آخر تحديث :الخميس 08 اغسطس 2024 - الساعة:02:57:29
التكريم المخالف لقواعده يعبر عن غباء فاضح ومسيء
صالح ناجي حربي

الخميس 00 اغسطس 0000 - الساعة:00:00:00

ماتناقلته وسائل الإعلام الرسمية منذ أسبوع وذكّرتنا به مشكورة صحيفة الأمناء المكافحة في عددها الصادر الخميس 19 ديسمبر الجاري بالمختصر المفيد على صفحتها الأخيرة حول (تكريم د.أحمد العنسي وزير الصحة اليمني بجائزة هيئة المستشفيات العربية)، بما يميزه عن بقية وزراء الصحة العرب.

هذه واحدة من المفارقات العجيبة والغريبة بأن تكون الأوضاع الصحية في اليمن بأسوأ حالاتها من حيث كثرة الأمراض وتنوعها وكثرة مسبباتها واستعصاء الكثير منها وعشوائية تشخيص المرض وحدوث الأخطاء الطبية القاتلة وتحويل المرض إلى حقول تجارب، وفي ظل تردي حالة المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية من كل النواحي وانعدام الرقابة على الأدوية من حيث صلاحياتها الزمنية وأسعارها وطرق تخزينها وكيفية دخولها إلى اليمن وعدم ذكر بلدان التصنيع وغير ذلك من المساوئ، ومع ذلك يكرم وزير الصحة على سوء فعله وسوء العمل الصحي عموماً في اليمن.

مانستطيع فهمه من هذه المفارقات بان المستشفيات العربية أصبحت تشعر أن أعلى نسبة من زبائنها المرضى على الإطلاق هم من اليمن، وهذه الجائزة لمعالي الوزير هي تكريم للوزارة كلها وهي أي الجائزة عبارة عن العمولة المستحقة على غرار نسبة العائدات التي يحصل عليها بعض الأطباء من مبيعات الأدوية على المرضى المحالين إلى الصيدليات من لدنهم.

ولا غرابة طالما ونحن في يمن الإيمان والحكمة، يمن الحضارة والأمجاد أن نفاجأ في قادم الأيام بتكريم وزارة الداخلية على دورها في حفظ الامن والاستقرار ومكافحة الجريمة قبل حدوثها، ووزارة شئون المغتربين على اهتمامها بقضايا المغتربين اليمنيين وصون حقوقهم وكراماتهم، ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات على قدرتها الفائقة لتوقيف خدمات الاتصالات متى شاءت على المشتركين في جميع الشبكات المحلية وحتى خدمات الهاتف الثابت والانترنت تحت مبرر تعرضها لعمل تخريبي، ووزارة الطرق والجسور على قدرتها الحفاظ على هويتها الكرشمية منذ 40 عاما، ووزارة الشباب والرياضة والاتحاد العام لكرة القدم على روحيهما الرياضية في تقبل نتائج المنتخبات اليمنية المخزيه بأنفس راضيه، والبنك المركزي اليمني على قدرته الفائقة في محاربة الفقر وحماية العملة اليمنية من تقلبات السوق، أو أن تقوم وزارتا النفط والكهرباء بمكافأة المخرّبين لأنهم ربما لم يقوموا بأعمال التخريب خلال أسبوعين أو ثلاثة مثلاً، أو أن تقوم وزارة الإعلام بالاعتذار الرسمي والتحكيم لمن ينتسبون لتنظيم القاعدة في اليمن على مابدر منها من إساءة في تسميتهم إرهابيين رغم أنهم من طيور الجنة. كل هذا وغيره جائز في اليمن والقائمة طويلة ولله في خلقه شئون، فارتقب إنهم مرتقبون، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص