- القاضي قطران مبشراً الحو/ثيين .. سقوطهم سيكون مدوياً ولن يجدوا من يدافعهم عنهم
- شركة صافر تدعم توسعة مركز الغسيل الكلوي في مأرب لتخفيف معاناة المرضى
- الرئيس الزُبيدي يبحث مع سفير جيبوتي سُبل تنسيق المواقف المشتركة لتأمين خطوط الملاحة الدولية
- انطلاق مهرجان سقطرى الرياضي الأول لتعزيز الأنشطة الشبابية
- عرض قبلي مهيب في احتفاء بيوم حضرموت الوطني وذكرى الهبة الحضرمية 20 ديسمبر
- مقتل شقيقين على يد مدير مدير مدرسة بمحافظة إب
- الرئيس الزُبيدي يعزي في وفاة المناضل الأكتوبري القاضي محمد صالح العشري
- فريق التواصل وتعزيز الوعي السياسي بالمجلس الانتقالي يعقد لقاءً موسعًا في مديرية السوم
- إسرائيل: إصابة 14 شخصا بعد سقوط صاروخ أطلق الحوثيين من اليمن
- تدشين توزيع (36) محركًا بحريًا للصيادين في المهرة
السبت 02 ديسمبر 2022 - الساعة:15:00:12
نعم، الجنوبيون وحدويون حتى النخاع، وهذا مبدأ سامٍ لأبناء الوطن الجنوبي، فالجميع يعلم أن أبناء الجنوب هم من سعوا إلى الوحدة مع الجمهورية العربية اليمنية، وكانوا يتوقون إلى وحدة عربية قومية شاملة للمّ الصف العربي، فكان الجنوبيون يظنون أن الوحدة العربية تبدأ مع وحدتهم مع أشقائهم في الشمال، لكن ماذا حدث؟ ولماذا تغير نهج الجنوبيين في وحدتهم مع الشمال، لكن مبدأهم في الوحدة العربية لم يتغير؟
دخل الجنوبيون بالوحدة اليمنية بعد أن قدموا تنازلات عديدة للشمال، الذي كان يرفض الوحدة، فتنازل الجنوب عن العلم والعملة والرئاسة والعاصمة، وليس هذا فحسب، بل دخل الجنوب الوحدة وهو يمتلك ثروات هائلة، وموقعًا جغرافيًا استراتيجيًا، وموانئ، ومساحة جغرافية شاسعة، في مقابل ذلك لم يتنازل الشمال عن شيء بسبب أنهُ لم ينظر إلى الوحدة من منظور وطني عربي قومي، أو حتى من منظور شراكة بين دولتين، إلى جانب مساحته الصغيرة وثرواته القليلة، فتمت الوحدة اليمنية في 21 مايو 1990م، وكان الجنوبيون يحلمون بعدها بوحدة عربية قومية شاملة، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان.
تخيلوا أن من رفض الوحدة حوّل الوحدة إلى مكسب يكسب منها الأموال والمناصب، فأعد نظام صنعاء خطة لتفكيك القوات المسلحة الجنوبية، ثم قام باتخاذ قرارات فردية دون الرجوع إلى شريكه الأساسي في الوحدة (الجنوب)، وقام بطعنه من الخلف، وحينها، وحين أعلن الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض أن الوحدة انحرف مسارها، وأعلن فك الارتباط، كان نظام صنعاء قد أعد خطته للانقضاض على الجنوب، فشن حربًا همجية بشعة في صيف 1994م، فقتل من قتل من الجنوبيين، ونهب ما نهب من ثروات الجنوب وممتلكات أبنائه، لتتحول الوحدة من وحدة عظيمة إلى وحدة حقيرة باطلة.
لم يكتفِ نظام صنعاء بكل ما فعله من حرب وتدمير للجنوب، فقام بتهميش كوادره وإقصائهم، بل واغتيالهم، وقام بملاحقة كل من هو جنوبي يرفض الوحدة، ودمر البنية التحتية للجنوب، وجعل المركزية في صنعاء (عاصمة الجمهورية العربية اليمنية) وجعل عدن (عاصمة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) تابعة، وكأنها محافظة مثل باقي المحافظات رغم أن عدن مدينة مركزية تتمتع بثروة وموانئ وسياحة وموقع مهم.
لحظتها أدرك الجنوبيون أن هذه الوحدة ما هي إلا وحدة نهب وفيد، فقام مجموعة من الجنوبيين في جبال ردفان والضالع وغيرها من محافظات الجنوب بشن حملات عسكرية ضد قوات نظام صنعاء، وبعدها أعلن الجنوبيون عن حراكهم السلمي المطالب باستعادة دولة الجنوب المستقلة على حدودها المعترف بها دوليًا ما قبل 21 مايو 1990م، لكنهم واجهوا قمع قوات نظام صنعاء بهمجية وغوغائية فظيعة، لكنهم استمروا في نضالهم التاريخي السلمي، ولا يزالون.
وحين شاهد الجنوبيون العالم يتفرج على ممارسات نظام صنعاء أدركوا أن العالم لا يعترف بالحق، بل يُجبر على الاعتراف بالحق بالقوة، وأدركوا أن المقاومة هي الحل لأخذ الحق، فقرر الجنوبيون أن يعيشوا فوق الأرض وتحت الشمس بشرف وعزة وكرامة، فاندلعت حرب 2015م، وشنت ميليشيا الحوثي وقوات نظام صنعاء حربًا همجية ثانية ضد الجنوبيين، لكن الجنوبيين هذه المرة تصدوا لهذا الغزو بكل نخوة وعزة، فطردوا ميليشيا الحوثي ونظام صنعاء في غضون أشهر، ولقنوهم درسًا في فن الحرب رغم أن الجنوبيين لم يمتلكوا السلاح الذي امتلكه الحوثي وقوات صنعاء، لكن إرادة الشعوب لا تقهرها أي قوة على وجه الأرض.
لذا أوجه رسالة لكل جنوبي مخلص لقضيته ووطنه وشهدائه بالحفاظ على ما وصل إليه الجنوب اليوم، والتشبث بهذه الانتصارات حتى الموت، وهذه كانت وصية والدي المرحوم المناضل العقيد الركن عادل صالح حنش الضنبري.