- تفاصيل انفجار هز مدينة لودر بأبين
- الخبير الاقتصادي د. عبدالجليل شايف يوجه نصيحة مهمة للحكومة والرئاسي لوقف انهيار العملة
- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الأربعاء بالعاصمة عدن
- الشيخ لحمر بن لسود: الخطاب الإعلامي المعادي للجنوب يهدد الأمن ويخدم أجندات معادية
- الخدمة المدنية تعلن الأحد القادم إجازة رسمية بمناسبة عيد الاستقلال 30 نوفمبر
- عاجل : دوي انفجار عنيف يهز المنطقة الوسطى بأبين
- السفير قاسم عسكر يُهدي مكتبة "الأمناء" نسخة من كتابه "قصة حياة وتأريخ وطن"
- وزارة الاتصالات : دعم الإمارات يمثل دعامة أساسية لتنفيذ المشاريع النوعية في تحقيق التحول الرقمي
- حلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع يعلنان عدم الإعتراف بمجلس القيادة الرئاسي
- الكشف عن قيام محور تعز بنهب مخطوطة ذهبية أثرية باللغة العبرية
الخميس 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
هكذا يحاول البعض الآن تصوير الإرادة الشعبية الثورية لشعب الجنوب وكأنما هي مصابة بمرض الفصام . وتعيين الإرادة الشعبية هي تلك التي يمثلها جموع الشعب وقد تمثلت في احتشادات تسع مليونيات تقاطر اليها أبناء الجنوب من المهرة إلى باب المندب.
تلك الـ9 مليونيات التي مثلت الإرادة الشعبية وعبرت عنها قالت كلمة فصل واضحة لا لبس فيها : لسنا مشاركين ولن نشارك في مؤتمر الحوار اليمني، ولا علاقة للثورة الجنوبية بهذا المؤتمر ولا بما يجري فيه ولا تلزمنا مخرجاته.
وعطفا على أعلاه فإن الجنوبيين الذين شاركوا في الحوار ليس لنا أن نخونهم أو نستعدي ضدهم ولكن في الوقت ذاته لا يمكن التعاطي بقبول وأريحية حد التسليم والموافقة على مشاركتهم، فكيف والبعض الآن يحاول تحويلهم إلى أبطال وتهويل مزايا ما يقومون به عبر مشاركتهم في الحوار اليمني، ولا أقصد بالمشاركين فريقاً بعينه أو مكونا معينا أو شخصيات أو أفراداً، بل جميع الجنوبيين الذين شاركوا في الحوار. فإن فعل مشاركتهم يثبت عليهم كسرا للإرادة الشعبية والضرب بها عرض الحائط. بل أن هؤلاء اجتزأوا بانتهازية شديدة ما يحلو لهم من شعار الإرادة الشعبية ومطالبها ليشرعنوا تمثيلهم باسمها، متناسيين أنهم داسوا بأقدامهم على الشعار الأهم الذي صدحت به جموع الإرادة الشعبية إلا وهو مقاطعة الحوار اليمني وعدم المشاركة فيه عابرين عليه بصلافة إلى قاعاته. غير أنه كما اسلفت هذا خيارهم ولا يترتب عليه تخوينهم بل لنا رفض فعلهم بالواقع الثوري وحجته. فهم لا يمثلون الإرادة الشعبية بل هم من مواقعهم في الحوار اليمني يقفون ضدا على كلمتها ومواقفها، ولو وقف فعلهم عند المشاركة ممثلين لأنفسهم وخياراتهم فهذا شأنهم ولهم الحق فيما يصنعون بأنفسهم. ولكن رأينا فعلهم يتجاوز ليذهب إلى تشويه الإرادة الشعبية المعلنة حينما انتحلوا صفتها مزيفين قرارها، وبلغ عبثهم مداه حينما بهذا الانتحال يحاولون تزوير مطالبها وهدف ثورتها الجوهري المتمثل بالتحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة. فيحاورون على نقاط تسوية وأقاليم ودولة اتحادية. مسوغين فعلهم عبر التلفع باختزال الإرادة الشعبية الجنوبية المعلنة في علم دولة الجنوب السابقة الذي رفعوه ليستظلوا به صفة لحضور زائف لتمثيل الإرادة الشعبية.
لقد أكدت الثورة الجنوبية الممثلة في إرادتها الشعبية المعلنة في تسع مليونيات عدا عن فعالياتها ومناشطها النضالية السلمية اليومية مقاطعة الحوار اليمني وعدم المشاركة فيه، وعليه فإن من يحاول اليوم مرتكنا على وجوده داخل صفوف الثورة الجنوبية خلط الأوراق وتلميع مواقف الجنوبيين المشاركين في الحوار فكأنما يريد إلحاق التناقض بموقف الأرادة الشعبية واظهارها مريضة بالفصام وهو المرض الذي يجعل المصاب به مهزوزا في سلوكه، مشروخا يصارع ذاته مختلا تتناهبه الهواجس، متناقضا في أقواله وتصرفاته. وهذا ما سيلحق بثورتنا وإرادتها الشعبية لو أصر البعض بنية حسنة أو غير ذلك بالقفز على مبدأ المقاطعة للحوار اليمني الذي أعلنته الإرادة الشعبية الجماهيرية ،وتزييف وعي هذه الإرادة بالتعاطي مع المشاركين ونشاطهم في الحوار اليمني في سياق واهم يختلق لهم البطولات بما يناقض واقع مبدأ عدم المشاركة في الحوار اليمني . وبهذا التعاطي فإن البعض كأنما بشكل غير مباشر يؤيد مشاركتهم وقد يتجلى في المرحلة القادمة بشكل مباشر وواضح يشرعن تمثيلهم للإرادة الشعبية الجنوبية والتصرف نيابة عنها.
وما يقوم به المشاركون في الحوار الوطني من رفع علم الجنوب او القول بتقرير المصير واستعادة الدولة ( كل ذلك والطرح داخل الحوار واضح لم يتزحزح عن الحل في إطار الدولة الاتحادية وأقاليمها يا للمهزلة والعبث!!!) ليس سوى من باب التكتيك واللعب ضمن خيارهم أي خيار مشاركتهم في الحوار و محاولة استراتيجية من قبلهم لتقوية مواقعهم فيه وتحويلهم أرقاما مهمة يحسب لها حساب داخله، ولأنهم يعلمون تماما أنهم دون هذا التكتيك ودون استغلال إعلان شعارات الإرادة الشعبية الجنوبية المجتزأة من قبلهم لن يكون لهم أهمية ولن يحصلوا على أي مكاسب شخصية أو سياسية بدون استغلال هذا الشعار والزج به وسيلة تمكين ناجعة لهم أمام المتحاورين اليمنيين، مختلقين لأنفسهم مواقف كأنما تبدو خروجا على قاعدته وقد ارتضوا المشاركة وهم يعلمون مسبقا علم اليقين أنهم ملزمون بقواعده وشعاراته الوطنية فهو ( حوار وطني) لا يمكن إنكارهم صفته هذه والتي يترتب عليها قاعدة أخرى وردت في مبادرته تقول بـ ( الحفاظ على استقرار اليمن ووحدته). وتفجيرهم لمواقف اعلامية صوتية لا تتعدى وسائل ضغط علنية تخدم خيار مشاركتهم وضمن سياقها وليس ضمن سياق الإرادة الشعبية الجنوبية ذات الخيار الواضح الذي اعلنته وأكدت عليه في فعالياتها ومناشطها ومليونياتها والذي يؤكد المقاطعة وعدم المشاركة، وهولاء الذين أتخذوا بدخولهم الحوار موقفا ضديا منها غير عابئين كسروا كلمتها وشقوا وحدة قرارها. بل أضروها قاصدين أو غير ذلك من خلال شرعنتهم لهذا الحوار بوجودهم وتمثيلهم فيه والأكثر عبثا وانتهازية انتحال صفة تمثيل الحراك الجنوبي. مما جعل سدنة الاحتلال يسترخون مطمئنين ضامنين شرعية ما يحيكونه من مؤامرات جديدة على شعب الجنوب ودولته.
أن تشويه الإرادة الشعبية الجنوبية وثورتها السلمية التحررية وتصويرها كمفصومة ومريضة وناكثة لعهودها وقسمها وشعارها وتضحيات شهدائها من خلال القبول بمن كسر هذه الإرادة وتجاوزها والأكثر كارثية النغمة الاحتفائية بما يفعل المشاركون وتفخيم فعلهم وتحركاتهم وهو ليس أكثر من نشاط روتيني يمارس ضمن اجتماعات ولقاءات مشاركتهم من داخل هذا الحوار الذي رفضته الإرادة الشعبية الجنوبية وليس من خارجه، ويعود بفوائد عليهم ليس أقلها بروزهم الإعلامي وتلميعهم وربما في تحليل آخر إعادة انتاجهم وتصديرهم مجددا إلى الجنوب . وبالنتيجة يضفي هذا التفخيم والتلميع ما يشبه التخويل الشعبي على نشاطهم في حوار يمني صدحت الإرادة الشعبية برفضه وحذرت من المشاركة فيه، أن محاولة حرف مواقف الإرادة الشعبية المعلنة من الحوار اليمني لا يمكن قبولها أو أن تمنطق أو تصور كأنما هي في مصلحة الثورة الجنوبية وإرادتها المعلنة، ذلك أن المستفيد الوحيد من هذا العبث المصدر احيانا للأسف من داخل صفوف الثورة ليس سوى قوى الاحتلال وأعوانه.