آخر تحديث :الاحد 16 يونيو 2024 - الساعة:18:36:58
المتشدقون (بالحوار الوطني )
سالم يحيى شجون

الاحد 00 يونيو 0000 - الساعة:00:00:00

صرخة هنا وأخرى هناك وتتعالى الأصوات بتقديم المطالب والآراء المختلفة بل والمتناقضة أيضا إلى حد التصادم ،إنه (الحوار الوطني ) ذلك (الابتكار ) الأحدث في عالم سياسة نظام صنعاء الذي دأب على ابتكار مثل تلك السياسات الذي تندرج تحت قائمة (فرق تسود) لكنه بحلة جديدة يتماشى مع موضة سياسة القرن الحادي والعشرين قرن العجائب والغرائب السياسية .

فعندما تبحر في عالم سياسة نظام صنعاء منذ عهد الملكية وحتى يومنا هذا فستفاجئ بأنك أمام نظام لم يتغير أبدا، فقبل سقوط النظام الملكي في صنعاء كانت شئون الدولة في اليمن الشمالية تدار بعقلية قبلية متخلفة يفترض بأنها تسقط مع سقوط النظام الملكي وقيام الجمهورية العربية اليمنية لكن ما حدث هو سقوط شخص الملك (الإمام) فقط أما نظامه فقد قدر له أن تتوارثه الأجيال في الجمهورية العربية اليمنية في الشمال جيل بعد جيل وبعد قيام ما يسمى (بالوحدة اليمنية) عام 1990م بين الجمهورية العربية اليمنية وعاصمتها صنعاء ذات النظام الرأسمالي وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وعاصمتها عدن ذات النظام الاشتراكي وكانت الأخيرة تتمتع بمؤسسات دولة مدنية ونظام حضاري متقدم ورثته عن الاستعمار البريطاني الذي ظل في جنوب اليمن 129 عام متتالية ، صحيح أن الاستعمار البريطاني له سلبياته لكن علينا أن نعترف بان له أيضا ايجابيات ومن ضمن تلك الايجابيات تعميم نظام دولته الأوربية المتحضرة على مستعمراته ومن ضمنها دولة الجنوب العربي (اليمن الجنوبية )،لكن نظام صنعاء فبدلا من أن يستفيد من نظام عدن ويعممه على (الجمهورية اليمنية ) فقد أصر منذ الأيام الأولى (للوحدة اليمنية) على تعميم نظامه القبلي على الجنوب فرفض شعب الجنوب ذلك النظام الذي لا يمكنه كشعب متحضر أن يتعايش معه فما كان من علي عبدالله صالح إلا أن قال كلمته الشهيرة (الوحدة أو الموت) وأعد جيوشا من الإرهابيين وقطاع الطرق إضافة إلى جيش الجمهورية العربية اليمنية ونشبت الحرب التي كانت تدور على أرض الجنوب مما تسبب في دمار الجنوب ومنذ ذلك الحين ونظام صنعاء مازال يحاول فرض نظامه القبلي المتخلف على الجنوبيين فمارس ومازال يمارس ضد الجنوبيين شتى أنواع التعذيب النفسي من تهميش وإقصاء وتهجير وطمس للهوية الجنوبية ومن ضمنها بناء عمارات في الجنوب على الطراز الشمالي هي مملوكة لضباط في الأمن السياسي الشمالي وذلك لطمس كل ما هو جنوبي ولم يسلم أبناء الجنوب من القتل والاعتقالات .

واليوم وبعد زعمهم بسقوط نظام صنعاء والذي في رأيي لم يسقط وإلا بماذا نفسر وجود الرئيس (السابق) علي عبدالله صالح حرا طليقا في صنعاء؟ وبماذا نفسر وجود عدد كبير جدا من رموز النظام (السابق) على رأس السلطة الحالية في صنعاء؟..

كلنا يعرف جيدا هذا الرجل (الراقص فوق رؤوس الثعابين) علي عبد الله صالح بأنه لا يمكن أن يدع أمور السلطة في صنعاء تفلت من بين يديه وهو المسئول عن قتل وجرح واعتقال وتهجير عشرات الآلاف من الجنوبيين من اجل وحدته المزعومة التي فرضها على الجنوبيين بالقوة فهو الآن من يدير اللعبة السياسية في اليمن من وراء الستار ، وعندما شعروا حكام صنعاء بان الجنوبيين يحققون مكاسب واضحة وكبيرة على ارض الواقع فإنهم سارعوا السياسة (وضع المسكنات على الألم ريثما يهدأ) وعنونوا هذا النوع من السياسة القديمة الفاشلة اتي استخدمها في الماضي نظام صنعاء ضد الجنوبيين لكن بجرعات أكبر وعنوانه هذه المرة (الحوار الوطني) .

لقد اعترف حكام صنعاء بعد (سقوط نظامهم) بأنهم نهبوا أراضي الجنوب وثرواته وهمشوا أبناءه وبالطبع ما خفي كان أعظم ومن ثم ودون استحياء يظهروا على شاشاتهم وصفحهم ويتكلمون عن (الوحدة) أنا لا أدري عن أي وحدة يتكلم هؤلاء، فإذا كان نظامهم فعلا قد سقط فما يسمى (بالوحدة اليمنية) ارتكبت الكثير من الجرائم في حق الجنوبيين تحت ستار (الوحدة اليمنية) وعليه يجب أن تسقط بسقوط النظام .

أما المتشدقون بما يسمى (بالحوار الوطني) فأقول لهم أين كنتم عندما قصفت مناطق الضالع ويافع وردفان وغيرها في محافظة لحج ولودر ومودية وزنجبار وغيرها في أبين وبيحان وميفعة والصعيد وغيرها في شبوة. والشحر والديس والمكلا وغيرها في حضرموت, والغيضة وحوف وغيرها من مناطق محافظة المهرة، أين كان هؤلاء عندما أمطرت المناطق الحدودية لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية مع الجمهورية العربية اليمنية بآلاف صواريخ الكاتيوشا والمدفعية الثقيلة والقصف الجوي ليل نهار على اعتبار أن سقوط هذه المناطق سيفتح الطريق للقوات الشمالية للدخول بدباباتها وعتادها العسكرية إلى باقي مناطق الجنوب أين كان هؤلاء عندما أمطرت قرية صبر في محافظة لحج بألف قذيفة قرية واحدة فقط ألف قذيفة أين كان هؤلاء عندما أمطرت مناطق دار سعد والمنصورة وخور مكسر وباقي مناطق العاصمة عدن بصواريخ الكاتوشا والقصف الجوي والبحري والبري وحتى بصواريخ سكود وقتلت عائلات بكاملها من أطفال ونساء ونساء حوامل أيضاً وشيوخ جنوبيين قبل سقوط العاصمة عدن في أيدي القوات الشمالية، وأخيراً سؤالي لأولئك المتشدقون (بالحوار الوطني) هل يعقل أن كل هذه القوافل من الشهداء والجرحى والمعتقلين وحتى المشردين أيضاً في بقاع الأرض من الجنوبيين إنما هي من أجل الحصول على وظائف أو مناصب أو ما شابه ذلك، هلا أجبتموني يا أولي الألباب؟؟؟.

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص