهم مرة ثانية إلى سدة الحكم لمشاركة من نعتوه بالمخلوع علي عبدالله صالح, طفقوا يبشرون بعهدٍ جديد ومشرق وبالذات في الجنوب. ومطلوب من غيرهم أن يصدقوهم غصبا عنهم من أن ذلك النظام الذي ظلم الجنوب ونهب ثرواته قد أصبح أثراً بعد عين وأن الفاتحين المنصفين الجدد قد وصلوا, ومن شارع جامعة صنعاء ومذبح ومن جولة الحصبة الثائرة قد أتوا على ظهر ثورتهم التغييرية لإعادة الحقوق إلى أصحابها.

اليوم أعلنوا أنهم سيلتحقون بالهبة الشعبية بالجنوب والمنطلقة من حضرموت بوجه القتلة واللصوص (الذين هم جزء منهم أصلا). وهذا يعني فيما يعنيه أنهم يكذبون أنفسهم ويفضحونها على رؤوس الأشهاد. بعد أن أمطروا الأرض وعودا وغمروا الشاشات خطبا وبيانات عن نجاح ثورتهم المظفرة وخلعوا الحكم الفاسد الذي شاركوه ثلاثة عقود من الفساد والإجرام واللصوصية هاهم يتحدثون مجبرين عن القتل والظلم والفساد. بل أن أحد جهابذتهم وتيوسهم قال بالحرف الواحد : (لا يزال عفاش يحكم حضرموت بالتلفون).

يا واهب مملكة العقل أسعفنا من هؤلاء القوم وسخافاتهم. فبعد ثلاث سنوات من نخيطهم وخرطهم الثوري اكتشفوا أن الذي ثاروا عليه (والذي هو أصلاً شريكهم بالحكم وبالموفنبيك)لا يزال يحكم البلاد, وبالتلفون كمان.!!

الجنوب الذي قالوا إن حراكه السلمي لم يعد له مبرر ولا لمطالبه بعد ذلك التاريخ الثوري أي معنى بعد أن سقط نظام المخلوع, هو نفسه الجنوب اليوم الذي يستمر بانتفاضته من المهرة شرقا إلى طور الباحة غربا, والقوى التي سامته قتلا ونهبا وتكفيرا هي القوى ذاتها التي عملت كل هذا منذ عام 1994م وحتى اليوم. الجيش الذي يقتل المواطنين بالنقاط العسكرية بحضرموت وردفان وأبين وعتق هو الجيش ذاته الذي كان بيد علي عبدالله صالح وبيد علي محسن الأحمر ولازال, هو الجيش ذاته الذي كان قبل كذبة التغيير وبعدها. وجهاز الأمن المركزي الذي كان يبطش في عهد الوزير العليمي ويحيى صالح هو الجهاز نفسه الذي يقتل اليوم بكل وحشية في عهد الوزير الإصلاحي قحطان والقوسي حتى وإن غيروا اسم هذا الجهاز إلى مسمى جديد (الأمن الخاص). قالوا إن ثورة تغييرهم قد نجحت ولم يعد للظلم بالجنوب مكان, وهم في الوقت ذاته يعلنون انضمامهم إلى الهبة الشعبية بوجه القتلة واللصوص والنهابين على حد وصفهم وأنهم حسب بيانات انضمامهم يدينون قهر الجنوب وظلمه. زد على ذلك أن التضليل الذي دأبوا عليه سنوات من أن الحراك الجنوبي محصور ببقعة جغرافية محدودة في لحج والضالع وأبين قد سقط بضربة الهبة الشعبية الجنوبية الحضرمية. فما قالوه وبشروا به خلال ثلاثة أعوام ثورية لم يكن إلا مزحة ثقيلة سمجة ومقرفة وإن وضعت معها بهارات دينية ووطنية ديماغوجية مخادعة.

فعن أي ثورة يتحدث هؤلاء؟ وعن أي عهد جديد يهذي هؤلاء القوم؟ تناقض صارخ لا يمكن أن يصدر إلا من أناس جفّ من وجوههم ماء الحياء ونشفت من جباههم قطرات الخجل. الجزار هو الجزار وإن استبدل سكينه وطلاه بالذهب, وإن استبدل ساطوره وطرزه بالعقيق اليماني. النهاب هو النهاب نفسه وإن أعاد إنتاج وسائل سرقته ونمق أدوات نهبه. التكفير لا يزال يضح فتاواه بقوالب مشابهة ومغايرة لفتاوى ما قبل 1994م فقد تغيرت مصطلحات وبقيت مفردات على حسب الحاجة, فتوى قتل الشيوعي أصبحت قتل الشيعي. وفتوى قتل المستضعفين المتمترسين بالكفار على مشارف دار سعد وبئر أحمد أصبحت فتوى قتال الخوارج الانفصالية!

-حكمة: (المجد المزيف قد يزهر لكن لا يثمر).

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص