- الضالع.. مقتل بائع متجول على يد موظف بمكتب اشغال دمت
- قوات الشرطة العسكرية الجنوبية تضبط عدد من الأسلحة غير المرخصة في مديرية المنصورة
- خبير اقتصادي يصف الحكومة بالفاشلة ويحذر من أزمة اقتصادية عميقة تهدد بوقف الدورة الاقتصادية تمامًا
- تحقيق يكشف تفاصيل جهاز "الأمن الوقائي" وأبرز قيادته وتركيبته وطبيعة تنظيمه
- برعاية المحرّمي وتمويل إماراتي.. تدشين 10 مشاريع في قطاع المياه بمديرية المحفد أبين
- برعاية المحرّمي وتمويل إماراتي.. تدشين 10 مشاريع في قطاع المياه بمديرية المحفد أبين
- المخدرات وتداعياتها على الشباب والمجتمعات.. مؤتمر دولي في عدن يدعو لتحمل المسؤولية التضامنية
- مصدر حكومي: رئيس الوزراء يغادر الى السعودية للتشاور حول الدعم الاقتصادي
- وزير النقل يلتقي سفير بلادنا لدى جمهورية مصر العربية
- وزير الخارجية يؤكد على اهمية دعم الحكومة وايجاد آلية عمل مشتركة لضمان حرية الملاحة والتجارة الدولية في البحر الأحمر
الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
إن المجلس الأعلى للحراك هو تجمع شعبي تحرري وضع نفسـه في قلــب التحرر الوطني .
المجلس الأعلى للحراك الذي عقد مؤتمره الوطني الأول قام بشن حمـلت التغيـر الداخلي الكبــرى في تـاريخ الجنوب ، أستطـاع من تاريـخ تأسيسـه في عـام 2009م إلى الآن بانتخاب هيئاته العليا بنجـاح تام ، كما انـه أظهر محافظتـه على هويته الجنوبية وذلك بحمايتها وفق مبدئ التسامح والتصالح الذي كانت قيادته هم من مهندسيه , وإرساء مبادئ سامية للجنوب الجديد (التعايش بين الجنوبيين مهما كان الاختلاف بالرأي أو حتى الهدف أو الوسيلة النضالية التحررية.)
لقــد تحولت أهداف التحرر الوطني العظيمة التي قام المجلس الأعلى للحراك بتطويـرها إلى مؤسسـة هي اليـوم مركز سياسي جــذاب للوطنيين الأحرار وللأغلبية الصامتة . كما أنها أصبحـت بمثابة أحد مصـادر الإلهـام التي تشكـل نمـاذج للمكونات الجنوبية الأخرى في الداخل والخارج .حتى أصبح المجلس الأعلى للحراك التنظيم الشعبي الوحيد المفتوح للجميع والذي اعتبر نفسه مظلة يلجأ إلى كنفها جميع الجنوبيين المؤمنين بالحرية والاستقلال وبثقافة التعايش التي فقدناها في الماضي بدون استثناء .
وتحـتوي الثقافة الوطنية الجنوبية التي يحـاول المجلس الأعلى تطـويرها بالممارسـات اليومية في ساحات الجنوب ، بالإضافـة إلى انها تحوي على أسلوب سياسـي تشكـل بواسطـة الاندماج المجتمعي المحلي وهي أيضاً تحوي على محتوى تشكـل بواسطة المميزات الاجتماعية - الثقافيـة للهوية العربية الجنوبية منذ آلاف السنين.
علمـاً بأن المجلس الأعلى للحراك قام بإحيـاء أسلوبـه السياسـي الديمقراطـي وذلك بواسطـة القيـم المدنيـة الذاتية التي يختزنها الشعب الجنوبي ، بهذا الشكـل تمكن من إكساب الحراك الجنوبي السلمي خـط سياسـي جديد ومتنور . وهي سياسـة ترتكــز على ثقـافة التسويـة مع الآخر الجنوبي حتى لا تصبح السياسة كما كانت في السابق معيقة للوحدة الوطنية الجنوبية ..... كما انه يجب اشتراك التنوعـات السياسية والاجتماعية على شكل ألوان وطنية نابعة من أرضيـة التسامـح وقبول الآخر الذي سوف ينتج من قبل التنوع نفسه , فوحدتنا في تنوعنا وليس في تطرفنا . بالإضافة أن التنوع يقوم المجلس الأعلى للحراك بتطوير نفسه بواسطة توفير إمكانية تمثيـل هذه التغيرات لنفسها وقبولها لبعضها البعض .
إن التعايش وقبول الآخر هو أهم مبدئ سار عليه المؤتمر الوطني الأول للمجلس الأعلى للحراك , ولو لا هذا المبدئ لما كان هناك أهمية لعقد المؤتمر ، حيث رأينا ونحن نخوض معركة معقدة داخل المجلس الأعلى للحراك ضد التيار المتطرف أن مفاهيـم الاستبدادية والشموليـة ما هي إلا عدو التعايش وقبول الآخر ...فلا توجد ثورة مضادة كما يروج لها البعض من داخل التيار المتطرف , بل يوجد تيار متطرف يعتبر دولة الجنوب القادمة من أملاكه الخاصة.
أن عقد المؤتمر الوطني الأول للمجلس الأعلى للحراك كان عبارة عن سياســة إصــلاح داخلية .....حيث قام بتصحيح جميع أنواع المشاكـل وعكـس جميـع متطلبـات الشعب الجنوبي في مخرجاته وعدل المسار بعد اختبار صحته وخطئه. ومن هنا قطع الطريق أمام أصحاب الاستحواذ التاريخي للدولة والمستقبل الذي كان بدء بالظهور مثلما ظهر الاستبداد الثوري بعد خروج بريطانيا من عدن .
إن المجلس الأعلى للحراك يرفـض التطـرف و الاستحواذ على الوطن برفع الشعارات البراقة , فقد قام من خلال مؤتمره الوطني الأول بتأسيس التحرر الوطني من الاحتلال اليمني على التسامـح و التوحـد والتعايش وليس على الصراعـات والتخيمـات والأستجوابات والاستقطاب. بل وأتاح الفرصة للجميع بأن يقوموا بالتغييرات , ولكن تحت حمايـة بعـض القيـم والمكاسـب العائدة للبنيـة المجتمعية الجنوبية .إنها سياسة نوعية تقوم بتطبيع الحياة السياسية الجنوبية ....حتى لا تبقى سياسة مكونات الحراك تحت تأثيـر الشدود النابعـة من المصطلحـات الهمجية ( ثورة مضادة , خائن , عميل) , فهذه المصطلحات السياسية قامت في السابق بجلب العديد من الويلات والمشاكل مثلما قامت بتضييق المجـال السياسي أمام المواطن الجنوبي , وهناك من يمارسها اليوم من خلال كاميرا قناة عدن لايف كهواية من خلال "المحاضرات السفري" .
لقــد نجـح المجلس الأعلى للحراك في الفتـرة الماضيـة بعد انعقاد مؤتمره الوطني الأول بحمايــة نفسـه رغم الحملة الكبرى التي قادها التيار المتطرف من محافظة واحدة , وأيضاً إبقــاء ثقافة التعايش وقبول الآخر واقفـة على قدميها ونقــلها إلى نقطـة متقدمـة جدا في الحياة السياسية الجنوبية العامة.
ولعب المجلس الأعلى للحراك دوراً بارزاً في إزالـة مفاهيـم مشبوهة مما أدى إلى زيادة اعتماد بقية مكونات الحراك عليه في لملمة صفوف المكونات والشخصيات الاجتماعية. وقام بوضع نفسـه كنقطـة إجماع على القيـم المحـددة للمكونات وللأشخـاص الآخرين من الأتجاهات السياسيـة المختلفــة. وأيضا ساهم في بقاء الأحزاب اليمنية التي انتصرت في اليمن على شكل هامشي في الجنوب. كما أنه سعى لأقناع كثير من القيادات الجنوبية في الخارج من أجل تبني مشروع التحرير والاستقلال واستعادة الدولة بهويتها الجنوبية وليس بهويتها اليمنية , ومن أجل إمكانية حل المشاكل الأساسيـة في إطـار التعايش وقبول الآخر .وأصبـح اليوم هو ضمـان الوحــدة المجتمعية الجنوبية , وضمان التوحد للدولة الجنوبية القادمة .
ثم قام المجلس الأعلى للحراك ببدء شـن أكبر حملـة للتغير والتحـول في تاريـخ الجنوب وذلك بالتركيـز على القيـم الاجتماعية، وقام بالتوقيـع على وثائق تجسد اللحمة الجنوبية والتي سوف تتوج بنظام فيدرالية –برلماني - ديمقراطيـة متقدمـة لدولتنا الجنوبية القادمة بأذن الله تعالى كما هو حال الأمارات العربية المتحدة.
المجلس الأعلى للحراك سيظل قائدا موجها ضد الاحتلال اليمني وخصما ضـد التغـيرات الاستبدادية والشموليـة والجذريـة في الجنوب التي انتابت بلادنا في فترة ما بعد 1967م , وليس ضد التغير النافع للشعب الجنوبي ، يحقق التحـولات في الجنوب تحت مبدئ " الثورة الهادئة " بواسطـة مفهـوم التغير التدريجي المرتـكز على قبول الآخر لا إقصاءه ,والتعايش معه لا إنهاءه من الوجود .
المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب.... يعتبر حركة شعبية تحررية وليس حزبا عقائديا ، يقوم بوضع سياسـة مبدئيــة ثابتــة , بواسطـة القيـم الإسلامية والوطنية واللوائح التنظيمية الداخلية والعادات والتقاليد الحضارية التي يقوم المجلس الأعلى للحراك بتنفيذ سياستـه على ضوؤها,ورئيسه الزعيم باعوم أسس العلاقة الصحيحة ما بين الشخصيات القيادية في الخارج المبنية على التقارب والنقاش والاحترام المتبادل , وما بين السياسـة الحقيقـية لبناء جنين الدولة الجنوبية القادمة بأذن الله تعالى . هذه الإجراءات السياسية والتنظيمية ومن خلالها، أستطاع المجلس الأعلى للحراك إخراج تطبيقـات حقيقيـة محملـة بقيـم الوحدة الوطنية الجنوبية ، بالإضافة إلى أنه حافظ على موقفـه وأديباته ضد التأثير الدعائي الذي تقوم به مجموعة التطرف الخائبة في المحافظة التي كانت تحكم الجنوب بالحزبية وبالحديد والنار .
إن المجلس الأعلى للحراك بعد انعقاد مؤتمرة الوطني الأول لم يقـم فقـط بتطوير الحلـول للمشاكل العامة والمنفردة التي تعرض لها الحراك الجنوبي السلمي بل والمجتمع الجنوبي من البداية إلى الآن بل وقام بتطوير الحلـول الوطنية الصادقة للمشاكل المتعلقة بالآخر الجنوبي أيضاً. سئلنا أحدهم وقال لي: إذا افترضنا وقرر المحتل تسليمنا دولتنا من يستلمها وكيف نبني الدولة المستعادة؟ , أجبت بكل بساطة إذا هناك روح وطنية عالية كروح الثوار فالإدارة المحلية الجنوبية موجودة من حوف في المهرة وسقطرة إلى باب المندب وعدن , ومن الجنوبيين أنفسهم , والأمن الجنوبي موجود والقوات المسلحة الجنوبية موجودة وستنتظم وفق الدستور الجنوبي , خاصة وأن استلام الدولة سيتم تحت أشراف دولي وليس تحت البنادق الجنوبية-الجنوبية .
إن المفهــوم الوطني السياسـي للمجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب (والذي يعتبر التطرف الذي كان قد بدأ داخل المجلس قبل انعقاد المؤتمر الوطني الأول , المشكـل الحالي , والمشكل لمستقبـل الدولة الجنوبية) ، هو استمرار التصـور السياسي الديمقراطـي الداخلي لكل مكون وهو ثقافة مجتمعية تعايشيه بين المكونات وشرائح المجتمع وداخل المجتمع الجنوبي نفسه.