آخر تحديث :الجمعة 19 ابريل 2024 - الساعة:10:12:09
إلى كل من يهمّه الأمر في عدن
نشوان العثماني

الجمعة 00 ابريل 0000 - الساعة:00:00:00

قُطعت الطرقات في عدن العام 2011 في كل من المنصورة والمعلا, وظلت مقطوعة لأكثر من عام. فٌتحت إحداها بعد كل ذلك باستخدام القوة, وفُتحت الأخرى باتفاق بعد فشل استخدام العنف من قبل الأجهزة الأمنية.

قبل الانتقال إلى الحديث عما يجري اليوم: قطع الطرقات والشوارع خطأ وعمل لا يتناسب مع المشاريع السلمية والقيمة الحقيقية للنضال الثوري السلمي. قطع الشوارع يأتي ردة فعل للعمل الهمجي الذي تقوم به السلطات الأمنية, فتزيد معه الأخيرة ضراوة ووحشية, وهي تقنع نفسها والعالم أو تحاول ذلك بأنها امتلكت الحق في القمع طالما هناك من يمنع الناس من المرور في شوارع عامة.

اليوم تكررت أعمال قطع الطرقات والشوارع؛ ردًا على ما حدث أول من أمس الخميس. وما حدث قبل أمس مُدان, وأظهر الصورة الحقيقية البشعة جدًا لحكومة الوفاق ولنظام هادي.

لكنني أقول: لما قُطعت الطرقات عام 2011 كان (الثوار الجدد) مشغولون ببعضهم في صنعاء, غير أنهم اليوم عصبة واحدة إزاء ما يجري في الجنوب. من الحكمة [بعد القيم الإنسانية المحرِمة للعنف] أن لا تُقطع الشوارع, وأن لا يتم التضحية بالشباب وإراقة مزيد من الدماء.

كل من يقتل اليوم في الجنوب ويُصاب هم من الشباب, ومعظم هؤلاء الشباب يتم الدفع بهم بطريقة أو بأخرى, أو يتدافعون من تلقاء أنفسهم, دون تنظيم ودون قيادة نتيجة المعاناة, ونحن أمام نظام قمعي؛ هو ذاته نظام صالح مهما كان حجم التغيير الطارئ قبل عام.

قادة الحراك الجنوبي – في الداخل والخارج – تقع عليهم مسئولية كبيرة جدًا. إن تساهلهم وعدم مساعدتهم على تنظيم صفوف الحراك؛ صفوف الشباب, يدخل ضمن إطار المسئولية عن الدماء التي تسقط.

ومن ثم فإن أهم ما تقتضيه مصلحة القضية الجنوبية هو تنظيم وحسن قيادة قطار الزخم الجماهيري وتوحيد الجهود بين المكونات وعدم إعطاء أي فرصة أو ثغرة لنظام صنعاء الدموي وحكومة الوفاق الوقحة وهذا الرئيس المدلل [دوليًا] المشارك في كل جريمة تحدث؛ عدم إعطاء أي فرصة أو ثغرة يسهل معها من خلالها قتل وضرب المتظاهرين.

ونصيحتي: على كل من يفكر أن مزيدًا من الأرواح ومزيدًا من الدماء يشكل رافدًا قويًا لصالح القضية الجنوبية أن يعيد مراجعة قوانينه الأخلاقية والإنسانية. التضحية بالشباب والدفع بهم أو السماح لهم للاندفاع دون تنظيم أو قيادة كل ذلك يعد جريمة أخلاقية وجنائية وسياسية لا تغتفر بحق أبناء الجنوب وبحق القضية الجنوبية.

الحراك الجنوبي سلمي, وسيستمر سلميًا, وفقط هو بحاجة إلى قيادة حكيمة و(جديدة), لا قيادة تاريخية شاخت بفعل الزمن؛ لها ما لها وعليها ما عليها.

الرحمة والغفران لكل الأرواح التي صعدت إلى بارئها ظلمًا وعدوانًا. الصبر والسلوان لأسر الضحايا.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص