آخر تحديث :الخميس 09 مايو 2024 - الساعة:00:15:01
النداء الهام الذي نشرته (يمن تايمز) ولم يقرأه الجنوبيون
نجيب يابلي

الخميس 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

تاريخيا مشحون بالعواطف.. مترع بالعواصف.. مملوء بالمخاطر، وما يزيد الطين بلة أن شعبنا العربي عامة وشعبنا في هذه المنطقة خاصة لا يقرأ.. سبعة عرب يقرؤون كتاباً واحدا (بمعدل سُبع كتاب – 1/7) والإسرائيلي يقرأ (40) كتابا في السنة، وإذا قرأنا لا نستوعب.

 

لا نختلف في أن هناك قضية عادلة اسمها "قضية شعب الجنوب" ولا نختلف أن الجنوب منهوبة أرضه وثرواته، وأن الجنوب مقصي شعبه، وأن المنتصر في حرب صيف 1994م المنحلة استبدل (في مسلسل طمس الهوية) 9552 (تسعة آلاف وخمسمائة واثنين وخمسين) اسماً للشوارع والمدارس والمستشفيات الجنوبية.. إن قضية الجنوب جسمها بضخامة جسم الفيل لكنها من دون رأس. هناك قيادات جنوبية ومثقفون جنوبيون أو قل الصفوة المثقفة أو قل النخبة المثقفة تقرأ ولا تعكس قراءاتها على وسائل إعلام القضية المرئية والمسموعة والمكتوبة، وشخصياً أحترم كل وسائل إعلام الحوثيين، وخذ على سبيل المثال (قناة المسيرة).. وأتفق مع ما قاله أخي د.محمد حيدرة مسدوس من أن الحوثيين يخدمون القضية الجنوبية أكثر مما يخدمها جنوبيون.

 

إن كل ما يعنيك ويعني قضيتك عليك بقراءته، واستنباط ما يمكن استنباطه، لخدمة قضيتك، وأنا لا أزال أعيش حالة ذهول من نداء هام وجهه (المؤتمر المركزي الحاخامي في الولايات المتحدة وكندا) ونشرته صحيفة (يمن تايمز) في عددها الصادر في الأول من أغسطس 1994 أي بعد (23) يوما من السابع من يوليو 1994م (السيئ الصيت). ووجه المؤتمر الحاخامي نداءه بالبنط العريض إلى الشعب اليمني، وافترش النداء صفحة كاملة موشاة بالأحرف العبرية، وجاء في المدخل التعريفي "إن يهود اليمن سكنوا اليمن منذ القدم، ومن القلة التي عاشت في اليمن قبل 1950 القلة الثمينة المتبقية من طائفة الـ(موهيكان)". قال أصحاب النداء إنهم يمثلون مئات الجماعات من اليهود الأرثوذوكس المقيمين في الولايات المتحدة والمعارضين للجوهر الأساس للصهيونية، وإنهم يوجهون نداءهم إلى الشعب اليمني وإلى حكومته وإلى احزابه السياسية وكل الأطراف لمساعدتهم في إنقاذ من تبقى من اليهود اليمنيين, وهم جزء من تاريخ اليمن وهم الآن في خطر محدق، كونهم قد أجبروا على مغادرة اليمن بغير إرادتهم.

 

خلال العامين ونصف العام الماضية دأب الصهاينة من خلال وكالاتهم ومن خلال جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) على العمل في اليمن مرتدين قناع (السياح) وأحيانا يظهرون على المكشوف بهدف نقل اليهود اليمنيين إلى إسرائيل بالترهيب والترغيب، باستخدام التهديد والوعيد والرشاوى لتمرير مخططهم السافل (هكذا ورد في النداء) ويغادرون وهم لا يرغبون في ترك البلد الذي كان موطنا لهم منذ آلاف السنين.

 

وفي العدد الأخير من الصحيفة الإسرائيلية اليومية (يديعوت أحرونوت) نشر على لسان أحد عملاء الموساد (أشير إلى اسمه بالحرف الأول (س) وأغلب الظن أن اسمه سام) أنه قال: "إن الوضع في اليمن اليوم أصبح لا يطاق، وقد تسلمنا الضوء الأخضر من السلطات والشيوخ القبليين المحليين، وفتحوا الباب لمغادرة يهود اليمن، ويواجهون الإعاقة من اليهود أنفسهم".

 

وجاء في النداء الطويل أن الأموال جمعت لهذا الغرض وأن وكلاء الصهيونية موجودون الآن في اليمن وهم: موشي داتي وموشي يريمي وسالم كوهين وسام جرافي ويوسف عمار وسالم زبيبة وموشي شرابي وإليعازر شرابي وموشي شارير والذين يعدون العدة لتهجير يهود اليمن.

 

وورد في النداء: "الصهيونية أكبر عدو للشعب اليهودي، وأن اليهودية والصهيونية لا تلتقيان - لا يمكنك أن تكون يهودياً وصهيونياً في آن واحد".

 

ويضيف النداء: "لقد تمادى الصهاينة في غيهم، فقد تبنوا رحلات لشيوخ قبائل لزيارة الولايات المتحدة الأمريكية واستضافوهم في شيراتونات واشنطن دي سي ونيويورك وأكلوا هنيئا وشربوا مريئاً (هكذا ورد في النداء) وكل ذلك لإقناع الشيوخ المسلمين بأن إسرائيل هي المكان المناسب لمن تبقى من اليهود".

 

اختتم المؤتمر الحاخامي ليهود أمريكا الشمالية (الولايات المتحدة وكندا) بأن دعوا الرب بأن "ينزل الرفاه على الجمهورية اليمنية وأن يبارك كل اليمن ويسبغ عليها بالسلام والسكينة والازدهار".

 

الجنوبيون يخوضون الآن حواراً مع الذين نزلوا ضيوفا على المجلس الصهيوني العالمي في شيراتونات واشنطن دي سي ونيويورك.

استوعبوا الدرس وكونوا فطنين!.

 

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص