آخر تحديث :الثلاثاء 15 اكتوبر 2024 - الساعة:01:03:05
رائحة النفط
عبدالقوي الأشول

الاثنين 00 اكتوبر 0000 - الساعة:00:00:00

هكذا يبدو التعامل مع القضية الجنوبية بمعزل عن خيار الشعب الوكلاء من الأطراف الاقليمية والدولية يتحدثون عن الحلول وفق رؤيتهم وهي رؤية مستمدة من الشركات البترولية التي تتقاسم حقول النفط مع اطراف النفوذ في صنعاء وبالتالي الشعب الجنوبي بعيد عن حساباتهم تماما، حتى ان فكرة الحوار الوطني التي لا يمثل فيها الجنوب لا تحمل في طيها أو مخرجاتها ما يشير الى حق الجنوب في الاستقلال والحرية وفكرة الأقاليم هي طبخة مسبقة وسابقة للحوار رؤية تتفق واصحاب النفوذ في صنعاء ولا هي من مخرجات الحوار كما يزعمون اذ طرحت في وقت مبكر وكان وما زال الحديث يجري عنها كخيار وحيد ربما لان في طيه العبث بجغرافية الجنوب لأهداف بعيدة المدى وبحسابات معدة سلفا ضد النسيج الاجتماعي والجغرافي في الجنوب.

والضغط حاليا يتجه نحو جعل خيار الاقاليم يفرض بقوة الآلة العسكرية المرتبطة بما سبقت من ترتيبات عسكرية واعادة توزيع القوات المسلحة وفق هذه التحسبات ، ما يعني وبجلاء أن المشهد القادم لن يكون عاديا مطلقا.

فطرف السلطة الذي لا يمتلك رؤية ولا إرادة سياسية تجاه حل قضية الجنوب ولا يعترف بهذا الحق لا يمكن المراهنة على عقلانيتهأو حنكته السياسية في تجنب تأزيم الأمور وإدخالها منعطفا أشد خطورة، كما أن الاطراف اللاعبة سواء الاقليمية أوالدولية لا يكترثون للتداعيات وحالة عدم الاستقرار وغياب الأمن في هذا الجزء من العالم بقدر ما تهمهم مصالحهم.

وهنا يبرز السؤال المنطقي ما هو المجهول الذي يمكنه أن يتكشف من مشهد الخلط القائم وحالة غياب الواقعية في الحلول؟

دون ريب الوضع في غاية الخطورة والتعقيد وكافة السيناريوهات المرتقبة لا تبشر بحالة من الاستقرار أو التقارب في وضع الحلول إزاء القضايا القائمة.

كما أن مساحة الحراك بمختلف فصائله بدأت تتقلص أمامها مساحة النضال السلمي التحرري بسبب استهانة الطرف الآخر وعدم تعاطي الأطراف الداعمة له, مع هذا السلوك الحضاري في التعبير عن إرادة شعب آملين ألا تذهب الأمور إلى خيارات مرة تزيد الأمور تعقيدا في واقع لا يحتمل كل ما يمكن أن ترتبط بمثل هذه الأوضاع من تداعيات شديدة وتكاليف باهظة، ناهيك عن عدم الاستقرار. والثابت أن كافة الأطراف سواء في السلطة أو الأطراف الدولية والإقليمية يدركون أن ما يعتمل من حلول متجاوزة خيارات الجنوب لا تؤدي لاستقرار يذكر كما لا يمكن فرضها بالقوة العسكرية ومع ذلك لم نر للواقعية مجالا في هذه الأثناء ما يعني أننا بلد مرشحللفوضى العارمة وعدم الاستقرار والمواجهات الداخلية وإن مارسنا مغالطة مع النفس بعدم حصول ذلك.

والمثير للمرارة والأسى أن الحكمة اليمانية التي يدعيها طرف السلطة ويشير إلى تغليبها في الأزمات الحادة لا يمكنها أن تأتي خصوصا ومجمل الصراع يجري على آبار النفط وحولها فمثل تلك العائدات تصم الآذان وتذهب بالفطنة والحكمة.

وما نظام الأقاليم إلا جزء من حكمة هؤلاء التي ستقود إلى أوضاع كارثية حتما.

ما يؤكد أن رائحة النفط مثيرة للشهوات وباعثة للاستعداء والمواجهات والتدخلات بعد أن تذهب بالألباب فهل هي لعنة النفط أيضا في هذا الجزء من العالم؟

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص