- خطوات عملية لمحاسبة الفاسدين في الحكومة اليمنية.. وقف العقود المشبوهة
- مياه السيول تجرف سيارة مواطن بمضاربة لحج
- أمريكا تعرب عن قلقها من ظروف احتجاز الحوثيين لموظفي سفارتها وموظفي المنظمات
- محافظ حضرموت يبحث مع منظمة نداء جنيف تعزيز بناء القدرات حول القانون الدولي الانساني
- أسعار الذهب اليوم السبت 23-11-2024 في اليمن
- درجات الحرارة المتوقعة اليوم السبت في الجنوب واليمن
- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الجمعة بالعاصمة عدن
- د . عبدالجليل شايف: مشروع الوحدة اليمنية انتهى والجنوب ليس قضيته استعادة الدولة الجنوبية فقط
- استمرار الأعمال الإنشائية لمدرسة النقوب في نصاب بتمويل إماراتي
- الرئيس الزُبيدي يُعزَّي في وفاة المناضل حداد باسباع
السبت 30 نوفمبر 2024 - الساعة:01:51:36
في الشبكة المعقدة من الديناميكيات الجيوسياسية والنزاعات اليمنية، تظهر مفارقة غريبة تتحدى جوهر الوحدة والانفصال. إن الذين يرفضون استقلال الجنوب عن الجمهورية العربية اليمنية بحجة الحفاظ على الوحدة هم انفسهم الذين يدعون في ذات الوقت الى تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم، مع علمهم المؤكد بأن هذه الأقاليم قد تعلن في نهاية المطاف استقلالها تحت راية تقرير المصير، المنصوص عليها في القانون الدولي.
والمفارقة واضحة - فأولئك الذين يعارضون بشدة استقلال الجنوب يدركون تمام الادراك ان حق الجنوب التاريخي في الاستقلال، المتجذر في ماضيه كدولة مستقلة ذات سيادة قبل اندماجه الطوعي عام1990م مع الجمهورية العربية اليمنية التي انقلبت عليه واحتلته عسكريا في وقت لاحق، هو حق قانوني ومشروع ولا يمكن تجاهله او انكاره. ومع ذلك، فإن نفس القوى التي تدعو إلى الوحدة تبدو غير منزعجة من احتمال تقسيم اليمن إلى عدة دول عبر مشروع الاقاليم الذي تتبناه، وفقا لما ينص عليه القانون الدولي.
إن الاستعداد لتأييد تقسيم اليمن بشماله وجنوبه إلى دويلات متعددة مع رفض دعوة الجنوب للانفصال في الوقت نفسه يثير تساؤلات حول الدوافع والنوايا الحقيقية لتمسكهم بالجنوب. إن المفارقة المتمثلة في دعم مشروع الاقاليم وإنكار حق الجنوب في الاستقلال تؤكد على التناقض الأساسي في خطابهم ومواقغهم.
فهل هولاء الذين يناصرون اليمن الموحد وحديون فعلا، أم أن أفعالهم وخطاباتهم تكشف عن تناقض أعمق تجاه المستقبل السياسي للبلاد؟ إن التناقضات الكامنة في رفض انفصال الجنوب مع تأييد تقسيم اليمن إلى عدة اقاليم تشير إلى واقع أكثر دقة وتعقيدًا يتحدى المفاهيم التقليدية للوحدة والتماسك.
وبينما يتصارع اليمن مع مستقبله السياسي ويسعى إلى التغلب على تعقيدات تاريخه وهويته، فإن مفارقة الوحدة ومشروع الاقاليم تؤكد الحاجة إلى التفكير المدروس والحوار والمشاركة مع الأصوات ووجهات النظر المتنوعة التي تشكل مسار البلاد إلى الأمام. ويكمن حل هذه المفارقة في احتضان تعقيدات المشهد السياسي اليمني شمالا وجنوبا، والاعتراف بالفروق الدقيقة في تاريخه، ورسم مسار نحو مستقبل يحترم تطلعات وحقوق الشعب الجنوبي وتضحياته.