- عاجل : مقتل قيادي كبير في مواجهات بين فصائل تابعة للشرعية بتعز
- عاجل : اندلاع اشتباكات عنيفة بين فصائل تابعة للشرعية في تعز
- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الاثنين بالعاصمة عدن
- مجلة أمريكية : ترامب لن يكتفي بتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية
- ضبط دبلوماسي يمني يستخدم سيارة السفارة في تهريب المخدرات في روما
- تورط وزير التعليم العالي في فضيحة تزوير كبرى !
- مدير إدارة خدمات المشتركين لسنترال المنصورة لـ "الأمناء": تجاوزنا العديد من التحديات ونسعى جاهدين لإرضاء المواطنين قدر الإمكان
- الضالع: فضيحة فساد وتزوير في مستشفى الضالع المركزي
- تقرير خاص بـ"الأمناء" : إخوان اليمن .. سنوات من الخداع والانتهازية باسم الدين ..
- رئيس مجلس القيادة يستقبل سفير دولة الامارات العربية المتحدة
الثلاثاء 00 يناير 0000 - الساعة:00:00:00
في تاريخ 18 نوفمبر 1992م كتبت مقالا في صحيفة "الايام" حول موضوع "مبدأ الاتحاد الكونفيدرالي ويمن المستقبل" وسأقوم بنسخ الفقرة الافتتاحية من ذلك المقال بحذافيرها كما يلي:
"ان كيان وحدة اليمن واستقرارها ورقيها ورفاهيتها المستقبلي بل واستقرار الشعب في اليمن يمكن تحقيقه بارتياح نسبي عبر قبول مبدأ الكونفيدرالية الذي سوف يعزز ويقوي الروابط بين الشعب من مختلف المناطق ويجعله اكثر قوة لا ضعفا كما قد تتوهم او يتخوف البعض فهذه ليست خطوة انفصالية كما يعتقد البعض خطأ، بل على النقيض من ذلك ..ان مبدأ الكونفيدرالية له تأثير وزخم معين – وفوق كل شيء فانه يلائم اصالة الشعب اليمني وجغرافية اليمن".
بعدها تعرضت لهجوم شديد انذاك من قبل العديد، ومع ذلك واصلت كتاباتي من وقت لآخر.
ورغم مرور 21 عاما الا انني متمسكا برأي هذا مع شيء من التعديل، فمنذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا والحالة السياسية ما زالت غير مستقرة، ومعاناة الجنوبيين تزيد يوما عن يوم وبعد رؤية ومتابعة الكثير من الاحداث خلال هذه الفترة الطويلة فقد وصلت الى استنتاج راسخ بأن النظام الكونفيدرالي/الفيدرالي بين الشمال والجنوب هو وحده الحل السليم لليمن ككل.
الوحدة:
الوحدة صارت مطلب الشماليين غير وارد لدى شارع الجنوب، ولن يقبل بها اطلاقا، السواد الاعظم من شعب الجنوب مهما كان او تحت أي صيغة او ضغط او ظروف، واذا تم فرضها على الجنوب فسوف يستمر عدم الاستقرار والفوضى والاضطرابات واستمرار المطالبة بفك الارتباط.
فك الارتباط:
هذا هو مطلب الجنوب واصرار الشارع ومع ذلك وفي ظل الفراغ السياسي التام وغياب القيادة في الجنوب وعدم قدرة الزعماء في المحافظات الجنوبية للاتفاق وتشكيل القيادة لفك الارتباط وعدم امكانية التفاهم بين الزعماء التقليديين في الخارج بخصوص شكل الدستور المناسب للجنوب، فان فك الارتباط سيظل حلم لا يمكن تحقيقه، لأن فك الارتباط غير مدعوم من قبل مجلس الامن للامم المتحدة والمجتمع الدولي او من "العالم العربي" او "العالم الغربي".
الكونفيدرالية/الفيدرالية:
في جنوب اليمن هناك اكثر من مجموعة بين المثقفين التي تدعم مفهوم الفيدرالية بشكل او بآخر كما ان السياسيين المخضرمين علي ناصر محمد وحيدر ابوبكر العطاس لديهما تقريبا نفس وجهة النظر في رؤيته المقدمة الى المؤتمر الجنوبي الاول المنعقد في 22 نوفمبر 2011م بالقاهرة، كما تطرقت لجنة الحوار الوطني الى الخطوط العريضة للتصور الفيدرالي وايد البعض الاخرين اتجاه الفيدرالية هذا.
يجب ان نقدر بأن جميع الاشخاص المذكورين اعلاه، هم الى حد اقل او اكثر دوافع سياسية الى حد ما سواء كانوا سياسيين او اكاديميين او مهنيين ومن بين غير ذوي الدوافع السياسية هناك عدد كبير من المثقفين الذين في رأيهم الحل الكونفيدرالي/الفيدرالي هو الحل الافضل، قد اضع نفسي بين هؤلاء الاشخاص كما ان هناك اسم جدير بالذكر في هذا الصدد، وهو المفكر الجنوبي د.ابوبكر السقاف الذي كتب في وقت مبكر في يونيو 2005م مقالة قيمة في صحيفة "الايام" تحت عنوان :"ازمة وجود الفيدرالية حل منقذ".
كل هذه الافكار يجب ان تناقش بجدية من جميع الجنوبيين والتوصل الى اتفاق بخصوص دستور افضل مناسب كحل سليم للقضية الجنوبية للخروج من الازمة التي نحن فيها الان ولا ندري كيف نخرج منها.
الدساتير:
الدساتير مثل الملابس المفصلة من قبل الخياط، حيث يتم تفصيل الثوب وحياكته من الخياط المناسب الذي يأخذ بمقاس جسم الفرد وذوقه.
وبالمثل فان شكل الدستور السليم للبلد ايضا مطلوب ان يصاغ وفقا لاحتياجات نموذجية البلاد من الناحية الجغرافية والتباينات ومع ما يناسب ارادة الشعب والى اخره.
على الرغم من الحكم الذاتي للولاية الجنوبية هذا يعتمد على درجة الحكم الذاتي للولايات بموجب الدتسور فان الحكومة المركزية قد لا تزال تهيمن على الولاية بالقوة فدستور كهذا غير مناسب تماما.
بدلا من ذلك يمكن ان يكون للحكومة المركزية الحد الادنى من الصلاحيات اللازمة، كل هذا يتوقف على الاسس التي يتم عليها صياغة الدستور أي تفصيل الدستور.
في الختام:
ان الجماهير الجنوبية في الشارع تطالب بفك الارتباط وهذا يجب احترامه ولا ينبغي تجاهله ولكن للاسف لا بد من الاعتراف بان شارعنا غير مدرك اين تكمن مصلحته ومن المعروف ان بعض السياسيين يستغلونها لمصالحهم الشخصية او لا يفهمون امور الدولة الدستورية القانونية كهذه، ولذلك انني مضطر ان اتجاهل رأي الشارع لمصلحة الجنوب.
ان تحقيق دولة كونفيدرالية/فيدرالية باي شكل من الاشكال المقبولة لدى شعب الجنوب يجب ان يحظى بالتقدير والاعتبار الجديرين بهما، ومتى ما حصل ذلك في نهاية المطاف فسيكون السبب في ذلك توجه علي سالم البيض الاصرارية لطلب فك الارتباط وسيرجع الفضل له في المقام الاول.
نصيحتي بكل تواضع الى لجنة الحوار والى احزاب والتنظيمات السياسية بما في ذلك الحراك والى السياسيين والقيادات في الداخل والخارج شئتم ام ابيتم هو اما الاتفاق على الحل الكونفدرالي مع الدستور بأقوى روابط ممكنة بين الدولتين الجمهورية العربية اليمنية والجمهورية الجنوبية اليمنية او الاتفاق على الحل الفيدرالي مع الدستور الذي يعطي اوسع الصلاحيات الممكنة للولايات الجنوبية والولايات الشمالية ويعطي الصلاحيات اللازمة الحد الادنى منها فقط للحكومة المركزية للجمهورية اليمنية وهذا اقرب الى مفاهيم الكونفيدرالية.
جعل الله وهو نعم الوهاب الحكمة والارادة والاخلاص لساستنا وما يسمون كذلك من زعماءنا ان يقدموا ما هو الافضل لشعبنا الجنوبي ..آمين.