آخر الأخبار
- قيادي مؤتمري يكشف عن إهانة السفير الإيراني لأبو علي الحاكم في صنعاء
- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الخميس بالعاصمة عدن
- الحالمي: قوى محلية ودولية تحاول عرقلة جهود المجلس الانتقالي في إعادة بناء المؤسسات وتعزيز الامن
- مليشيا الحوثي تصعد ضد السعودية .. تشكيل "مجلس عسكري" من مطلوبين للرياض في صنعاء
- وزارة المالية توجه البنك المركزي بالغاء التعامل مع ختم الامانة العامة، ودماج يواصل التصعيد ضد رئيس الحكومة بن مبارك (وثيقة )
- الرئيس الزُبيدي يلتقي الشاعر المحوري ويؤكد دعمه للمواهب الشابة
- الرئيس الزُبيدي يُعزي في وفاة المناضل اللواء سالم عبدالله القعشمي
- اختفاء شيكات وعهد بملايين الريالات يفجر الصراع بين دماج وباحارثة.. «وثيقة تكشف المستور»
- خلال استقباله نائب المبعوث الأممي.. الكثيري يشدد على ضرورة إيجاد حلول عاجلة للأوضاع في الجنوب
- مؤسسة مياه عدن تسلم موقع مشروع انشاء محطة الضخ في محطة البرزخ للجهة المنفذة
من صور وعي الشباب بالقضيه الجنوبيه
علي صالح محمد
0000-00-00 00:00:00
الجمعة 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
ليس من السهل على أي كاتب مهما كانت قدرته ان يختزل معاني وصور نضال واستماته شعب الجنوب في بضعه اسطر ، و تحت عنوان (صور من هذا الزمان ) كنت أحاول ان ارسم بعض صور المعاناه ونشرها في صحيفه(التحديث )ولاحقا في صحيفه (الايام ) ولسنوات حتى تم إيقافها بالقوه ، ولايقاف الصحيفه معاني كبيره لدى من اتخذ القرار يومها للأهمية وللدور الذي لعبته ( الايام ) في نظرهم كمنبر إعلامي وحيد تبنى القضيه الجنوبيه لتبقى جذوه هذه القضيه مشتعلة وحيه في عقول وقلوب شعب الجنوب ، لتتحول مشاعر المعاناه والرفض والمقاومة للوضع الذي نشاء بعد حرب ???? ، وتتطور الى حاله وعي وسلوك جماهيري على الارض عبر عنه الحراك السلمي ومليونياته في عدن وحضرموت وكل مناطق الجنوب ، و كنت قد كتبت مقالا ( بعنوان البؤساء….. ألغام موقوته ) ونشرته (الايام ) بتاريخ?-?-???? وقصدت بذلك يومها ،المتقاعدين العسكريين والمدنيين ، والشباب ، ومنذ ذلكم اليوم وحتى اليوم ، وبالنظر الى تطور حجم الحضور الجماهيري المشارك في مسيرات الحراك يمكن للمرء ان يقراء مدى وعمق انتشار حاله الوعي وانتقالها من عقول (البؤساء….. ) يومها لتعم وتشمل كافه الفئات بما فيهم الأطفال ،ولعل واحده من الصور التي ساحكيها في هذه المقاله ، خير تعبير لحاله التحول هذه .
قبل ايام صادف ان التقيت احد الأصدقاء وهو بالمناسبة شاب في بدايه الخمسينات من العمر ، لا ينتمي لاي حزب، وليس موظفا ، يمارس العمل الحر منذ اغترابه في بدايه الثمانينات ، وهو رجل ميسور الحال عصامي حقق النجاح بفضل طموحه ومثابرته ، لديه عدد من البنين والبنات منهم من يدرس الطب والهندسة ومنهم من لا زال في التعليم الأساسي ولكنهم جميعا ما شاء الله متفوقين دراسيا ويتميزون بالخلق والاستقامة .
(قال لي لقد لاحظت في ألاونه الاخيره ان أكبر أولادي الذي يبلغ السادسة عشر من العمر ، يشترك في كافه فعاليات ومسيرات الحراك ، وبما انه في مقتبل العمر ومن باب الحرص والخوف عليه استدعيته قبل ايام لإستوضح الامر منه ، وشرحت له في البدء ما لاحظته فأجاب بثقه عاليه وبنوع من الافتخار ،نعم يا أبي انني اشترك بهذه الفعاليات وأعتز بالمشاركة لانه واجب علي كجنوبي، فقلت له ممكن تقنعني أكثر حتى افهم موقفك بصوره افضل كأب ،فأجاب كيف تريدني ان أقنعك يا أبي ؟ فقلت له أقنعني بالدافع الذي جعلك تملك هذه القناعه . فقال : ولو أعطيتك دليلا واحدا مع ان لدي الكثير منها هل ستقتنع ؟ قلت نعم واعدك بذلك .فسألني مباشره أليس فلانا هو ابن عمك ؟ فقلت بلى ؟ أليس رتبته عميدا وكان منصبه قائد لواء قبل الحرب التي حصلت قبل ان أتي الى هذه الحياه ؟ فقلت نعم كان كذلك . فقال : واليوم ماذا يعمل . قلت يجلب الغنم . فقال ومشاعر الغضب تكسو محياه :هل من العدل يابي ان نرى مثل هذا الانسان الذي كان معززا مكرما وبمنصب يفتخر به ، يتحول لبيع الغنم طيله هذه السنين ؟ بعد ان فرض عليه التقاعد الاجباري ،في حين ان هناك من زملاء الدراسه القادمين من الشمال يذهبون لقضاء الإجازة في أوروبا مع ان آباءهم اقل مرتبه وشأنا من ابن عمك ؟ الا يقنعك ويكفيك هذا المثل يا أبي ، فهناك آلاف الحالات من صور المعاناه ؟ لحظتها شعرت بالخجل الشديد وشعرت بأنني تخلفت كثيرا وان أحاسيس ووعي ابناءنا تقدما كثيرا . وكمن فاق من غيبوبه .قلت له شكرا يا ابني على هذا الإيضاح الذي لم اكن أتوقعه ، وانا فخور بك وبمستوى وعيك هذا ، ليكن الله معك . لحظتها شعرت بإحساس من الرضى والسعاده يغمرني، مع انني كنت قبل ذلك مشحون بالقلق والخوف . شعرت بالرضى لان ابني رغم يفاعته اصبح يحمل قضيه كبيره وان مشاركته ليست عفويه ،عندها أيقنت ان القضيه الجنوبيه لن تموت طالما وصلت الى عقول ابناءنا بهذا الشكل . )
هذا ملخص لما دار بيني وبين صديقي وشكرته واستأذنته لنشر ما دار بينه وبين ابنه ، فوافق بسرور ، بالنسبه لي سالت دموعي بغير اراده كتعبير عن حاله السرور بكون الرساله قد وصلت ، وهو نفس الشعور الذي خالجني حين رأيت مليونيات الحراك السلمي ،وأيقنت فعلا ( ان الصمت الرهيب … تحول الى ثوره عظيمه ). ( وان الصموت شديد الوطء في النقم) وهذا ما كان يؤرق الحكام من صحيفه ( الايام ) وكتابها الرائعين لتبقى الجذوه مشتعله ، وتتحول الى ثوره مستمره وملهمه.
وهنا أتوجه بالتحيه لهذا الشاب ولامثاله من الشباب ، ولكل الذين ضحوا بارواحهم اوتعرضوا للاذى بكافه صنوفه ، ونأمل من قيادات الحراك السياسيه تحديدا ان لا تخذل هؤلاء الشباب ، وان تعمل على تطوير حاله الوعي في عقولهم لتتحول الى ثقافه وسلوك ونمط حياه لتعميق التعايش والتسامح والتصالح واحترام الاخر بعيدا عن التطرف والغلو. وترشيد نشاطهم ليتحولوا من لغم مؤقت. !!!! الى حاله مستمره. !!! من العمل والنضال للوصول الى الهدف المنشود ، ليحققوا مالم تستطيع الأوائل .
ختاما يقول الشاعر الخالدي رحمه الله :
من ذل شل الفساله
والعافية من بغاها
ما با تجئ بالسهاله
وحق بعده مطالب
ذي با يواصل. نضاله
ما يعتبر حق ضائع
غطت عليه الجوالة
شارك برأيك
إضافة تعليق
إختيار المحرر
صحيفة الأمناء PDF