آخر تحديث :الاربعاء 27 نوفمبر 2024 - الساعة:11:28:10
مهرج أوكرانيا في مواجهة بوتين
احمد راشد الصبيحي

الاربعاء 02 نوفمبر 2022 - الساعة:18:27:21

يقول الشاعر معد بن يكرب يصف حال الحرب:

 الحَرْبُ أَوَّلُ ما تكونُ فَتِيَّةً

تَسْعَى بِزِيْنَتِها لكلِّ جَهُولِ

حتى إذا اسْتَعَرَتْ وَشَبَّ ضِرَامُها

عَادَتْ عَجُوزًا غيرَ ذاتِ خَلِيلِ

شَمْطَاءَ جَزَّتْ رَأْسَهَا وَتَنَكَّرَتْ

مَكْرُوهَةً لِلشَّمِّ والتَّقْبِيلِ

إن لاعبي السياسة والاستخباراتية الدولية هم الذين أغروا صدام لدخول الكويت، ثم هم من دمروا بلاده تحت مسمى حيازة العراق لسلاح نووي، وغيرها من التهم، حتى شُنق صدام ودمرت بلاده وسلمت لإيران، وهو مخطط غربي بامتياز ولم يكن الرئيس العراقي يفطن لهذا المخطط، رغم علمه أن الأمريكان من كان يدعم إيران إبان الحرب العراقية الإيرانية، واليوم يتكرر السيناريو نفسه، فمن أغروا الرئيس (الممثل) الأوكراني بوعود وكلام يحمل في طياته الحياة الحلوة وباطنها  عذاب لشعبه، وها قد بدأت بوادر هذا التخلي وإن كان هناك دعم ضئيل بصواريخ مضادة للدروع، وبدأ الاستعماريون الغربيون المتخاذلون يلمحون لهذا الممثل المخدوع، أنهم سيقدمون المساعدات الإنسانية، وسيفرضون عقوباتهم على ذاك الأسد السبعيني الرابض في الكرملين، وحالهم في هذا حال  ثعلب يتوعد أسدًا، وما أغباهم! وما أغبى من اتبعهم! فتركوه الآن كحال ولد عاق خرج عن طاعة أبيه، بعد أن غض النظر عنه لعل وعسى أن يصلح من تصرفاته، ولا يجلب الخصوم إلى بيت أبيه، لكنه تمادى فما كان من الأب إلا اللجوء إلى العصا.

لم تكن أوكرانيا بحاجة للتغرير الغربي بها كل هذا القدر كمنصة للتوصل إلى روسيا واستفزاز الروس من خاصرتهم، لإلحاق الأذى بالروس في أوكرانيا وفي وطنهم الأم أيضًا، غروراً واندفاعًا واعتقادًا منهم أنهم سيفعلون ما يحلو لهم، بعد أن غربت شمس الاتحاد السوفيتي، وأن أمريكا والناتو هم شرطي العالم.

إن فزاعة أو جزرة الناتو والتسليح والعسكرة منذ 2014 لأوكرانيا وتعريضها لنقمة روسيا التي ما كانت لتنتظر حتى يدهمها أعظم حلف عسكري في التاريخ ويطرق بابها، بل يحطم أبوابها ودارها ويمعن في إذلال الذات الروسية التي لم تبرأ من تبعات وقسوة خبرة انهيار الاتحاد السوفييتي.

اتفق أو اختلف مع بوتين كما تشاء، لكن التقييم الموضوعي يتعامل مع وقائع لا أشخاص، والواقع والوقائع تقول إن الرجل لا يلعب ولا يتردد إذا أقدم، واستراتيجي حتى الثمالة إذا أخذ قرارا ومضى، فما بالك بقرار يهز أركان بلاده إذا تركه، ولو تشتعل كل القارات.

إن بوتين آخر البلاشفة وعقيدته القوة، وسلاحه الدم، لن يبالي بأي قوة مهما كانت إذا ما تم تهديده وجعل السكين في خاصرته، فإنه لن يرحم أوكرانيا التي تم العبث بها من الدول الغربية وعلى رأسهم أمريكا وبريطانيا، الذي قال رئيس وزرائها إنه سوف يصلي من أجل أوكرانيا عندما قُرعت طبول الحرب عليها، ولن تتوقف أيضاً حتى يتأدب هذا الابن العاق.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل