آخر تحديث :الاحد 28 ابريل 2024 - الساعة:23:20:00
لن يستتب الأمن ولا تستقر الأوضاع إلا باقتلاع قوى الإجرام الدموية
عبدالكريم النعوي

الاحد 19 ابريل 2022 - الساعة:17:03:39

أن شعب الجنوب العربي شعب واعٍ ومسالم ومدني متحضر وثائر منذ ما قبل الاستقلال الوطني الأول من الاستعمار البريطاني، وفي الوقت الذي تعرض الشعب الجنوبي لكل صنوف الظلم والقهر والاستبداد الاستعماري البريطاني فإنه قد تعلم من ذلك الاستعمار الكثير من الدروس والعبر الإيجابية المفيدة في الجوانب العلمية والثقافية والمدنية الحضارية، واكتسب الكثير من المعارف والخبرات التي تعود بالنفع على مجمل مجالات الحياة، وظل الجنوبيون يتوارثون تلك المعارف والخبرات إلى وقت قريب، وما زال القليل منها عالقا في أذهان وعقول بعض الشخصيات الجنوبية حتى يومنا هذا، لأن المجتمع البريطاني يعتبر من أرقى المجتمعات المتطورة في العالم أجمع، وقد كان يطلق على المملكة المتحدة البريطانية (الإمبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس)، على عكس الكثير من الدول العظمى في العالم.

ولذلك فقد استفاد الجنوبيون من البريطانيين في أمور عدة أثناء استعمارهم للجنوب ما يقارب 130 عاما، حيث عمر وشيد خلالها مشاريع كثيرة بعضها عملاقة، ليس كالاحتلال اليمني المتخلف الجهول الذي احتل الجنوب عقدين من الزمن وكان قد أوشك خلالها على القضاء نهائيا على الجنوب والجنوبيين، فما بالكم لو كان الاحتلال اليمني استمر في احتلاله الجنوب فترة تساوي حتى نصف فترة الاستعمار البريطاني للجنوب؟!

لقد دمر الاحتلال اليمني العربي الشقيق كل ما هو جميل ومفيد وإيجابي وثمين في الجنوب، وأسس وجسّد وطوّر كل ما هو سيء وسلبي وضار وقاتل ومدمر، ومن ضمن ما أوجده وبناه ونشره هي القوى الإجرامية الدموية الإرهابية المتطرفة التي ما زالت ترتكب المجازر ضد أبناء شعب الجنوب العربي الأبرياء حتى هذه اللحظة، وكانت أقرب جرائمها تلك التي نفذتها يوم الثلاثاء 15 مارس الجاري 2022م واستهدفت من خلالها حياة قائد الحزام الأمني في محافظة أبين ومرافقيه، وأسفرت عن قتل وجرح العشرات من أفراد قوات الحزام الأمني، وأحدثت حالة رعب وهلع بين عامة المواطنين مما يؤكد أنه لن يستتب الأمن ولا يستقر الوضع في الجنوب العربي وفي معظم دول العالم إلا باقتلاع قوى الإجرام الدموية الإرهابية المتطرفة من الجذور في مقدمتها مليشيات الإخوان والمليشيات الحوثية اليمنية باعتبارها بؤرة الإرهاب والتطرف الإجرامي والتي تشكل الخطر الأكبر ليس على الجنوب العربي ودول الخليج والسعودية فقط بل على العالم بأسره.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص