آخر تحديث :الخميس 12 سبتمبر 2024 - الساعة:20:10:43
آخر الأخبار
لماذا صحف عدن الجنوبية
نعمان الحكيم

الخميس 00 سبتمبر 0000 - الساعة:00:00:00

فعلا.. شر البلية ما يضحك، لكنه أيضا يدفع للبكاء على الحال التي وصلت إليه القنوات الفضائية اليمنية، فهي إن لم تكن كلها، فجلها يعزف على وتر (الهوى شمالي) على أن هذه اللفظة يتهكم عليها البعض فيقول (في سموم وحميم) واستغفر الله على هذا الورود الذي اضطررته لتقديمه.. وما باليد حيلة!

وأنا اتابع الفضائيات وهي تستعرض أقوال وعناوين الصحف الصادرة في الوطن.. لكنها بعنصرية وفكرة فجة ، تتجاوز أخلاق وقيم المجتمع، وتنحاز لصحف تصدر فقط في صنعاء وتعز وأحيانا صحيفة تصدر في عدن وهي (حزبية) وتتم مناقشة بعض المواضيع وتفرد لها مساحة واسعة من الإرسال.. لكنها للأسف لا تدري هذه القنوات أنها تخل بمبدأ المساواة في التغطية، على الأقل من باب (المساواة في الظلم عدالة)، و يا ليتها فعلت.. ولكن يقول المثل :"الطبع يغلب التطبع"، ونحن نزكيه ببيت شعري لـ (الجاهلي البدوي الصحراوي الجلف): عنترة بن شداد القائل:"لا يعرف الحقد من تعلو به الرتب ولا ينال العلى من طبعه الغضب".

حقيقة الموضوع لا يتحاج لتناول كثيف فهذه بضاعة كاسدة، والقائمون عليها لا يخجلون من أنفسهم لأنهم يبترون جزء مهما من المسار الذي نعتز به، وهو مسار (السلطة الرابعة) ولهذا ينكرون على صحف عدن كلها أن تظهر في السياق، وكأن الطير على رؤوسهم أو ستصيبهم مصيبة، لو أنهم تناولوا مثلا صحف (14 اكتوبر، الطريق، عدن الغد، الامناء، القضية، أخبار الوطن، اليوم الاول) وغيرها من الصحف الفاعلة حقيقة وتلعب دورا في بلورة قضايا وطنية عدة.. لكنه الخوف.. وموت الضمير ..فهل هذا يخدم وطنا نعتز به ليكون نواة لنظام الدولة المدنية الحديثة التي ننشدها ونأملها.

أشك في ذلك.. لكن الحمد لله أن جرت الامور هكذا ليعرف المرء عدوه من صديقه أو اخيه إن جاز التعبير.

لذلك نقول ان القائمين على اجهزة الإعلام وهم ساسة مشهود لهم، يمارسون الإقصاء والتضييق على الديمقراطية بل هم يئدونها في المهد ولكننا نعود ونسجل استغرابنا فنقول: هل هؤلاء الذين يتشدقون في كل المحافل عن (القضية الجنوبية) ليل نهار.. هل يجوز لهم ذلك وهم يمارسون العكس تماما ثم يأتون ليقولوا: مفتاح الحل هو القضية الجنوبية، في حين هم في قرارة أنفسهم يصيبهم الهلع من هذه القضية فيما لو حلت فعلا وستحل بالطبع لكن ليس بهؤلاء الأقصائيين الذين تخيفهم الكلمة .. فكيف بغيرها والسلام.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص