- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الاثنين بالعاصمة عدن
- العميد الوالي يستقبل رئيس عمليات المجلس الانتقالي ومدير عمليات العاصمة عدن
- بتوجيه من المحافظ لملس .. صرف 220 مليون ريال للمعلمين في العاصمة عدن
- تقرير خاص لـ"الأمناء" يكشف حقيقة الأوضاع في وادي حضرموت وآخر تطورات جريمة قتل الجنود السعوديين
- المعلمون للشهر الثاني بلا مرتبات وسط تحركات تصعيدية كبرى
- إدارة ترامب تتواصل مع مسؤولين يمنيين للحرب ضد للحوثي
- تقرير لـ"الأمناء" : المنازعات الإدارية على الحدود الفاصلة بين لحج وعدن وآثارها السلبية على تدهـور الخدمات المقدمة للمواطنين ..
- مشاريع تنمـوية في مديرية المضاربة ورأس العارة بلحج وتدخـل صيني بمـجال الكهـرباء.
- الهيئة المجتمعية للانتقالي تثمن دور الاتحاد الجنوبي للشفافية
- اغتيال شيخ قبلي بارز بصنعاء
الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
سألني ابني الصغير ذات يوم وهو يحاول الإجابة عن أسئلة الواجبات المنزلية لمادة التربية الوطنية للصف الثامن من المرحلة الأساسية عن تلك الأيام الخالدة في تاريخ اليمن فقلت له: اعلم يا بني بأن لكل شعب من الشعوب ذاكرته التاريخية والتي فيها أيام خالدة، لها مكانتها وعظمتها في القلوب، قد تكون أحداث ووقائع على شكل أعمال تفتخر بها الأجيال، كمفخرة الحضارات والاستكشافات العلمية والاختراعات والثورات والتي تظل تتذكرها كلما حلت ذكراها مع مرور الزمن، استشعارا بعظمتها وقيمتها الوطنية والاجتماعية. وبالنسبة لنا فأنه يوجد في تاريخ اليمن الحديث أيام خالدة، وكان من الطبيعي أن اسرد له تلك الأحداث بحسب تسلسلها التاريخي ابتداء من ثورة 26سبتمبر 62م في الشمال و14 أكتوبر 63م في الجنوب و30 نوفمبر 67م اليوم الذي تم فيه خروج أخر جندي بريطاني من ارض الجنوب، مرورا بيوم 22 مايو 90م والحديث عنه من منظور الأمس عن كونه يوم تأريخي تم فيه إعلان دولة الوحدة للانتقال باليمن إلى عهد جديد وفقا لما كان يصبوا إليه الجميع لحياة كريمة ومزدهرة وبعيدة عن صراعات وحروب الماضي الأليمة والارتقاء بها إلى مكانة رائدة ومتميزة بين الأمم، تجعل الجميع يشيد بعظمة ذلك الحدث، وإحداث تغيير جذري وشامل للمواطن من حيث سلوكه وأفكاره ونمط عيشه. والحقيقة لم أتفاجأ من ابني الصغير وهو يذكرني بيوم 7يوليو 94م وقد جاء ذكره في ذلك الكتاب ضمن الأيام الخالدة عن كونه "اليوم الذي تمكن فيه الشعب اليمني وقيادته الوحدوية وقوات الشرعية من القضاء على مؤامرة الردة والانفصال التي سعت إلى تمزيق اليمن".
وهنا حاولت أن اشرح له ببساطة بأن التاريخ مثلما يحتوي على وقائع وأحداث تكون بمثابة مفخرة للأجيال وتمثل علامة بارزة ونقطة تحول لشعوبها نحو الأفضل، فأنه وعلى النقيض من ذلك فقد يتضمن ذلك التاريخ وقائع وأحداث تكون بمثابة نكسات جلبت معها المآسي والويلات لشعوبها وشكلت علامة سوداء في سجل حياتها، ومع ذلك فقد تعمد السلطة إلى تزوير الوقائع وتحويلها إلى انتصارات وبطولات طوال فترة بقائها في السلطة كونها لا تتفق مع مصالحها الشخصية، كما جرى التعامل مع ذلك اليوم بوصفه يوم للانتصار والفتح، بينما هو في حقيقته الانقلاب على الوحدة السلمية، والعبث بمضمونها الوطني والاجتماعي وتحويلها منذ ذلك اليوم إلى وحدة بالقوة، كما إننا نتذكر كيف تم فبركة الصورة لتلك اللحظة التاريخية عند رفع علم الوحدة، والتي شاهدها الملايين من البشر في الداخل والخارج، كما رأينا كيف كانت تتعامل السلطة مع بعض الأحداث وفقا لأهوائها ومصالحها بمصطلحات حديثة ومنمقة كالديمقراطية والنظام والقانون والحقوق والحريات وغيرها من المسميات التي تنقلنا إلى مصافي الدول المتقدمة بينما نحن في مؤخرتها، وظلوا هولاء يملئون الدنيا ضجيجا بشعاراتهم المزيفة عن وحدتهم المزعومة، بينما ظلت أفعالهم وسلوكياتهم مكرسة للتمييز والانفصال والتهميش وإقصاء للأخر، الأمر الذي تحول معه الجنوب إلى حديقة خلفية لصالح القلة من المنتفعين ممن قاموا بنهب خيراته وجعله مرتعا خصبا للطامعين والناهبين من تجار الأراضي وسماسرته، بعد أن كان دولة لها سيادتها في الخارطة السياسية الدولية، عاش فيه الجنوبيون حياة سهلة وبسيطة، وبغض النظر عما سادها من أخطاء إلا إنه كانت هناك بدايات حقيقية على ارض الواقع بدأت تتشكل نحو بناء دولة مدنية لها أنظمتها وقوانينها يسودها الأمن والاستقرار ولا وجود للرشوة على ارض الواقع ولا للمحسوبية ولا لظاهرة الفساد وسرقة المال العام في ظل عملة وطنية قوية كانعكاس لواقعها الاقتصادي على تواضعه، حسمت فيها مسألة الثأر وحمل السلاح وتم القضاء على الأمية وغيرها الكثير من الأمور الطيبة التي لازلنا نتذكرها حتى ألان ولا ينكرها إلى مكابر.
هذه الايجابيات رغم بساطتها والتي كانت تحمل في طياتها أمالا وطموحات كبيرة تبعث على التفاؤل تحول معه الأمر في ظل الوحدة "المغدورة" إلى حالة من التشاؤم في ظل واقع مر ومعمد بالدم وقد أضحى شعارا ترفعه السلطة وتردده منذ ذلك اليوم وطيلة سنوات حكمها، ولم تتعلم من أحداث التاريخ القريبة والتي شهدت للزعيم جمال عبد الناصر رحمه الله بشخصيته القومية والأممية على إنها الزعامة والتي مثلت إحدى المعطيات التي ساعدت على الوحدة بين مصر وسوريا، وهي الزعامة نفسها التي فضلت إعادة النظر بتلك الوحدة بعد أن اشتدت الأزمة بينه وبين حزب البعث على أن تعمد بالدم.