آخر تحديث :الاربعاء 27 نوفمبر 2024 - الساعة:00:30:02
دول الشتاء العربي و(أفغنة) سوريا
محمد عبدالله الموس

الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

الربيع العربي كان قصيرا جدا، كما في طبائع البشر لا سنن الكون، امتد هذا الربيع في بعض دوله أيام وبعضها الآخر أشهر كانت دامية لا تتناغم ومعنى الربيع، لكن ليس هناك ربيع يمتد لأكثر من عامين داميين، لا في سنن الكون ولا في طبائع البشر، كما هو الحال في سوريا التي تذهب بها دول الشتاء العربي نحو الأفغنة.

 أفغنة سوريا سيجر تبعات كثيرة تصيب دول الشتاء العربي وربيعه على السواء، هكذا تعلمنا من الدرس الأفغاني التي لا زالت شعوبنا في غير بلد عربي تدفع ثمن خطيئة التدخل في أفغانستان ولا يزال شبابنا المجاهدين الذين زج بهم في تلك الحرب يدفعون حياتهم ثمنا لتلك الخطيئة، وهي حرب، كما تبين لاحقا، لا ناقة لنا فيها ولا جمل.

يخيم على بلداننا شبح عودة موجات الشباب الذين دفع بهم (للجهاد) في سوريا - وكأننا في حالة (كلاكيت ثاني مرة)، كما يقول مخرجو الأفلام عند إعادة تصوير المشهد – من أولائك الذين أطلق عليهم، من زج بهم، تسمية (الأفغان العرب) ولكنهم هذه المرة سيعودون من سوريا لا من أفغانستان.

 أن المأساة الأفغانية تتكرر بنفس السيناريو والأدوات، وان تبادلت أطرافها الأدوار بين داعم بشري وداعم مادي وداعم لوجستي، ممن حل في دور باكستان وممن دخل في موجة الداعمين، وهم كثر.

مكانة الشقيقة الكبرى تفرض عليها، وهي ارض الحرمين ومهبط آخر الرسالات السماوية التي حملها سيدنا محمد علية الصلاة والسلام، ولها مكانة روحية تهفو إليها أنفس المسلمين في أصقاع الأرض، هذه المكانة الروحية والجغرافية تفرض بأن تكون ارض الحرمين حاملة للواء السلام بين الأشقاء بعيدا عن سماسرة مصالح الآخرين، فهي وغيرها يعلمون أن ما يحدث في سوريا يشق عصا المسلمين ويمزق العرب بكافة دياناتهم وأطيافهم وطوائفهم.من حق الشعب السوري أن يتمتع بنظام حكم يؤمن بالتداول الديمقراطي للسلطة، وفسيفساء المجتمع السوري اخطر من الحال في غيرها من بلاد العرب لذلك ليس من الحكمة الاتجاه إلى تغليب لون على لون لأن ذلك يشكل خطرا ليس على السوريين وحدهم، ونخشى أن في سوريا لاعب ثالث، فالثورات لا تنبش القبور ولا تقتل الدعاة وأئمة المساجد ولا تدمر الكنائس وتخطف الرهبان.لا ينكر احدنا مصالح الآخرين، لكن الزج بشبابنا للجهاد في سوريا هو الذهاب بهم في محرقة في الزمان والمكان الخطأ ومع الخصم الخطأ ولا زالت قصة الشاب اليمني، الذي ذهب مع أعداد كبيرة من أبناءنا وهرب من سوريا إلى لبنان وتفاصيلها المأساوية، حاضرة في الأذهان.سيأتي يوما تضع الحرب في سوريا أوزارها وقد تنهض سوريا من تحت الركام ويفرض تناغم فسيفساء المجتمع السوري نفسه على صناع الانقسام، أو قد يفشل وتدخل سوريا في صراع داخلي، لكن تبعات وآثار (الأفغنة السورية) ستجر نفسها على باقي المنطقة ردحا من الزمن نأمل أن يكون قصيرا.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل