آخر تحديث :الخميس 28 نوفمبر 2024 - الساعة:01:01:13
حراك هندي
منصور صالح

الخميس 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

بالنسبة لي الهند ليست بلدا مثاليا أبدا، لكنني أراها كذلك بالنسبة لكثير ممن يسمون أنفسهم قيادات أو نشطاء ينسبون أنفسهم إلى الثورة الجنوبية ، إذ يمكن لهذا البلد الذي يصح تسميته ببلد العجائب ان يوفر لهؤلاء إمكانية تحقيق نزواتهم ورغباتهم غريبة الأطوار.

ففي هذه الأرض التي يعبد فيها كل شيء من النملة الى الفيل يستطيع هؤلاء ان يجدوا من يعبدهم، أو يجعل لهم مزارا ،أو ان يجعل منهم مداسا ان ارادوا .

فيها يستطيع صاحبنا القيادي الذي ترك ساحة الحرية بخورمكسر وذهب الى المكلا بحثا عن منصة للخطابة ، ان يحصل على منصة ضخمة في قلب مومباي كما يستطيع ان يحشد حوله الالاف من شارع محمد علي رود يصفقون له ويهتفون باسمه.

واذا خاطبنا عشاق العبودية ،سيما عبدة المال والشهرة فالهند توفر لهؤلاء فرصة ان يكونوا عبيدا مثاليين في معابد الديانة البوذية المكتنزة بالذهب والغنية بالأموال ،وبهذا يكونوا قد أدوا فريضتين هما عبودية دينية واخرى دنيوية تحقق رغباتهم في التقرب من المال اكثر مما توفر لهم خزائن صنعاء وحوالات قادتها التي تحمل من الإهانة ما يفوق العطاء .

اما الطامحين للزعامة والبطولات الوهمية ،فتستطيع السينما الهندية ان تصنع منهم أبطالا وقادة عظاما ربما ينافسون بطولات أميتاب بتشن، وللمتصابين من الحواريين المنسحبين او المنبطحين في الفنادق او الشقق المفروشة، فرصة ان يكونوا فتيان أحلام تدور حولهم أجمل الفتيات وينمن على صدورهم وهن يغنين بأصواتهن العذبة التي لا تقاوم.

خلاصة القول نقول لشذاذ الأفاق من ادعيا النال والباحثين عن أمجاد الوهم، ليس في الجنوب سوى ساحات نضال ، شعارها كلنا مشروع شهادة وكلنا مشروع سجين ا وجريح ، ساحة لاتقبل من يحلم ان يكون ذات يوم وعلى حساب القضية مشروع استثماري او تجاري أو زعيم أو وصولي، فكل تلك خيالات واوهام ان أحدهم ان يراها حقيقة فعليه بالهند بلد السحر والعجائب وافلام الخيال.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل