الجمعة 00 سبتمبر 0000 - الساعة:00:00:00

ماذا تعمل عندما تتقدم للمحكمة وتعرض ملف قضيتك العادلة الواضحة كوضوح الشمس في طالعة النهار وتثبتها بالبراهين ولا تستجيب لك عدالة المحكمة؟!

ماذا تعمل عندما تعرض لقاضي المحكمة راية بيضاء وعليها حمامة المحبة والسلام وتخاطبه قائلا: سيدي القاضي هذه أمامك راية بيضاء فهل توافقني ؟، فيقول لك: لا لا لقد كانت في الأصل راية حمراء حمراء عليها جنابي لكنك صبغتها باللون الأبيض؟؟

ماذا تعمل عندما تتحدث وتصرخ لكل العالم المدني الحر ، حيث العقول والديمقراطيات والتكنولوجيا والحضارات وتخاطبهم بأعلى صوتك قائلا : يا سادتي لكن هذه الراية التي أمامكم والتي تشاهدونها بأعينكم هي راية بيضاء، فهل تتفق معي عدالتكم على هذا؟ فيقولون لك كلهم بصوت واحد: لا لا لا إنها راية حمراء حمراء لونها فاقع يسر الناظرين!، وبجانبها قرون ثور يحتفل به كل الزائرين.

ماذا تعمل عندما تقول لعدالة المحكمة في الأرض: يا سادتي نحن أربعون عاما ننام في الظلام والعراء ولم يتمكن الساسة من إصلاح طاقة كهربائية للبلاد والعباد حتى ينام الناس بسلام واستقرار.. فهل أنتم معي؟ فيقول لك قاضي محكمة العدل الدولية: لم نأت لنناقش قضية الكهرباء.. لكننا جئنا لنناقش قضية الوحدة والتنمية والبناء، فإن يد الله مع الجماعة!!

ماذا تعمل حينما تقول للقاضي ياسيدي، لقد رأيت خمسين شخصا يحرقون أرضا ويدمرونها ويسفكون الدماء فيها ويسرقون وينهبون فلم أذهب معهم ولم أشاركهم هذا الدمار بل وقفت وحدي بعيدا عنهم فهل أنا مخطئ؟ فيقول لك القاضي: نعم أنت مخطئ فلا ينبغي لك البقاء وحدك لأن يد الله مع الجماعة!!
ماذا تعمل حينما لا يصغي إليك أحد؟.. ماذا تعمل عندما تتبدل الأرض غير الأرض والسماء غير السماء والناس غير الناس والقيم والمبادئ غير القيم والمبادئ!!

لا تتهور ولا تتخبط ولا تنهر.. فقد خذ رايتك البيضاء واعلنها للملأ قائلا: هذه قضيتي يا رب وأنت وحدك خير الشاهدين.. اللهم إن عبادك عن الصواب تائهون وعن العدل غائبون وللصلاح رافضون..

حينما تتبدل النفوس غير النفوس وتتبدل العقول، حينما تختفي معالم الإنسانية وتجري الأنفس لاهثة خلف الظلم والأباطيل.. حينما تزهق الأرواح وتسفك الدماء وتهتز فوضى وعبثا ودماء.. حينما يغيب الأمن والأمان ويشيع الظلام والفوضى والفتن.. حينما تغيب الرؤية عن دعاة الحق والصلاح عندها فقط تأكد أنك وشعبك على الصواب و الحق سائرون وأن أقزام وسلاطين الأرض يسوقون أنفسهم نحو هاوية الهلاك المحتوم.. تبسم وارفع أصوات مآذن الصلاة واركع مع الخاشعين ونظم عمل رايتك البيضاء وانشرها على الجبال والسهول والأودية وعلقها على جناح حمامة زاجلة لتجول الأرض من أقصاها إلى أقصاها ..وعندها فقط اعلم يقينا أن بيت الظالم خراب ولو بعد حين.