آخر تحديث :الجمعة 22 نوفمبر 2024 - الساعة:11:23:13
المتحوثون الجدد
صالح علي الدويل باراس

الجمعة 02 نوفمبر 2022 - الساعة:18:36:07

ماذا يريد "طارق عفاش" بإشهار فرع مكتبه السياسي لما يسميه المقاومة الوطنية وهو بالكاد ما تجاوز مفرق المخا محصورًا بين البحر وضغط الحوثي والإخوان في الشمال ويعرف أن طريقه إلى صنعاء ليس في "عفشنة" شبوة فلها ثأر ودماء مع العفاشية وهو من أبرز رموزها منذ 2015 وما قبلها؟

الإشهار ليس لأحد تشظيات المؤتمر الشعبي العام الستة التي تشظت بعد موت عفاش حتى يُقال إنه المؤتمر الشعبي العام في شبوة بل لكيان آخر لم يكن له وجود فيها طيلة احتلال اليمننة التي كانت أحزابها معروفة.

أشهروا يوم أمس مكتب مقاومة طارق، فما هي صفته في شبوة؟

صفته التي يعرفها كل شبواني أنه كان قاتلا مع الحوثي لأبنائها في الاجتياح الحوثي/ العفاشي عام 2015، ومئات الشهداء قضوا نحبهم في مواجهته.

لا أحد ضد أن يعبر أيٌ من أبناء شبوة عن انتماءاتهم حتى باليمننة، والشارع الشبواني والجنوبي بعد هو الحكم، أما مقاومة كانت جزءًا من الحوثي فليست من شبوة في شيء بل خيانة لها وعار عليها.

فالحرب لا يمكن فصل تقييماتها على مستوى الجنوب، فمن كان يردد الصرخة أو يروج لها أو طرفية لها والمقبور عفاش حيا متحالفا مع طائفية "مران" ويقتل في أبناء الجنوب عامة وأبناء شبوة خاصة لن تعفيه من مسؤولية ذلك أن يأتي باسم المقاومة الوطنية لطارق عفاش التي ما أطلقت رصاصة واحدة ضد اجتياح الحوثي لا في شبوة ولا في غيرها من محافظات الجنوب.

بل لم تكن موجودة وكان "طارقها" مع أبي علي الحاكم يوجهون مليشياتهم وقوات حرسهم الجمهوري تقتل في الجنوب وشبوة وما عرف الوطنية إلا بعد أن تقاتل مع الحوثي فقتل الحوثي عفاشهم شر قتلة أما قبل ذلك فكانت البندقية واحدة ضد الجنوب كله وشبوة خاصة.

شبوة ليست وطنا بديلا لعفافيش طارق الذين لم ولن يصلوا إلى صنعاء بعد أن لاذوا بالفرار وتركوا كبيرهم يواجه مصيره الذي استحقه ولن يصلوها وهم يعلمون ذلك ودول التحالف تعلمه.

إذن لماذا شبوة؟

هي جس نبض فالمسألة أكبر من قدرات "طارق" فما يجري هو نفس الدور الذي من أجله تم اجتياح شبوة في 2019 لكن بدون اجتياح بل بملمس ناعم، فالهدف شطر الجنوب إلى جغرافيتين لكي تضمحل القضية الجنوبية ويتم فرض أمر واقع لتصفيتها، ولتنفيذ هذا التصوّر لا بد من داعم إقليمي لذلك.

لذا لا بد أن يكون الرد موازيا للحدث مهما كانت النتائج فلا فرق بين المحتل اليمني والإدارة بالاستعمار كما وصفها علي محسن سواء جاء بها المقبور أو ولد المقبور او إصلاح اولاد عم المقبور فالاستعمار واحد سواء من حوثي أو اصلاحي او ما يسمونه المكتب السياسي لمقاومتهم فقد أثبتوا جميعا أن موقفهم واحد موحد إزاء الجنوب وهذه الحقائق الكل يعلمها لكننا لا نريد لها أن تنعكس شرا في شبوة.

إن الهدف البعيد أكثر من الإشهار فيتطلب من المجلس الانتقالي تحديد موقف واضح ليس من مكتب "طرووق"  وطرفيته فهو أقل من أن يلعبوا هذه اللعبة في شبوة بل لا بد من مكاشفة مع حلفاء "لطروق" ما يزالون حتى اللحظة يحظون بمكانة خاصة في الجنوب لأنهم أظهروا احتراما لخصوصية قضيته وحقه لكن المؤشرات تستوجب على المجلس أن يكون له موقف من  "اللعب بالبيضة والحجر" في شبوة أو هكذا تبدو للراصد.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص