- د . عبدالجليل شايف: مشروع الوحدة اليمنية انتهى والجنوب ليس قضيته استعادة الدولة الجنوبية فقط
- استمرار الأعمال الإنشائية لمدرسة النقوب في نصاب بتمويل إماراتي
- الرئيس الزُبيدي يُعزَّي في وفاة المناضل حداد باسباع
- قيادة اللواء الثاني دعم واسناد تنفي اشاعات انسحاب اللواء من وادي عومران
- أبرز اللقاءات والتحركات الدبلوماسية للرئيس القائد عيدروس الزٌبيدي مع سفراء دول العالم
- وزير الدفاع يترأس اجتماعاً موسعاً بساحل حضرموت ويشيد بالإنجازات العسكرية
- وفد الوزارة يتفقد عدد من المشاريع المدارسية في مديرية خنفر بمحافظة أبين
- الكويت: نؤكد دعم جهود السلام في اليمن
- إحباط محاولة تسلل للحوثيين في تعز
- دهس طالب جامعي في إب
الجمعة 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
يحكى أن رجلا كان يسير في الطريق حافي القدمين ومعه أثقاله التي كان يحملها على ظهره، وبينما هو كذلك إذ رأى على قارعة الطريق فردة حذاء، فأخد ينظر من حوله لعله يجد الفردة الأخرى ولكندون جدوى، فواصل سيره وإذا به بعد ذلك يجد الفردة الأخرى، وما كان منه حينها إلا أن ألقى بثقله إلى جانبها وعاد مسرعاإلى مكان الفردة الأولى ليأخذها، ولكنه فوجئ بعدم وجودها كما لم يجد معها أغراضه التي كان قد وضعها إلى جانبها .
هذه الحكايةالتي سمعنا بها منذ الصغر تعلمنا وبطريقة بسيطة بأن أنصاف الحلول هي التي كانت سببا في ضياع متاع الرجل، وهكذا هي أنصاف الحلول عندما يراد معالجتها بطريقة منقوصة، فما بالكم بقضية هي بحجم وطن كما هو حال القضية الجنوبية اليوم عندما تصر بعضالأطراف السياسية بل وتعمدها للانتقاص منها وهي الأطراف نفسها التي كانت في الأمس سببا للمشكلة ولما آلت إليهالأوضاع اليوم، وهي التي اغتالت حلم الوحدة الجميل تارة بسبب الشطحات والغرور واللامبالاة وتارة أخرى بسبب السياسات الخاطئة وسلوكياتهم المريضة والحاقدة التيأدارت بها الوحدة "المغدورة"التي كانت مكرسة للتمييز والانفصال وإلغاء الآخر ومصادرة الحقوق والحريات، وكانوا بذلكأقرب إلى دعاة انفصال أكثر منهمإلى دعاة وحدة أمة، بل هم دعاة وحدة مصالح فئة معينة مستفيدة من ثروات وخيرات هذا الشعب، ومع ذلك وبدلا من إثبات حسن النية وإزالة الحواجز النفسية السيئة التي علقت في نفوس الناس ردحا من الزمن فإنهم لازالوا يحرصون اليوم على بقاء الأوضاع كما هي حتى لا تتأثر مصالحهم الأنانية .
وبالتالي فهم يفهمونها من منظور هذه الزاوية ويتحدثون عنها بنفس القوة الزائلة والشعارات الزائفة التي كانوا يغلفون بها الوحدة بغير حقيقتها طيلة العقود السابقة، ليزايدوا بها اليوم على شعب الجنوب،ويطلبوا من الضحية تقديم التنازلات تلو التنازلات، في حين المنطق والواقع يفرضان على الجلاد القيام بتلك التنازلات لا أن يطلبوها منها، وقد وجدوا من ذلك الحوار وسيلتهم لتمرير مخططهم وهدفهم من خلال فرض حلولهم المنقوصة لمعالجة القضية الجنوبية، حتى مشروع الإقليمينالذي تتبناه بعض القوى الجنوبية ممن شاركوا في ذلك الحوار وكخطوة أولية على طريق الاستفتاء على القضية، فإنهم يرفضونه، وهم من حرصوا على مشاركتهم في ذلك الحوار ليس حرصا على معالجة القضية وإنما باعتقادي لإضفاء بعض الشرعية ليوهموا بها الداخل والخارج بمصداقية وجدية ذلك الحوار ومخرجاته المرتقبة، وأنهم وفقا لحساباتهم سوف يقومون بالتوقيع على رصيد مفتوح وفقا لرؤيتهم ومخططاتهم وبعد ذلك يطلقون عبارتهم الجاهزة والمعدة سلفا والتي تقول"شكرا لقد سمعناكم ولكن كنتم الأقلية وإن طموحاتكم لا ترتقي لطموحات غالبيتنا" معتقدين بذلك أن بإمكانهم تمرير أهدافهم كما يرونها هم لا كما يراها الشارع الجنوبي، بينما الواقع يعلمنا بأن زرع العراقيل وكبح جماح العزائم لبعض الوقت، يدفع باتجاه الإبداع لخلق طرق وأساليب جديدة للمواجهة والإصرار على الثبات للوصول إلىالأهداف والطموحات التي يصبوإليها الشارع الجنوبي مهما طال الوقت.