آخر تحديث :الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 - الساعة:01:04:31
عن استحالة الخروج من الحــمّــام
صلاح السقلدي

الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

حتى ليلة البارحة كنتُ أظنه لازال هو ذلك الثائر نصير المقهورين والمسحوقين والأكاديمي ذو المكانة العلمية والاجتماعية المرموقتين الذي عرفته قبل و في غمرة الثورة- أو بالأصح الأزمة - التي عصفت بوجه الرئيس اليمني المنصرف علي عبدالله صالح عام2011م, قبل أن يكشف كغيره من ثوار الزيف الحزبي المتدثرين برداء الوطن وجلباب الدين السياسي أقنعتهم بمحادثة بيني وبينه عبر برنامج التواصل الاجتماعي الفيسبوك. فمن غير حتى السلام عليكم دخل عليّ صاحبي بقوة من نافذة المحادثة الخاصة بالفيسبوك بعبارة تتأبط عصبية وتطفح غضبا وشراسة بقوله:( هل تعتقدون انتم بالجنوب أن دخول الحمّــام زي خروجه..؟) فخروجكم من مستحيل فانتم تحلمون .! ). انتهى كلام صاحبي.!

ومن غير أن أجهد نفسي بتفسير كلامه فقد عرفت قصد صاحبي بعبارته النارية هذه, فهو دون شك يقصد المطلب الجنوبي المعروف( بفك الارتباط واستعادة الدولة). فظهرت على قسمات وجهي مخايل الدهشة والاستغراب ليس من إنكار صاحبي على الجنوبيين حقهم بالمطالبة باستعادة دولتهم بعد ان أمعن الطرف الشمالي بطغيانه وعجرفته وبعدما جعل حزب صاحبي هذا وشركاؤه الوحدة جثة مسجاة على مذبح النهب والتفيد, ولكن الدهشة تملكتني من صفاقة أسلوبه ووقاحته بالتخاطب بعدما ظننتُ ظني فخاب ظني من انه ثائرٌ من النوع العسر جدا. فكررتُ قراءة الرسالة عدة مرات وقد علت في شفاهي بسمة استهزاء من ان يكون دخول مشروع كبير كمشروع الوحدة في نظر هؤلاء القوم أشبه بدخول الحمام, مقابل اعتقاد الطرف الآخر( الجنوبي) انه بدخوله هذا المشروع الكبير غداة يوم 22مايو 90م قد دخل جامع طهورا ومحرابا نقيا.

الآن فقط عرفـتُ لماذا الطرف الآخر دخل الوحدة في ذلك اليوم برجله اليسرى وهو يتمتم:( اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث)حتى إذا ما أتته الفرصة بصيف قائظ بذلك العام 94م تطهّـر من رجس شريكه الوحدوي ومن خبثه وخبائثه.!

الغريب بالأمر ان صاحبي وقومه يستغربون بل ويستهجنون مطالب الجنوبيين الداعية لفك الارتباط أو بالأصح مطالبهم بالخروج من الحمّــام وهم -اي الجنوبيون- يتمتمون أيضا :(الحمد لله الذي ابعد عن الأذى وعافاني...). وبذات مقدار الغرابة يكون التساؤل :لماذا يصر صاحبي وحزبه المتدين جدا جدا بالبقاء داخل الحمام- أعزكم الله وصان قدركم- كل هذه المدة و إلى ما لانهاية؟.!

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل