آخر تحديث :الاثنين 29 ابريل 2024 - الساعة:01:39:20
ترويـكا التـغيير اليمني !!!
اسكندر شاهر

الاثنين 00 ابريل 0000 - الساعة:00:00:00

لئن كان المثل الأمريكي يقر بأن : حصاناً برأسين لا يفوز بسباق ، فإن مركبة الترويكا والتي تعتبر رمزاً في روسيا تقتضي تسيير العربة بثلاثة أحصنة .. ولعل هذه الترويكا هي التي ستفلح في اليمن إذا ما قبلت الأحصنة الثلاثة أن تقود العربة دون أن تتسابق أو لنقل دون أن تتقاتل ! .
أما قبل :
لقد كان التعويل مسبقاً على ترويكا التغيير في اليمن أو ما كنا نسميها قوى التغيير الحقيقية المتمثلة في : الحراك الجنوبي ، شباب الثورة ، والحوثيون (أنصار الله) مضاف إليها (معارضة الخارج) الداعمة للمسار الثوري والتغيير الفعلي .. على أن هذه الترويكا تثاقلت عن أداء دورها وأثبتت عدم قدرتها على قيادة التغيير ولم تلتزم بالمسار الثوري حتى النهاية وعليه لم يسقط النظام بقدر ما سقطت هي في براثنه أو انقسمت على نفسها أو انخرطت في مسار سياسي محكوم عليه بالفشل مسبقاً وهذا لا يعني بالضرورة أنها سقطت كلياً من أيه معادلة للتغيير المحتمل في المستقبل ولكنها لن تكون بالصورة الأنموذجية التي كان من المفترض أنها عليها أو المتوقع أنها ستبلغها .
أما بعد :
وعلى ما تقرر في (أما قبل) فإن ترويكا التغيير قد تغيرت هي ذاتها دون أن تجترح التغيير المنشود للحكم والمجتمع ، وأصبح من المقرر أن العربة ستقودها ثلاثة أحصنة رئيسية لايبدو على المدى المنظور والمدى البعيد أنها ستتحول أو ستتبدل لاسيما أن الثورة وهي أقصى جهد إنساني للتغيير قد استنفذت بل باتت مادة للتهكم والتندر ، وهذه الأحصنة على النحو الآتي :
حصان الزعيم :
كان الرئيس السابق علي عبد الله صالح أو ( الزعيم ) كما يسميه أنصاره اليوم قد اختار لحزبه الحاكم ( المؤتمر الشعبي العام ) شعار (الحصان) ، ويثبت عملياً اليوم أن هذا الحصان هو أكثر الأحصنة (حصانة ) لتواجده كقوة فاعلة و لشراكته في قيادة البلاد في معادلة تفرض من الداخل أو من الخارج بدليل المبادرة الخليجية التي أخرجت صالح من رأس السلطة – أي نعم -  لكنها لم ولن تستطيع إخراج حزبه من الحياة السياسية وإدارة البلاد بمعدل النصف على المستوى التحاصصي وبمعدل أوسع بحكم الإرث السياسي والاجتماعي لصالح وشبكة علاقاته خلال أكثر من ثلاثة عقود خلت ، ومن نافل القول هنا أن قوة صالح ترتكز في أس قوامها على ضعف خصومه وإخفاقاتهم المتوالية.
حصان الرئيس :
لم يعد من قبيل التكهنات خروج حصان الرئيس عبده ربه منصور هادي عن حصان الزعيم وتغريده خارج سرب المؤتمر ، وقد بلغت الأمور أعلى مستوىً من تعبيراتها بعد خطاب الرئيس في الذكرى الـ 51 لانقلاب سبتمبر 1962م ، والتي كُتب بلغة خصوم صالح (الثورجيين) الذين فقدوا كل شيء في مصر ويتحسّسون آخر آمالهم في اليمن بحصان الرئيس هادي حيث لايزال يستجمع تحالفاته بطريقة لاتخلو من تقليد ومحاكاة لطريقة صالح في سابق عهده على أنها أقل قدرة وفاعلية ولم تعد صالحة وفق معطيات الراهن ، وفي إطار حصان الرئيس تندرج قوة المشترك الذي يقوده حزب الإصلاح ، وأما الرئيس / الفارس هنا فيبدو مختطفاً يحاول أن ينسلخ من الظلم فيقع في الظلام .
على أن أوضح قوة داعمة لهذا الحصان هي الدعم والتأييد الخارجي والمتمثل برعاة المبادرة الخليجية مدعومين بقوة القرارات الأممية بإشراف المايسترو جمال بنعمر ، والذي قدم تقريراً أخيراً عن الحالة اليمنية يدعم هذه النتيجة / الترويكا التي يتحدث عنها هذا المقال بأحصنتها الثلاثة والتي لا تعطي للحراك الجنوبي مكانه الطبيعي في المعادلة غير الطبيعية ، ومن أجل ذلك أستبعدتُ الجنوب من هذه الترويكا مؤيداً حاجته لمبادرة خاصة وفقاً لما سيتمكن من فرضه الجنوبيون أنفسهم على أرضهم المحتلة – حسب تعبيرهم - .
حصان القوى الضاغطة ( اللوبي ) :
الحوثيون ، السلفيون ، جبهة إنقاذ الثورة ، معارضة الخارج ، وأحزاب مستحدثة ومنظمات للصحوة وتحالفات متحركة فيما بينها........ إلخ .
هذه القوى وغيرها ستبقى تشكل حصاناً ثالثاً لقيادة عربة التغيير وفق الترويكا التي يتحدث عنها المقال على أنها لن تراوح موقع القوى الضاغطة من حيث تموضعها الاجتماعي والديني والعسكري والثقافي كلا حسب حالته وإرثه وتراكماته الخبروية، ومن حيث بقائها في إطار حالة الاستقطاب السياسي ، وبما يمكن أن تستبطن أو تستظهر من قوة ردع تحدث حالة من التوازن النسبي الذي سيظل رهناً للمعادلات السياسية التي تمت وتلك التي من المتوقع أن تكون متغيرة وغير ثابتة إلا في أساسيات وجود هذه القوى وبما يحول دون إقصاء أي طرف.
إيماءة ..
تقترب مسألة التمديد للرئيس هادي وتمديد المرحلة الانتقالية بطبيعة الحال وبالتالي (تأجيل الديمقراطية) من أن تكون أمراً واقعاً ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا ، هل تحتشد البرامج المتضمنة حلولاً لإخفاقات المرحلة الانتقالية التي مضت كما تحتشد مبررات التمديد وحيثيات الترحيل .. الترويكا التي نتحدث عنها هنا يجب أن تنتظم في إطار خارطة طريق واضحة المعالم واستراتيجية الرؤى و واقعية المباديء ، وأظنها ستحتاج لمبادرة خاصة تماماً كمبادرة خاصة بالجنوب يطالب بها بعض الجنوبيين ، فالخارج سيد الموقف اليمني على أنه يتغير وفق تقارب أمريكي - إيراني ، وكذلك افتراق سعودي - أخواني فلماذا لا نتغيّر وفقاً لكل ذلك ؟!.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص