- وفد الوزارة يتفقد عدد من المشاريع المدارسية في مديرية خنفر بمحافظة أبين
- الكويت: نؤكد دعم جهود السلام في اليمن
- إحباط محاولة تسلل للحوثيين في تعز
- دهس طالب جامعي في إب
- سقطة مدوية للريال اليمني صباح اليوم الجمعة
- قناة سعودية : واشنطن بدأت تغيير نهجها تجاه الحوثيين في اليمن
- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الخميس بالعاصمة عدن
- تقرير خاص بـ«الأمناء»: من يوقف عبث رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي بالمال العام؟
- الرئيس الزُبيدي: تصنيف أستراليا للحوثي كجماعة إرهابية يدعم توحيد الموقف الدولي لردع هذه المليشيا
- الرئيس الزُبيدي: نعوَّل على دعم الأشقاء والأصدقاء لإخراج البلاد من أزمتها
الجمعة 27 نوفمبر 2021 - الساعة:18:47:29
سنظل نذكّر بأحداث بيضاء ناصعة من تاريخنا، وما أحوجنا إليها في هذه الأيام أيام الإفلاس والضحالة والسفالة، دقيقة وقفت أمام الكتاب القيم والموسوم بـ (محمد علي الجفري.. مسيرة شعب وزعيم) الذي قام بإعداده السيد عبدالرحمن علي الجفري (شقيق أصغر للسيد محمد علي الجفري).
السيد محمد علي الجفري من مواليد السلطنة اللحجية العطرة الذكر عام 1920م، في بيئة علمية ونقية، وعند بلوغه العاشرة سافر إلى تريم حيث التحق برباطها المشهور الذي أخرج العديد من العظماء وتخرج من رباطها بعد سنتين ونصف وسافر بعد ذلك إلى القاهرة والتحق بالأزهر الشريف ومكث في القاهرة أربع عشرة سنة تحصل خلالها على ثلاث شهادات: العالمية الأزهرية وإجازة القضاء وإجازة التدريس.
عاد السيد الجفري إلى ربوع الوطن حيث برز خطيبا وواعظا وزعيما وتقلد منصب رئيس مجلس القضاء الأعلى ورئيس المجلس التشريعي في سلطنة لحج، وفي العام 1948م أسس مع عدد من الصفوة من أصحابه حزب رابطة الجنوب العربي وانتخب رئيسا له بالإجماع عند إعلانه رسميا عام 1950م، وقاد نضال شعب الجنوب حتى عام 1958م، عندما نفته السلطات البريطانية.
استطاع السيد الجفري من إدراج قضية الجنوب العربي في الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1962م، وشكلت لجنة تقصي الحقائق الدولية المنبثقة عن لجنة تصفية الاستعمار وقدم لها عدة تقارير عكست تأثيرها على التعجيل بقرار استقلال الجنوب العربي.
نضالات السيد الجفري عديدة ومتنوعة داخل الوطن وخارجه واختتمها في مارس 1980م، عندما تلقى حزب الرابطة دعوة من القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي للمشاركة في أعمال مؤتمر قومي عربي وحقق شيئا من الآمال القومية إلا أن الموت فاجأه يوم الأحد 27 أبريل 1980م وكانت هناك ثلاثة قرارات لدفنه: القيادة العراقية اقترحت دفنه في بغداد، والرابطة اقترحت جدة، وأسرة الفقيد اقترحت القاهرة، وكان لها ما أرادت.
موت السيد الجفري اهتزت له قاعات وهامات: الرئيس العراقي صدام والرئيس المصري أنور السادات والسلطان علي عبدالكريم وكبار الأمراء السعوديين وشيخان الحبشي وأحمد شريف الرفاعي ومحمد سالم باسندوه وبدر محمد الصباح وعلي محمد سعيد الواحدي والشيخان محمد وصالح فريد وعلي محسن فدعق وعبدالقادر السقاف والقائمة طويلة.
شدتني عدة كتابات رائعة سطرها كبار منهم الشيخ أحمد محمد نعمان وعنوانها (صداقة أربعين عاما مع الأخ الشهيد محمد بن الجفري)، المساهمة الأخرى كانت للأستاذ محمد سالم باسندوه مستشار رئيس الجمهورية – صنعاء 28 أبريل 1908م.
افتتح الأستاذ باسندوه كلمته: "الأخ الكبير الحبيب السيد حسن علوي الجفري والأخوة الأعزاء أولاد السيد علي الجفري..." وصف الأستاذ باسندوه الفقيد الكبير بما ورد على لسان أبي الطيب المنتبي:
طوى الجزيرة حتى جاءني خبر... فزعت فيه بأماني إلى الكذب
وكم حاول باسندوه ألا يصدق خبر وفاة الرجل الكبير وفي رسالته الطويلة عن فقيده الغالي أورد: "وبموت أخي محمد انطوى علم من الأعلام ورجل من جهابذة الرجال، ولكن الحياة كما تعلمون رحلة قد تقصر بهذا وتطول بذاك".
رحم الله رجلنا الكبير الأبي السيد محمد علي الجفري .. حفظ الله رجلنا الكبير الوفي الأستاذ باسندوه.