آخر تحديث :الاربعاء 07 اغسطس 2024 - الساعة:23:30:55
فتوى المحافظ .. و أيام الخريف في أبين 2-2
مدين مقباس

الاربعاء 00 اغسطس 0000 - الساعة:00:00:00

نعم انقضى عام ونصف على تحرير زنجبار من سيطرة تنظيم القاعدة في 12 يونيو 2012 م ، كما جاء في رسالة الأخ المحافظ   وخلال هذه الفترة ماذا عمل ؟ وكان بوسعه عمل الكثير والكثير فيها... وقبل أن نسرد أبرز جوانب الإخفاقات والسلبيات والأخطاءات التي ارتكبها بحق أبناء المحافظة ... فلابد من التأكيد على  أن تواجد الأخ المحافظ في اللواء في لودر ربيع 2012 م  تحت الحراسات المشددة بعيداً من المعارك هو شرف وفخر له وينبغي إلا يقدمه للمواطن بصورة تذكره بمن يمنّ على أخوته بموقف صنعته له الظروف ، وأجبرته على تحمله كما أوجدت غيره ، وكان الجميع معه في نفس الموقع وهم كثر عرفوا وعرفهم العدو قبل الصديق في جسارة مواقفهم ، وقوة عزيمتهم  ونقاوة وفائهم ، وكانوا على كل  لسان يذكرونهم بحب وحنان ، واحترام وقدسية الأوفياء من الرجال الأبطال الذين حملوا أرواحهم على أكفهم رخيصة فداء لشعوبهم وأوطانهم.

 

 

إن كل هؤلاء وهم كثيرون لم يمنّوا علينا بمواقفهم لقد رأينا بأم أعيننا ما كان يدور  ، ومن الذي كان ينظر للحرب (كتجارة و فيد) ومن ينظر لها كواجب وطني و"رحم الله امرئً عرف قدر  نفسه " فلا أحد ينكر من كان حاضراً هناك وفي بقية الجبهات ، لكن يجب أن لا نمّن على بعضنا البعض ، فهذا الموقف إيجابي  للأخ المحافظ لا يمكن لأحد أن ينازعه عليه أو يسرقه منه .. ولكن دون مّن او حسابات الربح والخسارة كلنا للوطن فرساناً .. على مذبحة الوفاء والكرامة والشهامة، وما نقدمه لوطننا اقل بكثير مما يستحقه ، ومن المعيب أن نوظف مواقفنا الوطنية  كغطاء لإخفاقاتنا أو للمغفرة لنا عن ما ارتكبنا ه من أخطاء كبيرة ستظل أثارها السلبية والإنسانية ولعنتها تلاحقه  على مدى التاريخ .. لقد غادر أبين كثير من المحافظين تاركين خلفهم أفعالهم الإيجابية غادروها وبصمات نجاحاتهم شاهدة في المحافظة ومحفورة في ذاكرة أبنائها ومنهم محمد علي احمد والمهندس احمد الميسري وآخرون  ولم نلمس أو نسمع منهم المنّ  عن اي مواقف لهم  و" الانجازات " التي يتفاخر بها محافظنا الحالي ما هي إلا إخفاقات لأنها لم تصل بعد  إلى مستوى التباهي بها فهي أقل عن ما يمكن أن يقوم به مدير عام ، وما  يبرر هذا القول الكثير فلن تنشأ في أبين محطة توليد كهرباء جديدة ، ولن يؤسس مشروع مياه استراتيجي ، كل ما في الأمر "مجرد ثرثرة كلام " يتطابق مع القول المأثور : " نسمع جعجعة : ولا نرى طحيناً ".

 

 

الحقيقة التي لا يمكن أن ينكرها أحد أن محافظة أبين حولتها الأطراف السياسية والقوى التقليدية في صنعاء إلى ساحة لتصفية الحسابات ، وموقع لتغذية الصراع وتحويل أبناء محافظة أبين إلى رافد من روافد تلك الأدوات التي تتصارع بها تلك القوى في صنعاء على السلطة  ،  ومنها تنظيم القاعدة والتنظيمات المستنسخة وكذلك المليشيات ، كل هذا أتى بتواطؤ من بعض أبناء محافظة أبين ممن هم داخل السلطة وللأسف حتى من هم خارجها وذلك لتواطئهم مع القوى التقليدية والقوى(المتنفذة ) وغيرهم ، ليصبح المواطن البسيط هو من يدفع الثمن ، وهذا يعكس أن أطراف الصراع في صنعاء كانت ولا زالت تنفذ أجندة  حتى  اليوم .

 

 

كنا نتطلع إلى أن الأستاذ جمال العاقل  بمجيئه الى م / ابين  سيقف على عكس غيره  من سبقوه إلى جانب أبناء المحافظة  ووقف العبث بمقدرات المحافظة إلا  أن قيادته للمحافظة ، وللأسف قد  برهنت عكس ما كنا نتمناه ، ولا زالت المقولة راسخة في الذهن : "ما كل ما يتمنى المرء يدركه ،، تجري الرياح بما لا تشتهي السفن " لذلك خيبت الآمال منذ الوهلة الأولى عندما رفض البرامج التي قدمت له من قبل بعض الأكاديميين من أبناء المحافظة ونتذكر منها (البرنامج العلمي والعملي للبدء بالتخطيط الاستراتيجي لإعادة النازحين  -المهجرين ) وكان ذلك في شهر يوليو 2012م بعد تحرير المحافظة مباشرة ، وكان البرنامج يهدف الى وضع السياسات والبرامج العلمية والعملية  التي تؤمن عودة النازحين وسلامتهم للاندماج في الوضع الجديد ، وتحديد الأضرار البشرية والاقتصادية ، وما لحق بممتلكات المواطنين كأضرار ليتم معالجتها تدريجياً في ثلاث مستويات الضرر المباشر  ، والضرر غير المباشر ، وأضرار ذات آثار سلبية بأبعاد مستقبلية نفسيه واقتصادية ، وإعادة تنمية القدرات البشرية، كان ذلك البرنامج في الأساس يهدف بكافة مضامينه إلى تحديد أولويات العمل لإعداد رؤية متكاملة تؤمن العودة للنازح ، وتهيئ الظروف لعودته لممارسة أنشطته السابقة في ظروف آمنة ، ومناخ يشجع تغلبه على الضرر الذي لحق به أثناء ألحرب.

 

ومن تلك الأهداف تأسيس صندوق لإعادة التنمية ، والأعمار  باعتبار أن الضرر والتدمير الذي لحق بالمحافظة استهدف تدمير التنمية البشرية في المقام الأول قبل المادية وما يتعلق بها من  تدمير البنى التحتية ، والخدمية ، وتدمير ممتلكات المواطنين  ، لكي تصبح المعالجة متوازية تنموياً ، ونفسياً ، وإنشائياً وبسبب أن البرنامج يسد ثغرات الفساد  ، لقد رفض الأخ المحافظ فكرة ألبرنامج وفضل العمل بعشوائية بكل ما يتيحه من ثغرات للفساد ليصب كحجة مستقبلاً لصالح المنظمات الدولية التي يقع عليها الواجب الأخلاقي لإعادة التنمية وإصلاح ما دمرته الحرب في  أبين ، وما قدمه أبنائها من تضحيات في سبيل الأمن والاستقرار المحلي والإقليمي والدولي حيث مارس الأخ المحافظ الضغط النفسي على النازحين ، وأنتهج سياسة تحقق العودة الإجبارية المخالفة للمبادئ  ، والأسس المتعارف عليها في الأمم المتحدة الخاصة بالنزوح والتهجير التي تحرم العودة الإجبارية للنازحين  الذين خرجوا( مهجّرين ) من ديارهم بسبب صراع مسلح  ،  وليس بمحض إرادتهم الطوعية ،  والتي تلزم الحكومات على إتباع مبدأ العودة الطوعية بعد أن تدفع للمتضررين التعويضات للممتلكات ،والتعويضات المعنوية ، وتهيئة لهم المناخ أمنياً واقتصاديا وخدمياً للعودة إلى ديارهم ، لكن ما حصل أن قيادة محافظة أبين انفردت دون رضا المنظمات الدولية بدفع النازحين للعودة إجبارياً باتخاذها إجراءات  لمنع توزيع المساعدات الغذائية في أماكن النزوح وتم دفعهم واستدراجهم إلى مدينتي  زنجبار ، وجعار ، وتوزيع المساعدات هناك وبإشراف قيادة المحافظة التي  دفعت خمسة وعشرون مليون ريال لتحقق العودة الإجبارية إلى مناطق غير آمنه مليئة بالألغام حيث راح ضحية هذا التصرف أكثر  من  (66) قتيل وأكثر من ( 20 ) جريح ومعاق  من المواطنين العائدين إجباريا من النزوح منذُ يونيو  2012 م – يونيو 2013 م وهذه الجرائم بحد ذاتها بحاجة إلى تحقيق دقيق وشامل من قبل الجهات المختصة لتحديد المتسببين في العودة الإجبارية المخالفة للأسس والمبادئ الدولية المتعارف عليها وحرمان المحافظة من الحصول على المعونات الكافية لإعادة التنمية ودفع التعويضات النفسية والمعنوية وليس اختزالها في تعويضات الأعمار فقط أو دفع العائدين للعودة إلى مناطق غير آمنة ، وربما لا زالت بعض هذه المواقع غير آمنه حتى الآن .

 

 

أن المحافظ كما يبدو لا يزال يعزف على الورقة الأمنية وإبقاء الأوضاع غير مستقرة لغرض في نفس يعقوب و"أهل مكة أدرى بشعابها"  لأن الفساد قد استشرى في كل مفاصل سلطات الحكم ، وما السلطة المحلية بمحافظة أبين إلا واحده منها ، فعين السلطة تراها ( مغمضة ) ( ظاهراً ) ، ولكنها مفتحة ( باطناً ) وتتجه في معظم الأحيان إلى الكسب الرخيص الذي يدُر عليها عوائد مالية ضخمة يسهل الحصول عليها دون عنا،وبكل يسر وسهوله .

 

 

إن الإشكالية  الرئيسية التي وقع فيها محافظ المحافظة ولا زال واقعاً فيها ، والتي لا نجد ما يبررها هو بقاءه في موقع ما بات يعرف بـ(شرم الشيخ) -منطقة  الشيخ عبدالله جنوب زنجبار المطلة على البحر العربي  -  على مدى هذه الفترة الطويلة ، بعيداً عن المواطن وتلمس همومه  ولا يرى حركته وأنشطته ورسائله المستفزة إلا في أيام الخريف الفصل الأخير من كل عام لمتابعة ما يطلق عليه بـ "الوفر" المالي الذي لا يدري المواطن أين يذهب ومن المستفيد منه؟!.

 

 

ولعل بقاءه هنا هو ما أعطى مدراء  عموم مكاتب فروع الوزارات عدم العودة إلى مكاتبهم وأعمالهم  وهم يرون انه إذا كان محافظ المحافظة قد فضل البقاء بعيداً عن موقعة الطبيعي فنحن لسنا أوفر حظاً منه  فهو محافظ المحافظة ورئيس المجلس المحلي في المحافظة ،  وما نحن إلا توابع له ، كما  أن الإشكالية الثانية هي المنظمات الدولية التي زارت ولازالت تزور  وفودها محافظة أبين  واكتفت  بوصولها إلى هذا الموقع ، ولم ترى بعضها الدمار الذي لحق بالمحافظة حيث أخذت انطباعاً ايجابياً  بأن أمور المحافظة على ما يرام ، ولم تتضرر كثيراً من الحرب ، وبالتالي فان المحافظة  ليست بحاجة إلى الدعم المطلوب وبذلك أحرم  المحافظة ما تستحقه من دعم ومساعده من الصناديق والمنظمات المانحة.

 

 

إن جمال العاقل محافظ المحافظة جميلاً في بعض خصاله الكريمة ومنها حُسن الخلق وطلاقة الوجه وما يطلب منه الآن ، وفي كل الأوقات الصدق وإخلاص النية فبإخلاص النيات تدرك الرغبات ولذلك كله  نطلب منه أن يتقبل ما نكتبه برحابة صدر وبمودة  فالاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضيه وليعرف حقيقةً ثابتة لأبد من قولها  حتى وان كانت مرّه ففي الكتابة الصادقة والهادفة إلى تقويم الاعوجاج في العمل والذي لا بد من وقوعه ، لأن الإنسان ليس ملاكاً ،  معرض للخطأ ، في كل الأحوال ، وان المدح لإنسان بما ليس فيه  00  ما هو إلا مبالغه في هجائه وذمه واحتقاره ، وهذا ليس من طبائع الرجال الأخيار.

 

 

فاحذروا معاداة الأخيار ، وعليكم بالصدق في المواطن كلها وزينوا سرائركم ليحسن الله تعالى علانيتكم.والله الموفق لما فيه خير البلاد والعباد.

 

 

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص