آخر تحديث :الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 - الساعة:14:10:48
مجتمعنا بين التنمر والسخرية
مريم محمد الداحمة

الثلاثاء 23 نوفمبر 2022 - الساعة:18:48:49

 

أخجل حين أرى أمة محمد صلى الله عليه وسلم تسخر من بعضها البعض، وما يخجلني أكثر هيَ السخرية والتنمّر على خلق الله، فلم يخلق الله أحدًا قبيحًا من عباده، كما أنه لم يخلق أحدًا مكتملًا، فالكمال لله وحده، والتنمّر على أشكال الخلق والعباد أصبح عادة وحديثًا دائمًا ومستمرًا بين الخلق في النزهات والتجمعات العائلية والأعراس وحتى العزاء لا يخلو من القيل والقال والنميمة والتنمّر.

في كل أسرة الأم هيَ قدوة أبنائها، فعندما ينشأ الأطفال على ما يسمعون من أمهاتهم وأهاليهم هنا ينشأ جيل متنمّر ساخر، وتتوارث الأجيال تلك العادة السيئة التي تدمر قلوب البشر ومشاعر إنسان ضعيف وجرح فتاة وقهر رجل وانطفاء فرحة عريس وهدم حلم طالب ودفن موهبة موهوب.

لماذا لا نحسن اختيار ألفاظنا مع الغير ونختار الكلمات الراقية والواعية والتي تترك أثرًا وطابعًا جميلًا أمام أطفالنا حتى ينشأ جيل في قمة الرقي في تعامله؟ ولنا في عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه مثال عندما رأى مجموعة من الناس موقدين النار من بعيد، فاقترب منهم ونادى: "يا أهل الضوء" ولم يقل يا أهل النار خشية من أن تجرحهم الكلمة.. وفي رواية أخرى أن الحسن والحسين رضي الله عنهما عندما رأوا رجلا كبيرا يتوضأ خطأ قالا له: نريدك أن تحكم بيننا من فينا الذي لا يُحسن الوضوء، ولما توضؤوا أمامه ضحك وقال: أنا الذي لا أحسن الوضوء. والإمام الغزالي رحمه الله عندما جاء له شخص وقال ما حكم تارك الصلاة؟ فقال له: حُكمه أن نأخذه معنا إلى المسجد.

فالحياة أسلوب وتعامل وليس تصيّد أخطاء وعيوب والكمال لله وحده.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل