آخر تحديث :الجمعة 26 ابريل 2024 - الساعة:00:22:48
من بلابل تصدح.. إلى غربان تنعق
جلال عبده محسن

الخميس 00 ابريل 0000 - الساعة:00:00:00

في الوقت الذي كانت فيه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية تزداد سؤا وتعقيدا يوما بعد يوم إلى درجة يصبح السكوت عنها نوع من أنواع التواطؤ،جراء تفاقم الفساد بشتى صوره وأشكاله وازدياد مظاهر الإقصاء والتهميش للآخرين وعدم المصداقية في ممارسة الديمقراطية وغياب القناعة الكافية بدولة المؤسسات وعدم فاعلية النظام والقانون... وغيرها من التصرفات والممارسات المتصلة بالعبث الاجتماعي، ظلوا هولاء يصدحون بشتى قصائد المدح والثناء لتمجيد الفرد والهتاف له، ويملئون الدنيا ضجيجا وطربا بانجازات النظام ومشاريعه العملاقة والدولة المدنية الحديثة، كيف لا وقد جاءوا من بوابة ذلك الحزب والذين وجدوا فيه البعض وسيلته في التسلق لتقلد المناصب الهامة في الدولة ذات الجاه والسلطان وعلى حساب الكفاءات الحقيقية، ظلوا هولاء ولعقود من الزمن يرسمون الصورة الوردية للحالة الاجتماعية والاقتصادية بغير حقيقتها ليستروا بها عورة الاستبداد والفساد لذلك النظام باسم الديمقراطية الزائفة... نراهم اليوم يقفون على أبنية خربة يصرخون ويولولون بأعلى أصواتهم وهم يتباكون عن تردي الأحوال الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ويتحسرون على ما ألت إليه الأوضاع وكأنهم يتحسرون على دولة من الدول الاسكندينافية وليست على دولة من الدول الفاشلة والآيلة للسقوط وفي مؤخرة صفوف العالم الأكثر فقرا وفسادا تنذر فيها الأوضاع بمؤشرات مأساوية بسبب خططهم وتوجهاتهم الفاشلة والتي أداروا بها البلاد والعباد و أوصلونا  إلى ما نحن عليه الآن، نراهم اليوم يطلون برؤوسهم  ويتحدثون عن الفساد وهم من عاثوا في الأرض فسادا، يتحدثون عن الكهرباء وقلوبهم تتحسر ألما على معاناة الناس وقد عجزوا عن معالجتها طيلة فترة حكمهم، يتحدثون عن المياه وشحتها، بينما أصحاب النفوذ يستمتعون بالشلالات والنافورات والمسابح المائية في محيط قصورهم المنيفة وفللهم الفخمة ولمجرد الترفيه والزينة، بينما الغالبية العظمى من الناس محرومة من مياه الشرب لأيام بل ولأشهر في بعض المناطق، يتحدثون عن عبث الثروة النفطية وهم من عبثوا بقطاعاتها وبثروات البلاد ومقدراتها، يتحدثون اليوم عن أخونة التعليم ونسوا استمارة "حسن السيرة والسلوك" الحزبية والتي كانوا يوزعوها على التربويين لتقلد الوظائف والمناصب في الإدارات المدرسية والمدارس وحتى في الجامعات، نراهم اليوم يذرفون دموع التماسيح ويندبون حظهم العاثر لتضائل فرص نفوذهم وسلطانهم، مع إدراكهم إن ما كانوا يقومون به ما هو إلا تهريج وبمثابة ترقيع للثوب البالي، لأغراض ومكاسب خاصة ورخيصة وعلى حساب المصلحة العامة ومع ذلك لم يستفيقوا من غفلتهم بعد ولم يتعلموا من دروس الماضي وهم يثيرون الأسئلة تلو الأخرى ومع إنها أسئلة منطقية وحقيقية إلا إنها في نفس الوقت تبدوا مقززة كونها صادرة من حناجرهم التي ياما صدحوا بها وهي تبدوا اليوم أشبه بأصوات للنعيق كما تنعق البوم والغربان على أبنية خربة .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص