آخر تحديث :الثلاثاء 07 مايو 2024 - الساعة:01:19:13
من تحرير المحتل .. الى إحتلال المحرر..!
احمد سعيد كرامة

الثلاثاء 26 مايو 2023 - الساعة:16:07:31


السياسة رمال متحركة تلتهم كل من يقف بطريقها دون رحمة أو شفقة ، يسقط في قعرها الساذج البليد الذي لم ولن يتعلم من تجارب الآخرين وأخطائه الكارثية المدمرة المتكررة ، لا عداوة أبدية بالعرف السياسي ، هناك مصالح تحدد متى وأين وكيف نصبح أعداء أم أصدقاء .

للمرة المليون أكرر أن الاستفراد بالقرارات المصيرية والغرور والتخبط تؤدي دائمآ إلى نتيجة حتمية وهي الفشل وضياع الفرص التي لن تعوض أبدا في غير هكذا مرحلة إستثنائية ، أهل الثقة من المقربين معظمهم غير جديرين بالثقة هكذا علمتنا الحياة والأحداث والأزمات والحروب ، تقريب المقرب من أجل السيطرة التامة والأحكام على قبضة السلطة والاستحواذ عليها بصورة إنتهازية إقصائية يعني تخريب المخرب كما هو حالنا اليوم .

بالون العليمي الاختباري أنفجر بوجه قبل إطلاقه في سماء جنوبنا الحبيب الذي دفع ثمنا باهظا جدا جدا كشعب وأرض في سبيل عودة دولته الضحية ، لا خيار أمام قيادة المجلس الإنتقالي الجنوبي إلا ركوب موجة غضب الشعب الجنوبي الذي عاش الذل والهوان في عقر داره عدن من قبل شرعية التآمر والخيانة والخداع .

ثمان سنوات كانت كافية وكفيلة لمعرفة نوايا الجميع التي صدقها العمل الشيطاني على الواقع  ، وأربع سنوات من عمر إتفاق فخ الرياض ومشاوراته الأخيرة تكفي لمعرفة ما يحاك ضدنا ليل ونهار لاسقاطنا مرة أخرى في قبضة حكام باب اليمن الجدد ، لا يوجد شعب بالدنيا يستسلم أو يهزم مهما كانت الظروف والمؤتمرات والدسائس والأزمات المفتعلة لتركيعه وترويضة .

علمنا التأريخ أن حروب عالمية كان مصدر شررها فرد واحد وبصورة فردية أشعلها دون إذن أو توجيه من أحد ، وجندي جنوبي واحد قد يشعلها بأي لحظة ثأر للشهداء والجرحى ، ولشعبه الذي لا يستحق هكذا معاملة حقيرة ومذلة لمن آزرهم وناصرهم وقدم لهم أغلى ما يملك وهو الدم .

لا خيار أمام المجلس الإنتقالي إلا مراجعة وتقييم أخطائه الكارثية وإنبطاحه المذل والمخزي الذي أغرى الآخرين وشجعهم على التنيكل بنا وإحتقارنا والنيل من تطلعاتنا وأهدافنا ، لا خيار أمامه إلا أن ينحاز لشعبه وقضيته المصيرية العادلة واسترداد دولته الضحية بدون إذن من أحد ، العالم اليوم يحترم القوي حتى لو كان ظالم ، العالم يحترم صاحب الأرض شرعي أم غير شرعي ، لن نخسر أكثر مما خسرناه ، وبالتالي علينا السير إلى الأمام لوحدنا هذه المرة ، مصالح الآخرين تقاطعت مع مصالحنا .

على الزبيدي وضع حد للمرجفين وبالخصوص في وسائل الإعلام الإنتقالية المنبطحة خلف مصالحها الشخصية الانتهازية ، نعم سنغلق معاشيق التي هي جزء أصيل من أرضنا لان الضيف أساء بحق الضيافة والمضيف ، فتحناها للضيوف وأكرمناهم ولم يكونوا إلا لئام على موائد الكرام ، فتحنا معاشيق وكل شبر في جنوبنا لهم دون إستثناء ، وأغلقوا موانئنا وتحالفوا مع مليشيات الحوثي وفتحوا لهم ميناء الحديدة ، نهبوا نفطنا الخام على مدار ثمان سنوات والشعب يعيش أسوأ مرحلة معيشية بتاريخه على الإطلاق ، نهبوا موارد موانئنا بتواطؤ من بني جلدتنا .

على الزبيدي ورفاقه أن يحددوا طريقهم الان وليس غدا ، مع الشعب الجنوبي وتطلعاته وأهدافه والنهوض به من واقعه المأساوي المتردي أم هم مع التحالف الغني بالموارد الفقير بالمجورة الحسنة ، عليكم أن تستقيلوا من حكومة معين ومجلس العليمي الرئاسي التامري أو تنحوا جانبا واتركوا القيادة لشرفاء الداخل .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص