آخر تحديث :الجمعة 22 نوفمبر 2024 - الساعة:21:32:05
آما أن للجباري ان يترجل
عبدالخالق الحود

الجمعة 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

تتعدد مواقف الرجال ’وتتبدل قناعات الكثيرين تبعا لحال الوضع’ ومالآت مايؤمنون به ’وقد تضعف همم الصناديد حين تتجمع المكائد وتتطاول رقاب الأحبة إمعانا في النكران وإغماط الجميل

  مع استمرار أذية الأعداء. ومن الطبيعي فتور  حماسة  قادة عضام ساعة  تطول فترة الحصاد مصحوبة بجدب  يحيط بنا وتصحر يزحف بظلاله القاتمة على تاريخ شاب شاخ ليصنع لأهله مجد ضائع ووطن سليب وكرامة مهدرة .

تركنا الجباري  -وأيم الله كان من أعز الناس الى قلبي – رحل في ربيع حياته وهو الحسيب النسيب وهو فينا أبناء الضالع "كدرة في التاج "ومع ذلك ما زاحم يوما لاعتلاء منصة وما هاتفني لأضع صورته على صدر الصفحة الأولى وهو من يستحق ذلك .

نذر كله ..حياته.. ووقته.. حبه.. وعياله.. وأهله ..وأسكن كل الجنوب بين جوانحه وهام فيه بصدق آواب’ عازف عن سماع كلمات الشكر ورسائل الثناء وعبارات المديح.

 

 توارى الجباري عن المشهد كعادة المقاتلين الشرفاء ولم يطالب أحدا بكلمة شكر او كيل مديح

 غاب عن ناضريه كل شيء ومضى يبحث عن حق شعب أضاعه غيره وهو أعضم غرض تناط به حياة إنسان .والجباري موقف عام لا يتجزأ ولا تروي ضمأ نفسه أنصاف الحلول كرجل يؤمن بقضية لا إيمان مصادفة بل إيمان فطنة ومسؤلية وتضحية .رجل بأمة وقف وحده كسد منيع حين تعالت صيحات سراق النضال المتربصين بقضية شعب الجنوب ’ حين انشقت الأرض عن موتورين قالوا الإفك ساعة  تهدمت دورالضالع بفعل قصف دبابات ومدافع الغزاة وتقيأت الصدور الموتورة بكل أحقادها وأقبلت النار زاحفة وقف الجباري وبضعة رجال يدافعون عن كل ثرى الجنوب في رمزية حي الضالع القديم وحين وضعت الحرب أوزارها توارى الجباري عن المشهد كعادة المقاتلين الشرفاء ولم يطالب أحدا بكلمة شكر او كيل مديح عشت عضيما محمد تعلمنا أن الفضائل يمكن أن تجتمع في رجل واحد تتزاحم جميعها في  تفوق عادل يتدثر بالحكمة ولا يستعلي على الخير أصالة .   و وسط بحثه الدائم عن خلاص أمته بطاقته الجبارة الشامخة تراه يضحك كطفل وديع تستقر تحت جوانحه كل أماني العالم وأحلامه  .

ليعلم قاتلوك محمد بأنهم حين غرسوا رصاصاتهم الغادرة في جسدك تلك  اللحظ ذاتها  ستلد وتنفجر من خبأها المهول حمال حق مثلك ..لله دراك أي الرجال أنت .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل