آخر تحديث :الاثنين 06 يناير 2025 - الساعة:14:45:47
يا قيادات الجنوب قوموا طهروا بلادكم من هذه العصابات والحقوا ما تبقى من شبابكم
كلثوم ناصر النواصري

الاثنين 00 يناير 0000 - الساعة:00:00:00

الساعة الحادية عشرة ليلا انتهى حفل العرس في قاعة الافراح في (فندق ميركيور) في عدن صاحت النساء الخارجات من قاعة الافراح "هؤلاء الاطفال اللواتي يتشبثن بالسيارات من يحميهم في هذا الليل البهيم..اين الدولة واين اهاليهن؟".

في قلب طريق السيارات السريع ومن امام فندق سياحي 5 نجوم لا زالت الدولة منذ الصباح الباكر وحتى هذه الساعة المتأخرة من الليل لا زالت تستعرض بضاعتها (القادمة من الشمال) امام السيارات المارة وامام السياح والاجانب الذين يترددون في مؤتمرات وندوات واجتماعات في هذا الفندق المحترم.

انهن مجموعة من الاطفال اغلبهن من البنات الصغيرات اللواتي لا تتعدى اعمارهن الثامنة يقفن في عرض الطريق دون مبالاة بسرعة السيارات بل انهن يخاطرن بارواحهن عند الشيطنة بالتعلق بالسيارات لاجل دفع (الدية)..يقف هؤلاء منذ الصباح الباكر حتى بعد منتصف الليل (يتسولن) دون ان تحرك الجهات المسئولة عن هذه البلاد ساكنا..ولا ادري ان كن ينمن خلف اشجار الرصيف كما يفعلن عند التبرز والتبول امام الفندق السياحي المحترم ام ان هناك من يتاجر بهن ليلا لمرضى النفوس الدنيئة او من بيع مخدرات وما خفي كان اعظم.

وبعد المتابعة وجدنا انه وعند هجير شمس الظهيرة الملتهب ياتي احد الرجال بسيارة فيستلم اولا ما جمعن من مال بعدها تمتد اليه ارتجافات الايدي الجائعة ليمد لكل واحدة منهن قرص رغيف وكيس صغير به من الحلبة ثم يختفي.. وتتكرر هذه العملية في الليل يا الهي انها (عصابة) عصابة كتلك العصابات التي تقوم بتهريب الاطفال الى السعودية للتسول والشحاتة واداء ادوار غير شريفة عصابة كتلك التي تتاجر بالاعضاء البشرية عصابة كتلك التي تتاجر باللاجئين الافارقة وبيعهم في حرض.. عصابة كتلك التي غزت عدن لتنشر المخدرات والحبوب والزردة بين شباب الجنوب لتدميرهم وللقضاء عليهم حتى يعيشوا في ظلام مستدام فلا يستطيعوا الوقوف للدفاع عن وطنهم.

عدن المدينة التي كانت لا تسمح للريح ان تلفت من بين ايديها ها هي اليوم مرتع للعصابات اليوم الشقوق تتسع وفتوق الخيبات الدفينة المترسمة في الصدور التي تحمل الضغينة للجنوب باتت تسحل قيم مدينة عدن في الشوارع وتغرز ارجلها لتغوص في الوحل النجس فلا تتركها الا وهي هشيم..فلا يعلم لها مواطنين ولا ذاكرة ولا تاريخ لن تتركها الا والكل في قارعة الطرق مغرودين اشطار كالشظايا لن تتركها الا وقد عمها العماء وطمها الخواء لن تتركها الا بعد ان ترى اهلها يحبون في الارض الاسافيل الخبيثة من المخدرات الى التسول الى الدعارة الى بيع الاعضاء البشرية كأنهم في غمره مغشية.

الوحدة كانت مثل اعصار عنيف اقتلع كل شيء في لحظات اننا اليوم امام مدينة لا تشبهنا ونحن الذين قال فينا رسول الله (ص) :(انهم ارق قلوبا والين افئذة)، كذلك كانت عدن وكذلك كان اهلها واليوم اكلتها الضباع.

لازلت اتذكر مقالة قديمة للاكوع في صحيفة الشموع كتب فيها ان مريضا من اسرة معروفة جدا في صنعاء ذهب للعلاج الى الاردن برفقة ولده وبعد شهر عاد الولد فلما سألوه قال ان والده توفى في المستشفى في الاردن وراح يتقبل العزاء والرثاء ويستلم المساعدة على اعتبار انه يتيم.. وبعد سنوات عاد الاب من الاردن وبالتقصي عنه قال المتسولون مثله ان هذا الاب المحترم كان قد افترش مشدته (باسم اليمن) على ابواب الجوامع في الاردن وعمل (متسولا) الى ان جمع المال وعاد يا شماتاه..ويا عيباه..ففي الاردن كان ولا يزال وسيظل اليمنيون المتسولون في شماتت الذاكرة الاردنية مهما كابروا عن قبائلهم ويا عزارتاه فعلى ابواب الجوامع في السعودية وفي الاسواق تجد الاطفال الذين تصدرهم اليمن والكبار الذين يتم تشويههم تجدهم يبدعون ويتفننون في تحقير اسم اليمن وجرها الى الحضيض ويقبل وجهك في عرق الخجل وتنغص في حلقك كلمة انا يمني فهي تعريف موصوم بالتسول او الارهاب في الوقت الذي تصنطن لك شعارات الدولة (ارفع راسك فوق انت يمني) دولة ترتكب كل الخطايا وتحترف كل الانكسارات والكذب والزيف والشحت والتسول وتزيد فوق ظهورنا المعكوفة ازدراء وتحقير وسخط الاخرين "دولة تطاردنا وتسبقنا سواءاتها قبل وصولونا الى أي ارض".

اخيرا ان ابعاد هؤلاء الاطفال عن شوارع مدينة عدن ثم تركهم جياع لكي يتحولوا فيما بعد الى لصوص ومجرمين ليس حلا بل الحل هو القيام بحملة تطهير عامة بمساعدة الاعلام تقوم بها قيادات الجنوب بالتعاون مع الشرطة ومع كل منظمات المجتمع المدني ومع كل المواطنين الشرفاء لاجتياح اوكار هذه العصابات المغروزة بين جنباتنا وذلك للقبض على رجالها.. انها حملة لتطهير الجنوب من هذا البلاء الوافد اما هؤلاء الاطفال الذين هم في حكم (الرقيق) فعلى الدولة المعنية بهم ان تعيدهم الى قراهم والى اسرهم وان تمدهم بعربات يدوية وبضائع بسيطة وان ترحم الارس الريفية ببقرة يسترزقون منها وتوفر لاهاليهم الحرف الفنية واليدوية المدرة للدخل وتعاقبهم على بيع او تاجير او تسخير اطفالهم.

قالت سيدة فاضلة (والله ما بك سخاء يا عدن خلوك خرابة اول توافد اليك المتنفذين نهبوك ودمروك..واليوم تتوافد اليك العصابات الشيطانية ليفرقوك في اوحال الخزي والمخدرات.. وبيع الاعضاء البشرية والدعارة والتسول ثم صاحت بحرقة قولوا لقيادات الجنوب قوموا طهروا بلادكم من هذه العصابات والحقوا ما تبقى منها).

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص