آخر تحديث :السبت 20 ابريل 2024 - الساعة:00:43:00
رؤية القضية و رؤية الهلال
جلال عبده محسن

السبت 00 ابريل 0000 - الساعة:00:00:00

وهل كان الأمر مجرد صدفة؟ سؤال للكاتب الكبير د.سعد الدين إبراهيم في مقال له جاء فيه أن بعض الخبثاء و (المتشككين) في جدوى تأسيس مجلس التعاون العربي حينها في العام 1989م والذي ضم(مصر/الأردن/العراق/واليمن الشمالي) فوجئوا بعمل رمزي لا يخلو من الطرافة، حيث تم رؤية هلال شهر رمضان بواسطة السلطات الدينية والفلكية في أقطار مجلس التعاون العربي الأربعة معا في الليلة نفسها، ومن تم بدأ الصيام معا في اليوم نفسه، أما دول مجلس التعاون الخليجي والذي يضم(السعودية/الكويت/قطر/البحرين/الإمارات/عمان) فقد رأت الهلال قبل يوم واحد من رؤية مجلس التعاون العربي، ومن الطريف أيضا أن دول اتحاد المغرب العربي, التي تقع غرب مصر والذي يضم (ليبيا/تونس/الجزائر/المغرب/موريتانيا) قد رأت الهلال مع دول مجلس التعاون الخليجي والتي تقع جميعا شرق مصر. ومن هنا جاء تساؤل الكاتب الكبير عن هذا الشكل الجماعي للتكتلات لرؤية الهلال وهل كان الأمر مجرد صدفة أم جاء في إطار التنسيق والتعاون الرمزي السياسي والديني .

 والسؤال يضع نفسه من جديد عما يجري في المشهد السياسي اليوم لحل القضية الجنوبية وفي إطار المبادرة الخليجية، وهل بالضرورة أن يكون التنسيق والتعاون الرمزي السياسي كما هو الحال في اغلب الأحيان في التنسيق والتعاون الرمزي الديني لرؤية الهلال ؟ أم إن الأمر مجرد صدفة؟ .

حيث كان من الأجدر للقضية الجنوبية أن يتم معالجتها في إطار الحوار الندي كما كان التوقيع عليها في بدايتها في إطار ندي وبين دولتين ووفقا لرؤية المصدر الشرعي لها والمتمثل بالشعب الجنوبي لا وفقا لمبادرة خليجية جاءت بالأساس للبحث عن مخرج أمن لأطراف بعينها وتامين خروج مشرف لها، وليس للبحث عن حلول واقعية للقضية كما تضع نفسها لا كما يراد وضعها وفقا لحسابات ومناورات تكتيكية، فالقضية اليوم وبعد عدة شهور من ذلك الحوار نجد عدم ثبوت الرؤية حتى ألان ونحن على مشارف الانتهاء من ذلك الحوار، والبعض يشرق برؤيته والبعض الآخر يغرب للبحث عن أنصاف الحلول، مع إن الكل مجمع  حيالها عن كونها قضية محورية وعادلة وبمثابة البوابة الحقيقية لحلحلة بقية القضايا الأخرى على أهميتها، إلا إن النظرة القاصرة في التعامل معها لا زالت هي السائدة منذ أن تم الإصرار للتعاطي معها وبطريقة ممنهجة كقضية ضمن عدة قضايا وبسقفها المحدد لترتيب حلول جاهزة لها وعبر ذلك الحوار لإكسابها شرعية مصطنعة.

وهاهي الأيام تثبت لنا حقيقة ذلك الفهم في ظل تأزم الموقف الناتج عن عقول متحجرة لا زالت تتصلب في مواقفها وهي نفس العقول التي أوصلت القضية لما نحن عليه اليوم والتي عجزت في ظل توليها للسلطة وتحديدا منذ ما بعد 94م عن بناء الدولة في ابسط مقوماتها، نراهم اليوم وقد حددوا في رؤيتهم معالم الدولة الحديثة ووضعوا لها الأقاليم، وأين كان ذلك في ظل حكمهم المديد؟ وهو ما يجعلنا أمام مزايدة سياسية ومناورة من نوع أخر للالتفاف على القضية الجنوبية وبطريقة تتجاوز طموحات الشارع في الجنوب بمليونياتها الواحدة تلو الآخرة في كل ساحات وميادين الجنوب وهي تقول بأعلى صوتها بأنهم هم أصحاب القرار وهم المصدر الشرعي للإعلان عن الرؤية للقضية الجنوبية .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص