آخر تحديث :الاربعاء 07 اغسطس 2024 - الساعة:18:00:54
لا لن ننسى الدرويش أيها السادة
نعمان الحكيم

الاربعاء 00 اغسطس 0000 - الساعة:00:00:00

قال شاعر جاهلي أيام معارك (داحس والغبراء) في ايام العرب الشجعان.. وقصة الزير سالم وابن عمه كليب.. قال :

"قربا مربط النعامة مني

     لا نبيع الرجال بيع النعال".

وهو قول نردده اليوم إزاء الجرائم التي ذهب ضحيتها عدد من شباب عدن الأبرياء.. ولعل أبرزهم ابننا الشهيد أحمد الدرويش ابن حي السعادة المسالم الشهم الذي كان مثالا للرجولة والشهامة والإغاثة وتلبية دعوة المظلومين ونصرتهم في موقف كان يمثل فيه شباب الجنة في هذه الدنيا الفانية.

الدرويش, كان من اسمه الذي يعني كل تلك الصفات من قواميس العرب فهو الشاب الذي غدرته به قوات الأمن (غير الأمينة) ومديرها الأسبق الذي ظهر علينا اليوم بشكل مستفز معتقدا أن أبناء حي السعادة وعدن كلها قد نسوا الدرويش البطل الذي فتكت به القوات الغاشمة في موقف جبان وأضاعت مستقبلا طامحا نبيلا لحياة حرة كريمة، وهو آمن لم يظهر كيدا لأحد، بل كان أحد المدافعين عن الناس ومنهم رجال الأمن.. وهذا ما شهد به كل من عرفه وعاش معه حتى اللحظات الأخيرة.

اليوم نسمع كلاما نشازا يحاول طمس ما جرى في عدن، وكأن الموضوع ليس إلا (قاعدة) أو كما يتندر البعض فيقول :"قاعدة .. راهدة" وهي مدن يمنية معروفة, لكن حرمان أسرة طيبة من ولدها الشاب وبطريقة بشعة لا يمكن أن ينسى أبدا أيها السادة.. فالقتل جريمة لا تسقط بالتقادم، حتى ولو كنا اليوم فيما نسميه (تسامح وتصالح)..فالقتلة المتعمدون، لا تسامح معهم ولا مصالحة, خاصة لو كان القاتل هو من يحمي أمر من هو مكلف بحماية الناس ..الخ.

أحمد الدرويش قتل ظلما وغدرا ومن رآه مسجى على فراش الموت لا يظنه إلا نائما بوجه مشرق وملامح لا تجد فيها إلا البراءة والابتسامة وهو ما ينفي التهمة الموجهة إليه, تغطية لفعلهم المشين.

هذه الكلمات نقولها للأستاذة رحمة حجيرة التي قدمت لقاء مع مدير الأمن السابق أو الأسبق لعدن في قناة (اليمن اليوم) قبل أيام واستفزتنا بتجاهلها لتلك الجرائم الملتصقة بذلك الرجل وبضمنها الجريمة التي ارتكبت بحق صحيفة "الأيام" ظلما وزورا وبهتانا وبحق ناشريها الكرام وأسرتهم العزيزة.. كل ذلك لم تعره ابنة حجيرة اهتماما ونرجو منها أن تفكر بهذه القضايا وأن تعد لها حلقات لعرضها للرأي العام، لعل في ذلك تفنيدا لما يقوله هؤلاء وأولئك وحتى لا تذهب دماء الشباب هدرا وهم في أمن وعلى حين غرة وممن, من رجال يفترض بهم حماية دماء الناس وأعراضهم.

الدرويش الغالي رحل جسدا, لكنه يظل فينا فعلا وموقفا وأخلاقا وهي سمات وسجايا أهل (حي السعادة) الذين تربيت فيهم وعشت معهم أحلى سني  عمري التي بلغت اليوم الستين.. وما زلت أكن لهم المحبة والاحترام.

الرحمة لك ايها الابن الجميل, جمال خلقك وروحك التي عادت لخالقها جل وعلا، ولكن بفعل قبيح من أناس أقبح وستظل ينطبق عليك ما قاله أبو جبير سلفا:

لا نبيع الرجال بيع النعال

ولأسرتك ونحن جزء منها الصبر حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص