آخر تحديث :الاربعاء 08 يناير 2025 - الساعة:21:08:34
لنرى أي منقلب ينقلبون
ثريا منقوش

الاربعاء 00 يناير 0000 - الساعة:00:00:00

حين قبلنا الانضمام إلى تجمع "مؤتمر شعب الجنوب"، وهو مؤتمر لجماعة صغيرة من شعب الجنوب انطلقنا من قناعاتنا بضرورة أن تتوحد قوانا من أجل عدن المحطمة والجنوب البائس والإنسان الضائع الجائع فيه وبقية أنحاء اليمن المظلومة وما كنا نحسب حساب أن قيادة المؤتمر ستنقلب وكل همها وضعيتها المهلهلة لتنكث بوعودها وميثاق الشرف المسطر بيننا وهي في غمرة ساهية لا تعرف النتيجة ما هي فأي عمل يقوم على الخديعة تحت أي مبرر، ولو كانت معهم كل المعاذير، هو عمل غير شريف ولا يستحق الاحترام ولو أتوا لنا بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية أو بجمهورية المين الجنوبية، والأولى كانت أفضل حالا من التالية فقد أتت بالاستقلال، وحاولت أن تنفذ شذرات من العدالة. وأقول لمن يريد أن يلحق بما يسمى بمؤتمر الحوار الذي يعقد في صنعاء من دون أية فائدة، سوى ملاليم سيمنحونهم  إياها لمشاركتهم في مؤتمر لن يخرج بأي نتيجة غير أن ينتقل بهم إلى واقع أكثر مأساة من هذا الواقع، فهم على النار يفتنون, ذلك أن سلطة لا تستطيع أن تحمى حتى نفسها من اعتداءات تطول رجالاتها بالاغتيالات في وضح النهار في كل عواصمها من صنعاء وحتى المهرة، ومن شرقها إلى غربها وقراراتها معرضة للاستهزاء والاختراق، ورميها في المزابل، سلطة هذا وضعها كيف يتوقع منها حل مشاكل الجنوب واليمن المعقدة والمتراكمة عبر دهور، كان الأولى أن تتماسك كل القوى المستقبلية الحالمة بتغيير الواقع في كل اليمن شمالا وجنوبا, لا أن تتزاحم بالمناكب في طوابير من أجل ملاليم سينثرونها بسخرية وتعال، كان الأولى بقيادة المؤتمر أن تصمد أمام الضغوط وتقف مكانها بشموخ، من أن تلين قناتها من دون فائدة، فلا هم سيمنحون الجنوب فدرالية, ولا هم سيتقاسمون الثروة.

فقط رموا إليهم بالملاليم, أما الوعود التي أعطوها الناس, فقد ذهبت أدراج الرياح منذ اللحظة التي أعطوهم إياها, فانتم لا تمثلوننا ولا هم يمثلون شعب الجنوب الذي أردتم خداع الناس برفع اسمه للاستغفال والخديعة، وحمدا لله أنكم ذهبتم من أنفسكم، اختفيتم ثم ظهرتم، وكأننا في مسرح الكركوس، ولن تضروا الجنوب في شيء، فهو صامد، ولن نتحاور إلا حوار الندية، الند بالند, قامات من هنا وقامات من هناك سنجلس بإذن الله تعالى نحن وإياهم من دون واسطة، لا بن عمر ولا غيره إقليميا ولا دوليا، فقد سُحقت مكانتهم بالنقود والذهب.

سنجلس بمعية الله عز وجل وإرادته في أن يكون لنا شأن عظيم، سننتزعه من كل من يريد أن لا يقوم للجنوب ولا لليمن قائمة, وأن يبقى رهن إشارتهم وتخرصاتهم، أصحاب المشاريع الأسرية الصغيرة اليمن عملاق من دونهم, والجنوب حامل قضية ورسالة عظيمة، قد لا يحس بها الناس ولا يدركونها الآن، لكن الأيام ستجلي الصدأ عنها ليحتضنوها، ويتلقفها عمالقة يؤثرون الناس على أنفسهم ولو كانت بهم خصاصة, لا يهرولون من أجل دراهم، أو وعود باطلات أو من أجل أحلام واهيات، أما ما يحدث فهو خرط وبقايا أمان فاضيات، راحت عليك يا صاحب الورع البارد، فلا أنت في هذه وجدت شيئا، ولا في تلك سيكون لك مجال، فمن يحصد الريح لا يجنى غير تبن، كنا نريدكم من العمالقة فانتزعتم أنفسكم لتكونوا مع أقزام، فلكم ما شئتم، أما نحن فالقافلة بنا ستسير, إن أرادوها تفاهما نديا وجنحوا للسلم جنحنا, وكان الله بيننا هاديا ودليلا، وإن لم يجنحوا معنا للسلم، كان الله لنا معزا ونصيرا، أما أنتم يا أهل الحوار فاعطوا لكل ذي حق حقه إن استطعتم ولو نظريا, ولا تبخسوا الناس أشياءهم ، فالزمن زمن مساواة كاملة بين الناس، فلا رعية ولا سادة ولكن مواطنة متساوية، فلا سفير ولا شيخ كبير يتحكم، بل دولة مدنية عصرية توجد قيما ومفاهيم جديدة, ذاك ما نطمع إليه والله هو المدبر العظيم ولا أحد سواه.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص