آخر تحديث :السبت 23 نوفمبر 2024 - الساعة:23:56:25
اليوم العالمي لغسل اليدين
صالح ناجي حربي

السبت 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

أحتفلت حكومة الوفاق وبعض مؤسسات الدولة والاعلام الرسمي مؤخراً باليوم العالمي لغسل اليدين وسمعنا نصائح المتحدثين في تلك الإحتفالات الترفيه حيث نصحوا المواطنين بضرورة غسل اليدين بالماء والصابون حفاظاً على صحتهم.

العالم يحتفل بهذه المناسبة بعد أن قطع شوطاً  كبيراً في مضمار التنمية البشرية باعتبارها عماد التنمية الاقتصادية وأساسها (صحة الإنسان، تعليمه، تنمية مداركه وقدراته، ضمان حقوقه وحرياته، تهذيب سلوكه، تهيئة البيئة المحيطة به، تعزيز صلته بالنسيج الاجتماعي، احترام واجباته تجاه المجتمع والدولة، تعامله الناضج مع القوانين) وغير ذلك من الأعمال التي يحضى بها الإنسان رجل كان أو إمرأة من المهد إلى اللَّحد.

ثم يأتي هذا العالم ليضحك علينا وعلى سلطاتنا التي تتعاطى مع هذه التفاهات بسذاجة لتضحك على نفسها وعلى شعبها لتقول للشعب: لم يبقَ لكم عندنا شيء غير النصيحة بغسل أياديكم تجنباً للأمراض القاتلة التي تبين للعقل البشري مؤخراً أن سببها الوحيد هو عدم غسل اليدين.

فليعلم هؤلاء إننا لسنا بحاجة لنصائحهم هذه وتفاهاتهم لأن كل منا يغسل يديه باليوم والليلة أكثر من 21 مرة كحد أدنى منها 3 مرات قبل كل صلاة ومرتان قبل وبعد كل وجبة وشعارنا هو : النظافة من الإيمان.

وماهو مطلوب من الجهات الرسمية ورجالات الدولة والمتنفذين  أن ينظفوا أيديهم من الفساد والسرقات والنهب والرشاوي والبطش، وينظفوا كروشهم من السحت وأكل الحرام، وينظفوا قلوبهم من الحسد والخبث والحقد والأمراض المزمنة، وينظفوا عقولهم من مخلفات السلوكيات السيئة والأفكار المتحجرة والأطماع المتأصلة، وينظفوا الشوارع من ركام القمامات ومخلفات البناء المخطط العشوائي وينظفوا البلد من الممنوعات كالحشيش وأنواع المخدرات كافة، ويمنعوا استيراد المبيدات الحشرية الضارة بصحة الإنسان ويوصدوا منافذ التهريب والتسريب للأسلحة التي تقتل الإنسان ووضع ضوابط لحيازة الأسلحة التي أغرقت بها البلاد وتشكل مصدر وقلق لكل إنسان . فإذا لم يستطيعوا فعل ذلك فاليصمتوا ولا حاجة لنا بهم ولا بنصائحهم الصبيانية المسجه، فالسلطات التي لاتستطيع حماية انبوب نفط او برج كهرباء أو محاكمة مجرم سارق أو قاتل لاتستحق البقاء ولا يحق لها الضحك علينا بإقامة الولائم والحفلات لتقول لنا : اغسلوا أيديكم.

أثابكم الله لكي يتحقق الأمن والإستقرار والعدل الاجتماعي والتنمية البشرية.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل