- د . عبدالجليل شايف: مشروع الوحدة اليمنية انتهى والجنوب ليس قضيته استعادة الدولة الجنوبية فقط
- استمرار الأعمال الإنشائية لمدرسة النقوب في نصاب بتمويل إماراتي
- الرئيس الزُبيدي يُعزَّي في وفاة المناضل حداد باسباع
- قيادة اللواء الثاني دعم واسناد تنفي اشاعات انسحاب اللواء من وادي عومران
- أبرز اللقاءات والتحركات الدبلوماسية للرئيس القائد عيدروس الزٌبيدي مع سفراء دول العالم
- وزير الدفاع يترأس اجتماعاً موسعاً بساحل حضرموت ويشيد بالإنجازات العسكرية
- وفد الوزارة يتفقد عدد من المشاريع المدارسية في مديرية خنفر بمحافظة أبين
- الكويت: نؤكد دعم جهود السلام في اليمن
- إحباط محاولة تسلل للحوثيين في تعز
- دهس طالب جامعي في إب
الجمعة 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
لو كان في الجو مطر.. كانت غيمت، هذا هو حال القضية الجنوبية اليوم، لا يختلف حالها عن حال الأمس من حيث الجدية والرغبة الحقيقية لمعالجتها، فلا يزال منطق الأمس هو السائد في المشهد السياسي من حيث الفهم للوحدة وبثوبها المقدس بغير حقيقتها، لا عن كونها مشروعا سياسيا وشأنا من شؤون الدنيا، وأنه ليس هناك ما هو مقدس عدا كتاب الله وسنة رسوله وأن ما دون ذلك هو محل نظر وتشاور واجتهاد كما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم على لسان عائشة رضي الله عنها "أنتم أعلم بأمر دنياكم"، فسلطة الأمس ومنذ تلك الحرب الظالمة على الجنوب في 94م ظلت طيلة سنوات حكمها تردد شعارها الدموي "الوحدة أو الموت" دون خجل أو استحياء، وجعلت منه وسيلة لتبرير أفعالها وتصرفاتها، سفكت من خلاله الدماء واستباحت الأرواح وانتهكت الحرمات ونهبت الثروات، وجعلت من الجنوب الحديقة الخلفية لها وبقرتها الحلوب التي يعود خيراتها لصالح القلة من المتنفذين والمتمصلحين، وحولوا قضية الوحدة من قضية شراكة إلى قضية ضم وإلحاق، ينم عن حقد دفين في نفسيتهم المريضة، تحول معه الأمر إلى عملية انتقام وتصفية عن طريق السلب والنهب لخيرات وثروات الجنوب وتصفية كوادره وكفاءاته والرمي بهم في صندوقهم التقاعدي المبكر، منهم من مات بحسرته ومنهم من ينتظر، وتعاملت مع تلك الأصوات التي كانت تنادي بإصلاح مسار الوحدة حينها من زاوية المنتصر والمهزوم، على أنهم من المرجفين والخونة الذين يستحقون العقاب والملاحقة، وأن ليس لهم مكان سوى المعتقلات والسجون، الأمر الذي أفرز معه الواقع ذلك الحراك الشعبي والسلمي منذ العام2007م.
وهو ما استجابت له قطاعات واسعة من الناس بمختلف تركيباتهم الاجتماعية ممن يرفضون ذلك الواقع والذي كان ردا طبيعيا لما ترتب على تلك الحرب من نتائج كارثية انعكست على حياة ومعيشة الناس وتحديدا في الجنوب، مما يفسر تلك القاعدة عند علماء الاجتماع والتي مفادها "أن أي تأزم في المستوى السياسي يخلق انفجارا في المستوى المدني" وهذا ما نحن عليه الآن حيث مازالت الأمور تسير بالمنطق القديم نفسه، والعجيب في الأمر أنهم يريدون من الطرف الآخر القبول به بمنطقهم نفسه وهو من حسم خياره باتجاه آخر وليس طرفا في التوقيع على المبادرة الخليجية ولا ملزما بالاعتراف بالمؤتمر المزمع انعقاده في مارس القادم . والحقيقة أنهم هم من يضعون الشروط المسبقة عندما يريدون من الآخرين التحاور حول القضية الجنوبية ولا يزال منطقهم يستبعد خيارهم، ولم تتولد بعد القناعة به ويصرون على ذلك السقف المهترئ والذي قد يسقط على رؤوس الجميع إذا ما تم المضي في ذلك دون العودة إلى أساس ذلك السقف الخرب والذي لا يجوز الاستمرار والبناء عليه ما لم يتم العودة إلى نقطة انحراف مسار الوحدة والدخول في حوار ندي يلامس جوهر القضية لا قشورها، فما يجري اليوم على صعيد الواقع هو احتقان وغضب شعبي عارم نتيجة لعدم وجود آذان صاغية حتى الآن لتلك الأصوات في الشارع، والإصرار على التعامل معهم على أساس كونهم "أصوات نشاز" دون التمعن في قراءة الواقع بأن هناك قوى تريد خلط الأوراق وتقوم بارتكاب حماقات وسلوكيات هي مستهجنة من الجميع ومع ذلك يراد إلصاقها بقوى الحراك السلمي لكبح جماحها بعد أن عجزوا عن التعاطي معها .
فالمليونيات التي تخرج اليوم من كل أرجاء الجنوب هي ليست عبثية كما يصورها البعض، فقد أضحت رقما صعبا لا يمكن تجاوزه لا بالحسابات التكتيكية ولا بالمليونيات المضادة، وإنما في اعتقادي من خلال حوار من نوع آخر يتناسب وحجم القضية يكون سقفها السماء وبخياراتها المفتوحة، لا عن كونها قضية ضمن الحوار كما جاءت بها المبادرة الخليجية، وإن تطلب الأمر القبول بمبدأ الاستفتاء عليها من قبل الشعب الجنوبي وتحت الإشراف الدولي، وأن ما يترتب على ذلك من نتائج في ظل انتخابات نزيهة وشفافة فإنه لن يكون إلا تعبيرا صادقا عن إرادة الأغلبية التي ينبغي احترامها وبسطها على الواقع .