آخر تحديث :الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 - الساعة:15:38:56
يا حكومة (الوفاق) سلميها لـ (الرفاق)
عبدالرحمن نعمان

الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

من خلال سفرياتي إلى اليمن الشمالي قبل إعلان 22مايو1990م لسنوية كل عطلة صيف استطعت أن أصل – حينها – إلى أحلام وأمنيات كل مواطن شمالي ممن ألتقي بهم ونتحدث عن أوضاعنا في الجنوب والأوضاع في ج.ع.ي (الشمال).

كانت أحلامهم أن تتحقق الوحدة اليمنية لينفضوا الظلم وكابوس الحكم القبلي المتخلف النازل عليهم من (جبال مطلع) و(الجاثم) عليهم منذ عقود من الزمن والذي يفرض عليهم (الجبايات) بمسميات مختلفة دون مقابل حتى أنهم لم يكن متوفرا ولم تكن الجمهورية بعد انقلاب 26 سبتمبر 1962م، لها أي مظهر إلا بـ (العلم) وتغيير البزة العسكرية وإلغاء ما كان يسمى بـ العسكر (البراني) وتقليد المصريين في شعار النسر.

وكانوا يأملون بعد تحقيق الوحدة أن يتغير نظام (ج.ع.ي) بنظام (ج.ي.د.ش) على الرغم من الأخطاء التي ارتكبت منذ نيل الاستقلال في 30 نوفبمر1967م فالفرق كبير بين حياة المواطن قبل 22مايو1990م في الجمهوريتين.

فلا قانون ولا نظام ولا قضاء عادل ولا أمن ولا استقرار في الشمال وفي ظل الجمهورية.. وكان حكم الإقطاع الرجعي المتخلف هو البارز ولا رمز إلا الشيخ طبعا باستثناء فترة الحمدي القصيرة التي تآمر عليها الإقطاع القبلي المسلح ومراكز القوى القبلية في الجيش والأمن.

وبعد اعلان الوحدة في نهار 22مايو1990م لم يتحقق الحلم المراد فقد طغت القبيلة على السلطة وحيكت المؤامرات لمنع انتقال نظام حكم الجنوب بديلا لنظام (اللا نظام) الذي كان يعيش في ظله المواطن في الشمال (ج.ع.ي) من خلال بند (الأخذ) بـ (الأفضل) من النظامين قبل 22مايو1990م وكانت حرب صيف 1994م هي (المقص) الذي قطع خيط الأمل.. الأمل في التغيير نحو الأفضل في حياة اليمنيين في (ج.ع.ي) قبل مواطني (ج.ي.د.ش) .

أعتقد أن الإطالة لا تفيد.. فإن أردنا أن ننام آمنين على أرواحنا وممتلكاتنا أو أردنا أن تكون لـ (اليمن) جنوبا وشمالا، شرقا وغربا دولة مدنية حاضرة يلجأ إليها المواطن في صعدة أو في المهرة أو في الضالع أو في الحوطة (لحج).. أو في أي مكان فإن الثلاثة والثلاثين عاما أثبتت أن (الرفاق) هم من يمكنهم التغيير.. فهم لن يترددوا أو يتراجعوا عن أي قرار يصدر من جانبهم، كما حدث لقرارات رئيس (الوفاق) عندما أصدرها لـ (هيكلة) الجيش.. ولن يتراجع عن قرار منع حمل السلاح أو إدخاله إلى المدن الرئيسية مهما كان موقع حامله.. ولن يجعل للشيخ محكمته وسجنه الخاصين به وللرعوي سجانه الخاص.. سيكون الجميع مواطنين يحتكون للنظام والقانون وليس للقبيلة.. لن يترددوا أن يميزوا بين قبيلة وقبيلة إن أصدروا قرارا يمنع استخدام السلاح في القرى إلا في مناسبات فرائحية ففي ظل حكومتهم لن يحتاج صاحب الأرض إلى حماية أرضه إلا بما يثبت حقه من خلال وثائق ومستندات ولن يحتاج أيضا إلى من يحرسها ليلا من اللصوص فعيون حكومة (الرفاق).. لن تنام ليلا ولن تغفل نهارا بكل تأكيد.

وطالما.. أن حكومة (الوفاق) لم تستطع أن تغير أوضاع الأمن والقضاء والإدارة حتى صارت مساوئ المخلوع مصدر نقد لممارسات حكومة (الوفاق) في قنوات (المخلوع) الفضائية والإلكترونية والورقية.. وعليه يجب أن تعترف حكومة (الوفاق) بفشلها في التغيير وتسلمها (الحكومة) لـ (الرفاق) لتتحقق أماني وطموحات الشعب في اليمن الشمالي قبل الجنوب الذي نهبت ثرواته باسم الوحدة المزعومة وتوزعت بين رموز مشائخية قبلية بينما يتوزع المواطنون الفقر والموت جوعا أو قتلا وأملاكهم يتوزعها الرموز النافذة ومراكز قوى الإقطاع في القبيلة أمام أعينهم مع احترامي لقلة في حكومة (الوفاق).

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل