آخر تحديث :الاحد 01 ديسمبر 2024 - الساعة:00:14:04
ماذا بعد مليونية الذكرى التاسعة عشر لفك الارتباط... الأكثر إذهالاً للعالم؟
د. عبدالرزاق مسعد

السبت 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

1) ثورة التغيير والمبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن 2014-2051 ومؤتمرحوارصنعاء.
كان واضحاً للمتتبعين للتطورات في اليمن بأن الحرب العالمية على الإرهاب قد فشلت في اليمن بسبب من التداخل بعلاقة تنظيم القاعدة بالدولة والمجتمع، أضافة إلى اندلاع أربع حروب ضروس في صعدة وازدياد معدلات الفساد في النظام الحكم العائلي الشامل لجميع مفاصل الحياة الرسمية والشعبية والموروث في أساسه منذ ماقبل ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م أي منذ عهد الإمامة الزيدية، وعدم قبول النظام السياسي به لمشاركة السياسية للقوى الشعبية والسياسية الأخرى في الحكم وبعدم السماح بشراكة الجنوب واستمرار الحرب عليه بأشكال مختلفة.. مما ساعد على أستنهاض حركة شعبية سلمية جنوبية قوية منذ 2006-2007، ووصل النظام السياسي للعائلة الحاكمة وقواها العسكرية والقبلية والرأسمالية المحلية منها إلى درجة الإفلاس، وأصاب ألمحلل السياسي الثائر أحمد حرمل عندما طابق بين هذا الوضع مع المقولة الاجتماعية العلمية القائلة: (بأن الثورة تقوم عندما تعجز الطبقة الحاكمة من الحكم بالوسائل القديمة التي عفى عليها الزمن) ولا تستطيع الطبقة المحكومة في العيش!،( واقتنع الغرب والعرب حلفاء علي عبدالله صالح بأن صالح وعائلته قد توقفوا عن الاستمرار في حكم البلاد إلى الأمام واقتنع هؤلاء بأن الرئيس صالح وزمرته الذين كانوا حلفاء لهم في زمن الحرب الباردة... لم يعودوا صالحين لحكم البلاد (أو بالأحرى الجزء الهام منهم) ووصل هؤلاء إلى حالة من اليأس في إمكانيات حلفائهم بالأمس وبأنهم توقفوا من الحركة نحو الأمام والتطور كنظام وحكم للمجتمع والشعب.. بل والأكثر بأنهم قد أوقفوا تطور وعي الجماهير الشعبية في الشمال وأعادوه عند المستوى الذي أسست له الأمامة الزيدية حتى سقوطها في 1962م وتحاول إعادة الوضع في الجنوب إلى ماقبل الاستعمار وحكم الاشتراكي، وإنه آن الأوان لدعم عملية تغيير هادفة يتوخى منها تغيير وتطوير الوعي والواقع تغييراً ثورياً.. وهو ماتم من محاولة عظيمة جبارة لثورة سلمية شهدتها صنعاء في فبراير عام 2011م ولكن يبقى السؤال هل من استولوا على ثورة التغيير وتسلقوا سنامها اليوم جديرين بإدارة الشعب والدولة الجديدة نحو التقدم والتطور؟ وهل باستطاعتهم بطريقة واعية وأخلاقية التعامل بإيجابية تتلائم ووعي العصر الجديد مع القضية الجنوبية والعمل على دعم مشروع حق تقرير مصير شعب الجنوب الذي استباحه نظام علي صالح وأنصاره بطريقة وحشية وبربرية ومنهم شركاء له في فعلته الشنيعة هذه؟).
هذا ما بدأت أن تجيب عليه الحياة وستجيب عليه اليوم أو غداً...
في مداخلة له قبل عدة أيام من مليونية فك الارتباط ألقاها المحلل السياسي الثائر محمود حرمل أمام قيادات وشباب الحراك السلمي للجنوب في فندق موري كور بعنوان القضية الجنوبية بين الاستقطاب المحلي والبعد الأقليمي والدولي... يتحدث عن علاقة ثورات الربيع العربي بما جرى من ثورة سلمية للتغيير شهدتها صنعاء والمدن اليمنية الأخرى ويعتبر بأن ثورات الربيع العربي مثلت الفرصة التاريخية للشعب اليمني عندما قال (مثلت ثورات الربيع العربي فرصة حقيقية لليمنيين للتخلص من نظام الحاكم المستبد. ففي فبراير من عام 2011م خرج أحرار وحرائر اليمن إلى الشارع للمطالبة برحيل النظام ورابطوا في ساحات التغيير عاماً كاملاً نفذوا خلالها الآلاف من الفعاليات الاحتجاجية الغاضبة سقط أعداداً من الشهداء والآلاف من الجرحى وشهدت البلاد خلالها صراعاً حاداً بين شباب يريدون إسقاط النظام، ونظام يريد إسقاط مظاهر الدولة فلم تنجح الثورة في إسقاط النظام ولم ينجح النظام في إسقاط مظاهر الدولة الأمر الذي دفع بالقوى الرجعية من لصوص الثورات وناهبين الأرض والنزوة إلى اقتحام صفوفها وإعلان تأييدها للثورة لكي يسهل لها احتوائها وافراغها من مظمونها الحقيقي، ونجحت في ذلك فجائت المبادرة الخليجية لتغيير رأس النظام حيث نتج عن هذه المبادرة صعود هادي إلى سدة الحكم في انتخابات أشبه بالبيعة حيث تم مبايعته على رئاسة الدولة لمدة عامين وكذا جاءت حكومة الوفاق هذه الحكومة التي فشلت في إسقاط النظام لم تنجح في استعادة مظاهر الدولة... وهذا أمر طبيعي فالمبادرة الخليجية التي رفضها شباب الثورة لم تكن ملبية لآمال وتطلعات أحرار وحرائر اليمن بل جاءت لتفتح أفقاً جديدة للقوى التي أوصلت البلاد إلى حالة انسداد في الأفق السياسي هذا الأنسداد انتج ثورة تطالب بالتغيير وتعطيها فرصة للمناورة مرة أخرى وإعادة الصراع على السلطة إلى المربع الأول، وقد أدى هذا إلى حالة من الانكسار جعلت الشمال أكثر تمزقاً من ذي قبل.
وسط هذا التعقيد وضبابية المشهد لم يجري تسوية الملعب السياسي للدخول في حوار جدي يفضي إلى انتاج حلول حقيقية لكافة المشاكل التي تعاني منها البلاد (في الشمال) وفي الجنوب، والتي يأتي في مقدمتها القضية الجنوبية، وتم تشكيل اللجنة الفنية للحوار وفقاً لأسس المخاصمة بين طرفي الصراع المشترك وشركائه والمؤتمر وحلفائه... ولم تستطيع اللجنة الفنية من إنجاز مهامها على أكمل وجه وتم تمديد عملها أكثر من مرة، ولكون اليمن خاضع للوصاية الدولية كان إلحاح المجتمع الدولي على الأطراف المتصارعة على السلطة بضرورة التقيد بالآلية التنفيذية المزمنة، فتم الإعلان عن انتهاء اللجنة وتم عقد المؤتمر (الوطني في صنعاء في 18 مارس من عامنا الحالي).
ومنذ انعقاد المؤتمر في 18 مارس في دورته الأولى وبدأ دورته الثانية بالأمس تقريباً ونحن نعيش اليوم مرور أربعة أشهر رافق انعقاده أحداث كبيرة فلأول مرة وعلى شكل دوري شهري شهد الجنوب مسيرات شعبية متزايدة الأعداد  ثبت خلالها شعب الجنوب مبدأ مليونيات الاحتجاجات فإذا كانت مليونية نوفمبر من العام الماضي ومليونية التصالح والتسامح الجنوبية في يناير من العام الحالي قد أجبرت عدد من رؤساء العالم لمشاهدة المليونيات القضية الجنوبية وفي مقدمة أولئك المستشارة الألمانية انجيلا مريكل وهي الحاكم الأول والقوي لإحدى أكبر الدول العظمي في العالم (ألمانيا) وتحدث لأول مرة الأمين العام لجامعة الدول العربية عن ما يدور في جنوب اليمن واستطاع الكاتب الكبير والإعلامي العالمي البارز محمد حسنين هيكل أن يجزم بأن مصير الجنوب لا يمكن إلا أن يقرره الحراك الوطني الجنوبي السلمي (ربان وقائد ثورة الجنوب السلمية) ألخرافية وخلال مليونيات شهري أبريل يوم إعلان الحرب على الجنوب وأكتساح الشمال الرسمي والعسكري والقبلي والرأسمالي التابع للجنوب ومليونية 21 مايو يوم الذكرى التاسعة عشر لإعلان علي سالم البيض فك الارتباط للجنوب عن الشمال بعد شهرين من الحرب الساحقة والقاتلة والمدمرة للجنوب.. وخلال الفترة من نوفمبر العام الماضي وحتى نهاية شهر مايو حصلت تحولات وطنية جنوبية حيث اجمع جميع فصائل الحراك السلمي الجنوبي وقياداته وجميع قيادات وأحزاب وتنظيمات سياسية جنوبية أجمعت مع علي سالم البيض وحسن باعوم وناصر النوبة على أن خيار الشعب الوحيد اليوم هو فك الارتباط عن الشمال والأهم أن الرئيس علي سالم البيض قد قبل تقريباً بجميع النقاط المعروضة من زعيم الحراك السلمي حسن باعوم على طريق توحيد القوى الجنوبية الثورية والسياسية للوصول إلى هذا الهدف المنشود وتبع ذلك مقترحاً عملياً علمياً للزعيم الرئيس علي سالم البيض بدعوته إلى عمل استفتاء شعبي جنوبي بإشراف دولي يشمل خيارات ثلاثة الفدرالية وحكم واسع الصلاحيات وفك الارتباط... وداخلياً أيضاً ومنذ انعقاد مؤتمر صنعاء في مارس وحتى اليوم شهد الفريق الجنوبي المشارك في حوار صنعاء انسحابات بالجملة بسبب تمييع القضايا المراد مناقشتها, القضية الجنوبية وقضية صعدة وقضايا في البناء السياسي للبلاد... ألخ وتزامن ذلك بانسحابات شمالية عديدة,رافقه تعنت وصلف وغرورمتنفذي ألشمال حول مسألة ألجنوب.
وخارجيا شهد العالم ومنظمات العفو الدولية وجمعية أطباء بلا حدود وتحدثت صحف ووكالات ومجلات نافذة عالمياً عن القمع والارهاب والقتل والتدمير الذي يلحق بالجنوبيين خلال فعالياتهم السلمية ألشعبية ألملاينية وانظمت قنوات تلفزيونية لإعداد البرامج الإنسانية والثورة السلمية الشعبية في الجنوب في ألمانيا، وفي أمريكا وفي روسيا وفي بريطانيا مثل سكاي نيوز وتقوم أكبر مجلة سياسية خارجية في الولايات المتحدة الأمريكية (مجلة فورين بوليسي) بإعداد التقارير الشبه شهرية مع تعاطفها المعلن مع أبناء شعب الجنوب وقواه الوطنية بزعامة البيض وسبق في شهر مارس أن نقلت عنهاصحيفة الطريق ألوطنية ألغراء تحليلاً علمياً أكثر مصداقية وأخلاقية عن حوار صنعاء والقوة المستفيدة منه وحتمية فشله... وزاد عدد القنوات والصحف العربية في الكويت الشقيق ومصرولبنان والخليج والسعودية الشقيقة في تناول مشكلة الجنوب بروح ألمسؤولية ألاخوية والدينية.
2) انتصار ثورة التغيير ووضوح عدم المصداقية للمتنفذين نحو القضية الجنوبية.
هب الجنوبيون وحراكهم السلمي والقوى السياسية في الداخل والخارج كالبنيان المرصوص في دعم هذه الثورة بمختلف الأشكال والأساليب على الرغم من اختلاف وجهات نظر عدد من القادة الجنوبيين في الداخل والخارج حيث تشكل تيار كبير بزعامة الرئيس علي سالم البيض وهذا التيار سمي بتيار بروكسل ودعى إلى فك الارتباط بالشمال في دعوة لإحياء إعلان الجنوب وفك ارتباطه بالشمال الذي بموجبه تم إعلان قيام جمهورية اليمن الديمقراطية وتم تشكيل رئاستها وحكومتها والمجلس التشريعي لها وذلك بعد استمرار الحرب الشنيعة في 1994م على الجنوب لنحو شهرين دمرت خلالها المدن والقرى وتم ألقضاءعلى الألوية العسكرية الجنوبية المتواجدة في الشمال بالتحالف مع قوى الحرب القبلية مع الجيش الشمالي وأجهزته الأمنية ووصولهم إلى تخوم محافظة لحج وعدن وأبين وشبوه... إلخ وقتل عشرات الآلاف من الأبرياء.. وتيار آخر بقيادة الرئيس علي ناصر محمد والمهندس حيدر العطاس... وهذا التيار دعى إلى قيام فدرالية من إقليمين بمرحلة انتقالية مدتها خمس سنوات يتم بعدها استفتاء شعبي لتقرير مصير الجنوبيين... وفي ضوء ذلك تم عقد اجتماعات مشتركة مع قيادات الشمال المتنفذة على ثورة التغيير مع التيار الثاني.. وقد وعد هؤلاء في بداية الأمر على حل القضية الجنوبية في ضوء آرائهم المثالية والأخلاقية... ولكن ما حصل أن تلك الوعود تحولت إلى وعود بوفاء وحسب المحلل السياسي الجليل أحمد حرمل.. تم تجاهل إجراءات استعادة الثقة التي تقدمت بها بعض القيادات الجنوبية في الخارج ويتقدمها الرئيسان علي ناصر محمد، وحيدر العطاس، وعددمن القيادات البارزة، وحسب تصريحات المناضل محمد علي أحمد رئيس مؤتمر شعب الجنوب أحد فصائل الحراك السلمي الجنوبي مؤخراً فإنه أشار إلى أن أحد أقطاب الشمال ألرسمي والقبلي وهو حميد الأحمر بأنهم بعد ثورة التغيير سيعملون إلى عودة الجنوب إلى أهله.
ووردت إجراءات استعادة الثقة المقدمة في محاضرة حرمل على النحو التالي:
1)    يصدر بيان سياسي موثق دولياً من قبل الحكومة وكافة القوى السياسية التي شاركت وباركت باجتياح الجنوب في 1994م يعبر عن إدانة حرب 1994م والاعتذار لشعب الجنوب عنها وعن كل ما تعرض له من أذى، والاعتراف الصريح والقبول بحقه في تقرير مصيره عبر الوسائل الديمقراطية وبطريقة حرة وشفافه، وبما يصون وشائح الأخاء والمحبة والتعاون والتكامل والشراكة ويضمن انسياب مصالح الشعبين شمالاً وجنوباً ويعزز أمنهم واستقرارهم ونمائهم كحق شرعي تكفله وكافة الموثيق الدولية وبنود القانون الدولي.
2)    البدئ بتشكيل لجان حيادية متخصصة لإزالة آثار الحرب بكافة أشكالها.
3)    إلغاء الفتوى سيئة ألصيت التي صدرت بحق الجنوبيين في حرب 1994م وما تلاها من فتاوى وكذا الأحكام الصادرة بحق القيادات الجنوبية بالإضافة إلى الأحكام التي صدرت بحق مناضلي الحراك السلمي.. والأفراج عن جميع المعتقلين السياسيين منهم ورعاية أسر الشهداء ومعالجة الجرحى وتعويضهم.
4)    سحب القوات العسكرية من المدن.
5)    وأخيراً إطلاق حرية الصحافة وفي مقدمة ذلك صحيفة الأيام وإطلاق سراح سجينها المحكوم ظلماً وعدواناً وتعويضهما التعويض العادل وكل ماخسرته صحيفة الأيام.
وأشار حرمل بالتفصيل إلى الإجراءات الضامنة لذلك ومرجعيات تنفيذ ذلك حسب وثيقة إعادة الثقة بين الشمال والجنوب المتمثلة بشعب الجنوب وطنياً، وإقليمياً بيان وزراء خارجية دول التعاون الخليجي المنعقد اجتماعهم في مدينة أبها في 5/6/1994م (وفيه تم رفض الوحدة بالقوة،) ودولياً قراري مجلس الأمن الدولي رقمي 924، 931 الصادرة خلال حرب 1994م.
واشترطت الوثيقة: بأن يمثل الشمال والجنوب في الحوار بصورة ندية ومتساوية وبالصيغة التي يتفق عليها ويمثل الجنوب بوفد موحد تحت مظلة الحراك الجنوبي السلمي على أن يعقد الحوار في مقر مجلس التعاون الخليجي أو جامعة الدول العربية أو في أحد مقرات الأمم المتحدة، وعلى أن يتم الحوار تحت رعايــة وظمانة           إقليمية ودولية.
وإلى جانب عدم تنفيذ هذه الوثيقة لقد ضرب الشماليين في مؤتمر حوارهم في صنعاء  عرض الحائط بالعشرين النقطة التي تقدم بها الاشتراكي وأقرتها أحزاب اللقاء المشترك... إلخ.
لقد مثل ذلك أدلة علمية أن النخب الشمالية كانت قبل الانتصار الكبير لثورة التغيير (ولكنه أصبح انتصاراً باهتاً )أو بعد حلول المبادرة الخليجية ومفرداتها المدعومة من مجلس الأمن الدولي والقوى الغربية المؤثرة في الساحة الدولية مثل تجاهلاً صارخا غير مسئول أبداً من قبل الشمال ألرسمي والتقليدي المتنفذ وكل الأطراف أصبحت تتعامل مع هذه المشكلة الكبرى والحساسة والتي بايلائها لاهتمام الكبير وبحلها يعبر عن الضمانة الآمنة لخروج اليمن شماله وجنوبه من النفق المظلم الذي يعيشونه.
وقد وصل المحلل السياسي حرمل إلى استنتاج عند استعراضه استخدام أطراف جنوبية متناسلة تقاد أغلبها من حزبي المؤتمر والإصلاح والمتنفذ اللواء علي محسن الأحمر ورغبات ألرئيس عبدربه منصور والتي ترفع شعارات الفدرالية من عدد من الأقاليم أو من إقليمين اتحادين شمالي وجنوبي كما فعل الاشتراكي دون أية ايضاحات أو تفسيرات... والاستنتاج يوضح مدى تعقيد القضية أو (كما نعتقد بأن ذلك كمن يحدث في البحر).
وهو يضيف بأن الجنوبيين المشاركين في حوار صنعاء واقعون بين مطرقة شعب الجنوب وسندان مراكز القوى في صنعاء وقد أثبت الحوار أنه حوار شمالي فقط بين طرفين اثنين بين جبابرة المؤتمر والإصلاح وحتى أنه أصبح من الصعب تسميته بالحوار شمالي شمالي أو شمال جنوبي... إلخ ويبقى  الرئيس عبدربه منصور في وضع آسي ومأساوي له ولرفقته والجنوبيون ألذين يشاركون في لجنة القضية الجنوبية... إن المتنفذين في صنعاء قد رسموا خططهم لإفشال حتى هذا المؤتمر الذي هو لصالح الشمال أما السبب العام والثاني الذي يجعل من فشل مؤتمر الحوار فاشلاً هو باختصار تجاهل أكبر قوة ضاربة جنوبية وتمثلة بالحراك السلمي الجنوبي الشعبي الذي حسب حرمل أصبح مستعصياً على أي قوة تجاوزه مهما بلغت المؤامرات عليه... (إضافة إلى ما أكدته صحف وطنية جنوبية وشمالية مثل صحيفة الأمناء وصحيفة صدى عدن والقضية والطريق وعدن الغد... إلخ ومواقع إلكترونية يمنية وعربية وعالمية بالعشرات والأهم أن الإعلام الغربي الجبار بوكالاته الكبرى وبصحفه الكبرى وبمجلاته العملاقة الموثوقة عالمياً مثل مجلة فورين بوليسي ب الأمريكي وأخيراً السيناتور الجمهوري جون ماكيين كلهم أكدوا إن مؤتمر الحوار الوطني المنعقد في صنعاء فاشلاً لأن الحراك الشعبي الجبار الذي يقوده الحراك السلمي الجنوبي الذي أبهر العالم بمليونياته الإنسانية التحررية العظيمة المتوالية منذ أكثر من نصف عقد من الزمان يرفض الحوار إلى على أساس الطرفين الشمال والجنوب ودولتيهم القائمتين قبل مايو 1990م كون الحرب قطعت كل أواصر الوحدة وإلى الأبد...) ودعى المحلل السياسي حرمل بأنه على الجنوبيين ألمنخرطين في الحوا ر الانظمام إلى خيار الحراك السلمي المتمثل باستعادة الدولة والأرض الجنوبيتين وذلك خيار تاريخي لاثاني له.
إن ما يجعلنا كباحثين وكتاب أكثر اهتماماً بموضوع المحلل السياسي أحمد حرمل الموسوم بالقضية الجنوبية بين الاستقطاب المحلي والبعد الدولي الإقليمي هو الشرح العميق والمختصر لمعاناة القضية الجنوبية وحراكها السلمي الذي تحول إلى رقم صعب ومستحيل بالرغم من محاولات نظام الرئيس صالح القديم والنظام الجديد الذي أقيم منذ أواخر عام 2011م وأوائل 2012م المحاولات ألأكثرخبثا مستمرة حتى اليوم لاختراق وتمزيق الحراك السلمي الجنوبي في الداخل والخارج وهو إن هذا الحراك أصبح مستحيلاً القضاء عليه وتجاوزه بسبب أحاطته بسياج شعبي جنوبي جبار وهادروهذاألشعب مستعد للتضحية مهما بلغت تكاليفها لتحقيق النصر النهائي وهو فك الارتباط من الشمال وتحقيق الاستقلال الجنوبي الثاني وهو ما أكدته الجماهير الشعبية الجبارة التي خرجت خلال أقل من سبعة أشهر بعدد من ألمليونيات الشعبية الجماهيرية وكان أخرها المليونية الأخيرة التي دعى إليها الرئيس علي سالم البيض مليونية فك الارتباط والمناسبة الذكرى الإعلانية فك الارتباط عن الوحدة مع الشمال خلال الحرب على الوحدة والحرب على الجنوب التي قادتها كل قوى الطغيان الوحشية والبربرية الرسمية والمعارضة وأغلبية شعب الشمال ألمظلل في حرب لا مثيل لها منذألحرب العالمية ألثانية.
وهذه المليونية الأخيرة كانت الأكثر إذهالاً للعالم الإنساني والعربي والإسلامي وهو ما انعكس بقوة وبوضوح في أكثر من خمسين وسيلة إعلامية غربية وعربية وإسلامية.. وكانت إحدى الفعاليات العلمية التي أكدت مصداقية توقعات اكبر مجلة عالمية تصدر في الولايات المتحدة الأمريكية وهي مجلة فورين بوليسي التي توقعت الكثافة البشرية الأكثر إذهال للعالم وأكدة علو كعب القوى السلمية الشعبية الجنوبية الوطنية للحسم التاريخي نحو تحقيق استقلالها الثاني وفي مقدمتها الزعيم الرئيس علي سالم البيض الذي اتحدت معه بشكل ساحق نحو الهدف النهائي لمصير أبناء وشعب الجنوب... كل قوى التحرير والاستقلال ورؤساءوفرسان من الزمن ألجميل.. وهو ما دفع بأحد أهم فصائل التحرير السلمية بطرح سؤال وإجابة على ما يمكن أن يكون بعد مليونية فك الارتباط هذا الفصيل هو مثقفين من أجل قيام جنوب جديد.. ونلخص الاتجاهات الثلاثة بعنوان نختم به هذه المقالة المتواضعة.
3) ماذا بعد مليونية الذكرى التاسعة عشر لفك الارتباط والأكثر إذهالاً للداخل والخارج؟
مثلت دعوة الرئيس الزعيم علي سالم البيض لإقامة فعالية مليونية لشعب الجنوب بمناسبة الذكرى التاسعة عشر لإعلانه فك الارتباط الجنوب عن الشمال بعد فك الحرب الملعونة والشنيعة المضمون والمظهر في نتائجها المادية والروحية الشاملتين على الجنوب أرضاً وإنساناً.. مثلت لحظة حاسمة وهامة في تاريخ أبناء الجنوب لتحقيق استقلالهم حيث كان لوقع تنفيذها وحضورها الشعبي الأكثر إذهالاً في عقول اليمنيين في الجنوب والشمال وفي المحيط العربي والدولي بمؤسساتهم الإعلامية بداً بالراديو وشاشات التلفزيون مروراً بالوكالات ومواقع الإنترنت حتى أنها أحدثت متغيرات سياسية معلنة وغير معلنة لعشرات القادة العرب والعالم الإنساني والإسلامي نحو قضية أبناء الشعب في الجنوب، وحصل الجنوبيون على تعاطف إنساني وعالمي عربي ودولي لأول مرة أكثر من مما حصلت عليه القضية الجنوبية من قبل.. وتعتبر تلك المليونية القيمة العملية الأكبر لاقناع الرأي العام اليمني في الشمال والوطن العربي والإسلامي والمجتمع الدولي بكل مؤسساته الدولية والإقليمية وهذا الفعل الشعبي الجبار لا يحتاج إلا إلى تفهم شمالي أخلاقي وديني وعربي وإسلامي وإنساني هذا أولاً أما ثانياً وهو الأكثر إلحاحاً وأهمية لكل أمة الخير أليمنية والعربية والإسلامية وشعب الجنوب بشكل خاص الذي ضحى بالغالي والنفيس لأكثر من عقدين من الزمن وهو الشروع الفوري لتوحيد مكونات الثورة الوطنية السلمية الجنوبية وقياداتها في الداخل والخارج دون تلكأ أو مماطلة بعد أن أجمعوا جميعاً على استعادة الأرض والدولة الجنوبية في المرحلة الأولى والتحضير للمرحلة الثانية بإشراف دولي على قيام دستور ونظام ديمقراطي تعددي محلي وبرلماني فدرالي لا إقصاء فيه ولا إلغاء فيه لأياً كان... وهي مرحلة الانتخابات الحرة النظيفة وممكن مشاركة حتى القوى المتطرفة في هذه المرحلة الهامة لما لا والوطن وطن الجميع لا إلغاء فيه لأهله.
4) معوقات وسينريوهات متوقعة للعرقلة للنيل من القضية الجنوبية وحراكهاالسلمي .
1.محاولة تفتيت الحراك السلمي وقادته من الداخل ويتم ذلك على مسارين محلي وإقليمي محلياً يدفع قيادات المؤتمر الشعبي والمتضررين من ثورة التغيير السلمية يدفعون إلى صدامات دورية بين قوى الحراك وقوى حزب الإصلاح الجنوبيين ولذلك يمكن استحضار المتآمرين أشياء كثيرة وبما في ذلك استخدام المال بسبب ظروف ألعوام والناس المادية الصعبة ومن هؤلاء يوجد كثيرين من عبدة المال والنقود... إلخ وقد شهدت ساحات الحراك مثل ذلك من قبل في عدن وشبوة والمكلا... إلخ.ويضيف الاستاذحرمل..
أما المسار الإقليمي فيرى الباحث في علاقة المملكة العربية السعودية الشقيقة الغير طيبة مع الرئيس علي سالم البيض (المتهم دون أيي أدلة تذكر) بعلاقته مع إيران ودعمها له تربة خصبة لتتنازع قوى وتيارات الحراك فيما بينها.
2.عودة النشاط العسكري المسلح لتنظيم القاعدة على الساحة التي يسيطر عليها الحراك السلمي الجنوبي وهو ما رأيناه ينبعث في محافظة حضرموت المحافظة الإستراتيجية للثورة السلمية بالأمس واليوم وكل ألزمان القريب والبعيد إضافة إلى محاولات كثيرة تجري لإقناع بعض فصائل الحراك بتبني الكفاح المسلح عبر العناصر الأمنية المخترقة لها... وربما يتم الدفع بالحراك ليقاتل القاعدة مثل ما حصل في أبين من قبل اللجان الشعبية وهذا يساعد على تفتيت الحراك السلمي وقيادته.
3.بغرض وئد مطلب فك الارتباط للجنوب عن الشمال.. يجرى الحديث عن جعل عاصمة اليمن عدن والحديث هذا يجري من قبل بعض أطراف حوار صنعاء بحجة الشروع في بناء دولة يمنية حديثة وقد ناقش أنصار هذا الرأي مع جمال بن عمر ويخلص حرمل بعد شرح مقنع بأن هذا الخيار خيار خاسر لأنه سوف يوحد القوى الجنوبية الشعبية أكثر مما يمزقهم وسيكون مأله  الفشل والخسران.
4.محاولة تجيير الدعوات الحضرمية لجعل حضرموت إقليم ضمن الفدرالية الجنوبية المقترحة من قيادات الداخل والخارج بغرض خلق جهة تتكالب على حضرموت وتشوه دعوتها هذه بأنها تريد الانفصال وهو ماسعت إليه دائماً القوى الشمالية في الحكم منذ الماضي التليد واليوم من على القنوات الفضائية والأجهزة والصحف الشمالية وذلك مشفوع بإثارة الفتن داخل حضرموت... إلخ.
5) أهمية بيان منظمة مثقفين من أجل جنوب جديد بعد مليونية فك الارتباط:
من المفيد بل ومن الضروري الإشارة إلى عدد من المواقف والكاتبات والمقالات في الإعلام اليمني والمستقل لعدد من الصحف المكافحة لغد جنوبي حر وسليم كما أدلت بعض التنظيمات الجديدة للثورة ومنها على سبيل المثال فقط منظمة مثقفين من أجل جنوب حرفي بيان هام لها حيث أشارت إلى رسالات هامة إلى الداخل الجنوبي والمحيط العربي والدولي تم الإطلاع عليها من موقع صدى عدن الأخباري ولأهميتها ألتاريخية البالغة نوجزها بالتالي:
1.الرسالة الأولى لمثقفين من أجل جنوب جديد وجهة إلى المحيطين العربي والإسلامي والدولي وبمظمونها القائل بأن الشعب الجنوبي بالمليونية الأخيرة والأكثر إذهالاً في تاريخ الوطن والبلاد العربية والإسلامية ليس لهم إلا جزءاً واحداً لا غير ألا وهو تحقيق خياره وهو أن ينال حريته واستقلاله واستعادة سيادته وكرامته على أرضه.
وبناء دولته على أساس جديد تماماً ألا وهو ديمقراطية المشاركة والتعددية لا ألغاء ولا إقصاء فيها لأحدداخلياً.. وخارجياً دولة تبني علاقاتها مع محيطها العربي والإسلامي والدولي بعيداً عن الشمولية والإيديولوجية ولعلاقة أوسع مع أخواننا وجيراننا في ألقربى والدم والمذهب الديني السني الغير قابل لأي مساومة أياً كانت... ولعلاقة أوطد مع كل شعوب المعمورة دون تميز على أساس مبادئ التعايش والتكامل والتعاضد ضد الإرهاب وكل ما يعكر صفو الحياة الإنسانية المتنوعة الثقافات والأديان والعادات والتقاليد... إلخ.
2.الرسالة الثانية وجهها مثقفين من أجل جنوب جديد إلى الأشقاء من أبناء شعب الجمهورية العربية اليمنية لتأسيس مستقبل آمن للشعبين في الشمال والجنوب ألتواقين لاستقلالهم بعد فشل الوحدة بالحرب وبالدم وصياغة علاقة توعية جديدة تقوم على التكامل المتنوع الاقتصادي والثقافي والتربوي والاجتماعي، والانتقال الحر للشعبين من وإلا دون التدخل في الشئون الداخلية لكلا الشعبين والدولتين، وصياغة رؤيا وطنية تضمن مصالح الشعبين، ويسعد كاتب هذا المقال الإشارة إلى أنه في ديسمبر من عام 2012م قد قدم محاضرة بهذا الصدد في منتدى مدار في عدن حول أهمية أن يكون بديل الوحدة التكامل الشامل والأخوي بين الشمال والجنوب وهو أسلم الخيارات وأكثرها واقعية لليمن شماله وجنوبه.
3.الرسالة الثالثة أكدت بأن شعب الجنوب عبر مليونية 21 مايو الاستثنائية مثل إحدى أهم الدعوات إلى الاصطفاف الوطني الجنوبي للقوى الوطنية الجنوبية وحراكها السلمي بكل أنواعها وأشكالها وأطيافها على قاعدة التحرير والاستقلال... ودعت الرسالة إلى ضرورة التوافق بين قيادات الداخل والخارج لتشكيل لجنة تحضيريةلعقد مؤتمر التوحيد وتأسيس قيادة موحدة تقود عملية التحرير في مراحلها الأولى وصياغة دستور ديمقراطي فدرالي تعددي يضمن قيام انتخابات محلية وبرلمانية وحكومات محلية منتخبة وحكومة أوسع تمثل كل ألطيف الوطني والسياسي الجنوبي...إلخ.
ولقد أسهم الكثير من الأجلاء الكتاب والأدباء والمثقفين والصحفيين بمئات وألاف المقالات والدراسات يستطيع قادتنا جمعها وأخذما هووطني وأنساني جميل والخروج بحل موضوعي... المهم هذا الحل يجب أن يكون عاجلاً أولاً وثانياً يجب أن يتم الإجماع على التغلب أو إلغاء كل سلبيات الماضي الإلغائية والإقصائية فلم يعد يوجد في تاريخ اليوم وفي المستقبل مكان للإلغاء والإقصاء ولا للأيديولوجيات وأصبحت القضية الكبرى عودة الوطنية والوطن بالقليل أو الكثير من التضحيات ثم بعد ذلك يبدأ الجنوب بزمنه الجديد وبدستوره الجديد التعددي الديمقراطي وبحرية صحافية وبانتخابات حره نزيهة محليةوبرلمانية ورئاسية أو بانتخاب رئيس وزراء لا يستثني أحد منها.. وهو الحل الأوحد ولعلاقات أوسع مع الأشقاء في المحيط العربي والإسلامي والعالمي دون تميز ودون أيديولوجيا.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص