آخر تحديث :الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 - الساعة:20:28:00
الجنوبيون يقعون في الفخ مجدداً
علي ناصر البخيتي

الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

أرى أمامي بوادر لتكرار سيناريو الوحدة وما أعقبها من انقلاب على اتفاقيتها وإقصاء للجنوبيين من السلطة والثروة, قد لا يكون السيناريو بنفس الترتيب لكنه هذه المرة سيكون أكثر احكاماً وأتقن اخراجاً من سابقه.

محمد علي أحمد والصريمة كما البيض والعطاس, الهدف من الاتفاق معهم هو اضفاء الشرعية على مرحلة معينة تمهيداً للمرحلة التي بعدها, ومن ثم سيتم الاستغناء عنهم في اللحظة المناسبة.

مؤتمر الحوار ومخرجاته فيما يخص القضية الجنوبية مشابه الى حد ما اتفاقية الوحدة, بمعنى أن تحالف مراكز القوى التقليدية في الشمال سيُعطي الجنوبيين ما يريدون في المؤتمر, لكنهم يجهزون الأرضية لصراع آخر بعد الفترة الانتقالية الحالية, فكما وافق صالح على دستور دولة الوحدة سيوافقون على مخرجات الحوار, لكن تلك المراكز تراهن على الانتخابات القادمة التي ستمكنهم من شرعنة وجودها من جديد في الشمال وأيضاً في الجنوب – عبر الجنوبيين أنفسهم – مستخدمين أدوات وإغراءات السلطة والمال ومستغلين صراع الزمرة والطغمة كما حصل في حرب 94م, ومن ثم يعدلون ما يشاءون بعدها وعبر المؤسسات الجديدة التي ستفرزها الانتخابات.

الحكومة الحالية تُعتبر كارثة وطنية بكل المقاييس, فهي المنصة التي ستنطلق منها القوى التقليدية لإحكام سيطرتها على مرحلة ما بعد الحوار الوطني, فعبر هذه الحكومة يتم تجنيد وتوظيف عشرات الآلاف وإصدار مئات التعيينات في الوظائف الحساسة, والاستحواذ على مليارات من الأموال العامة لدعم مؤسسات وجمعيات دينية وخيرية محسوبة عليهم, و عبرها يتم تجيير كل مشاريع الدولة ومناقصاتها لخدمة طرف سياسي محدد, وكل ذلك يعتبر العنصر الفاعل في الانتخابات اليمنية, فالمواطن البسيط يتأثر بمن يملك زمام الأمور – سلطة ومال – في تلك الملفات تحديداً.

ومن هنا فأن القوى التقليدية تراهن على أنها ستتمكن من السيطرة علي اليمن بعد الحوار وعبر الانتخابات بعد أن امسكت بكل مفاصل وأدوات العملية الديمقراطية في يدها, وبغض النظر عن شكل الدولة, لأن سيطرتهم على مفاصل السلطة والمال في الدولة الحالية ودون اي رقابة او محاسبة او موضوعية في الادارة و مع استمرار هذه الأوضاع الى ما قبل الانتخابات المقبلة سيمكنهم من الاستحواذ على نتائج الانتخابات القادمة وبدون شك.

يقول البعض أن تلك القوى شعبيتها قليلة في الجنوب خصوصاً بعد انفضاح نواياهم في 21 / 2 / 2013 م, قد يكون هذا صحيحاً, لكن الأقلية الموحدة المنظمة التي تملك السلطة والمال يمكنها ان تسيطر على الأكثرية – الحراك الجنوبي – المشتتة التي لا تملك مالاً ولا سلطة.

حتى لا يلدغ الجنوبيين من جُحرِ مرتين, فلا بد من المطالبة بتشكيل حكومة تكنوقراط من المستقلين تدير اليمن خلال الحوار والى ما قبل العملية الانتخابية, حتى يتم تحييد كل اجهزة الدولة عن ذلك الاستحقاق, وإذا تعذر تشكيلها من المستقلين فيمكن تشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها كل القوى الممثلة في مؤتمر الحوار وبنفس نسب التمثيل وبذلك سيكون للجنوبيين نصف مقاعد الحكومة, وهذا سيساعدهم على أن يكونوا شركاء فاعلين في المرحلة المقبلة.

فلا يعقل ان يستمر الحوار وفي نفس الوقت تستمر تلك القوى وعبر الحكومة في السيطرة والاستيلاء على الأخضر واليابس في هذا البلد, وإذا ما تم تمديد فترة الحوار وبالتالي التمديد للرئيس وللحكومة فعلى اليمن السلام.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل