آخر تحديث :الجمعة 17 مايو 2024 - الساعة:16:18:30
هنا تكمن الأسباب
عبدالقوي الأشول

الجمعة 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

لا معنى للاعتذار ولا قيمة في مثل هذه الأوضاع التي يعيشها الجنوب تحت سطوة ( ... ) وكافة أفعاله وممارساته الممتدة منذ العام 1994م.

مثل هذا الاعتذار هو محصلة لغياب الرؤية الحقيقية والاستراتيجية في حل القضية الجنوبية التي لم تكن في الأساس قضية داخلية.

بالمجمل لا توجد اتجاهات واقعية للحل، الأمر الذي يجعل من فكرة رمي مثل هذه الأوراق التي لا وزن لها سبيلا لدى السلطة التي تتجاوز القضية الجنوبية بصورة سافرة, وتروج لفكرة الحلول التي تحفظ لها مصالحها الكبرى في الجنوب. كما أن مثل هذه المخرجات هي في نهاية المطاف حصاد مر للحراك الجنوبي الذي يعاني من اختلالات عميقة في نهجه وغياب وحدته واستراتيجيته وتنافر مكوناته ورغم أن المجموع يرفعون فكرة الحرية والاستقلال فإن المريب أن هؤلاء لا يمكنهم إظهار وحدة الصف ووحدة الهدف.. استحالة جعلت الطرف الآخر في موقف المتحكم بكافة الأمور علاوة على كونه المهيمن على الأرض.. كل شيء في قبضتهم بما في ذلك الثروات الجنوبية الضخمة التي يجري التسابق لاستنزافها على نحو غير مسبوق ولا توجد لدى الجنوبيين للأسف مراجعة واقعية لمسيرة سنوات مضت من عمر الحراك السلمي.

والثابت أننا أمام فصول معاناة ربما تكون أشد مما سبق.. ففي الوقت الذي تستمر فيه مسلسلات القتل بحق الجنوبيين وهذا القتل السياسي بامتياز فيه رسائل لأكثر من طرف إلا أن مشجب القاعدة هو الملاذ الذي يمكن نسب تلك الأفعال إليه .. فصول مأساوية تتكشف على أكثر من صعيد, وفكرة الاعتذار للجنوب مع ما يجري قمة الهزل فمن غير المنطقي الحديث عن اعتذار طرف لا يؤمن بحقك التاريخي على أرضك ولا يؤمن بحريتك واستقلالك ينهب ثرواتك ويلوح كلما دعت الحاجة لاستخدام القوة ضد إرادتك الشعبية التي يسيء لها أكثر من مرة بأوصاف التحقير والذم المسيئة للجنوب وأهله.. ليس هذا فحسب واقع الجنوب تحت ( ... ) جعله يعاني من غياب الدولة وغياب الكثير من مقومات الحياة التي عملت سلطة ( ... ) على تدميرها, منها التعليم والصحة.. فحالة التجهيل المتعمدة بحق أبنائنا هي جزء من أساليب حقيرة لها ما بعدها.

كما إن حالة الإفقار وانعدام الفرص سواء الوظيفية أو التجارية ونحوهما هي أساليب درج ( ... ) على تكريسها سحقا للإرادة الجنوبية وخلق عدمية في واقعنا تجلب اليأس إلى النفوس وهي طرق "ميكافيلية" تتبعها السلطات القمعية تجاه الشعوب التي تقع تحت قبضتها.

نعم شعبنا عظيم وصابر ويواجه كل أشكال القمع بصدور عارية إلا أن المراهنة على إرادة هذا الشعب تستدعي دون شك تتويج نضالاته وتحقيق أهدافه بالحرية والاستقلال, ذلك يظل مرهونا بوحدة الصف والهدف والنأي عن الخلافات الجانبية الحادة التي وإن أنكر وجودها نجدها ماثلة في حصادنا الهزيل على مدى السنوات الماضية, فلا موقف القيادات التاريخية للجنوب أظهر لحمة وتماسكا وتجاوزا للماضي, ولا مكونات الداخل قدمت نفسها بصورة تعكس الإرادة الجماهيرية.

 الحال الذي يجعل من فاتورة استقلال الجنوب تمر من خلال الكثير من التآمرات الكيدية السياسية والخذلان والاجتهادات التي لا ترجح خيار الشعب وإرادته ونحوها من المنعطفات والزوايا الحادة التي تواجهنا حتما.

في الوقت الذي تبدو معه إمكانيات السلطة أكبر وأوسع نطاقا في ممارسة كافة الأساليب التي تكرس بقاء سلطتها وهيمنتها الممتدة منذ اجتياح الجنوب حتى اللحظة.

ويبقى السؤال: علامَ يمكننا أن نراهن أمام خصومنا المستفيدين من بقاء الجنوب تحت قبضتهم حتى مع ما لديه من واقع مرير ومعاناة لا تحتمل ..نعم يمكن القول إن مراهنتنا أساسا على إرادة شعبنا ولكن أين هو دور السياسيين والقيادات التاريخية.. فهل لديهم قلق مستبد مما يجري حولنا؟

آملين أن يعتذر هؤلاء لأنفسهم وللجنوب لأنهم بالمحصلة سبب كل نكباتنا.

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص