آخر تحديث :الاربعاء 07 اغسطس 2024 - الساعة:20:04:49
وحدة نهبت وثورة سرقت
برهان مانع

الاربعاء 00 اغسطس 0000 - الساعة:00:00:00

إن الوحدة التي كنا نحلم بها هي الوحدة التي تعيش وتصمد.. أي وحدة الأخوة والحرية والعدالة والمساواة..

وليست وحدة النهب والقتل ووحدة العيوب.. أين الوحدة التي كنا نحم بها ، وحدة أحسن ما في الجنوب، وأحسن ما في الشمال ، وحدة قادرة على مواجهة العواصف والأزمات.

فأين الوحدة الحقيقية التي أحبها واقتنع بها الناس ، ففي اعتقادي أنها قد ماتت وما تبقى هو وحدة تهتف بها بعض الحناجر التي تمارس علينا فرض الوحدة بالقوة، معتقدين أن إخراج مظاهرات مليونية أبو ألفي ريال عبر احتلال شارع أو ميدان هو تعزيز وترسيخ للوحدة المنهوبة متناسين أن الهدف السامي من الوحدة هو القوة وإعطاء الشعب مزيدا من الحقوق لا تسلب منه حقا واحدا من الحقوق .

ولقد عشنا عشرين عاما ندخن سيجارة الأوهام الوحدوية الكاذبة، فقد ضاق صبرنا وسجلنا أرقاما عالمية في الصبر حتى أصبح اليوم اللص يتهم الجنوبي بأنه قاطع طريق وأصبح العبد يتهم الجنوبي بأنه أجير.. واليوم يطالب الجنوب باسترداد الحق المنهوب، لكنها في نظرهم جريمة ترتكب في حق الوطن, لهذا تمارس على الجنوب أساليب القمع والغابة في الانتقام وخلف ستار حوار ، ديمقراطية، إخاء ومحبة.

لكن الحقيقة هي اعتقالات.. قمع الحريات.. وقتل أبنائنا بدم بارد ، بل تكريس العنف المفرط الذي سوف يفسد طعم الحياة للناس الآمنين، بل هو مولد شرعي لدكتاتورية جديدة.

واليوم أريد أن أسأل شعوب العالم..

هل من الممكن أن نصبر أكثر مما صبرنا؟..

هل من الممكن أن تحتمل شعوب الربيع العربي ما يحتمله شعب الجنوب من ظلم؟..

ولكن نصحنا من بعض العقلاء أن نقتسم معهم الوطن من أجل حماية الوحدة، لكن اللصوص تعاملوا معنا على طريقة (القرد وقطعة الجبن).

ورفضوا أن يردوا لنا نصف خير الأرض التي اغتصبوها وليس من حق كل جنوبي أن ينادي بالحرية والعدالة ..فلماذا يدهش العالم اليوم إذا قتل جندي صهيوني ولا يدهش عندما يذبح الجنوبيون منذ 2007م، والجرائم مستمرة حتى يومنا هذا ..هل ذبح الجنوبي حلال؟

فما هو اليوم موقف الثوار في صنعاء وكل الساحات أصحاب الحرية والعدالة وبناء الدولة المدنية الحديثة؟ هل تشاهدون ؟ ألا تسمعون صرخات الجنوبيين تهز الدنيا؟ أين أنتم أيها الشرفاء الذين ذرفنا دموعنا ودقت قلوبنا معكم في ثورتكم.. أما أن ثورتكم سرقت وانفض المولد واقتسم الكعكة أبو شريحتين والسبب معروف أن مدارس (بادر مانينهوف) مازالت تنجب تلاميذ مدرسة الطغيان.

كم كنا نتمنى أن يكون شباب الثورة في صنعاء وكل الساحات هم الصورة لا إطار الصورة.. بل هم النور لا الظل؟.. وهم الحقيقة لا الخيال.. لهذا ما زال الكرباج هو الكرباج والاستبداد والظلم مستمر وتداس العدالة بالأقدام لأن الثورة سرقت!! وحرم الشعب من الحرية وما زالت البلد تنهب مرة أخرى.. لكن كل يوم يمر يزداد إيمانا بأننا عبر الحرية نستطيع في الشمال والجنوب أن نستعيد ما فقدناه بالاستبداد ونتفادى الأخطاء التي ارتكبت ضد هذا الشعب الطيب الذي حلم بالوحدة العادلة والثورة الحقيقية.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص