آخر تحديث :الخميس 28 مارس 2024 - الساعة:17:30:09
الإخوان لا يبنون الأوطان
احمد راشد الصبيحي

الخميس 10 مارس 2021 - الساعة:22:05:15

تُبنى الأوطان بسواعد أبنائها المخلصين، وتزدهر بتكاتفهم وتعاونهم وحرصهم المشترك على أمنها واستقرارها، وتغليبهم مصالحها العليا والعمل الدؤوب في سبيل نهضتها، وفي المقابل تضعف الأوطان بالتفرق والتصارع وتغليب مطامع حزب أو تنظيم على المصالح الوطنية وبالرؤى الضيقة والأجندات المشبوهة للأفراد والأحزاب، وإن من أشد التنظيمات إضراراً بالأوطان وإضعافاً لها في العصر الحديث تنظيم الإخوان، الذي ما أن يظهر في دولة حتى يصبح معول هدم وتخريب لها.

منذ تأسيس حركة الإخوان  المسلمين في مارس/آذار 1928 بمدينة الإسماعيلية المصرية على يد حسن البنا ،بعد أربعة أعوام من سقوط الخلافة العثمانية, ثم سرعان ما انتقلت إلى القاهرة فإلى بقية أنحاء مصر، ثم إلى أجزاء كبيرة من العالمين العربي والإسلامي.

فـ«الإخوان» على مر تاريخهم وواقعهم معاول هدم للأوطان، وذلك لأن أساس أيديولوجيتهم وأجنداتهم تقوم على التعصب والانغلاق والإقصاء، ومحاولة الهيمنة والسيطرة وبسط النفوذ، والعمل السري وتكوين الخلايا للاستيلاء على أنظمة الحكم، وعدم الاعتراف بكل ما لا يمت إلى فكرهم وأجنداتهم بصلة، فالحق والصواب حكر عليهم، بزعمهم وقد فضحهم الواقع، وأسقط أقنعتهم التي تستروا بها، وكشف عن تهافت شعاراتهم، وعن مدى متاجرتهم بالدين وتسييسه، فقد وصلوا للحكم في بعض البلدان، ونَشْر أعضاء الجماعة وأتباعها فيها، وتوظيف ذلك كله لتحقيق مصالح التنظيم، ليثبتوا بذلك أن وصولهم إلى سدة الحكم لم يكن سوى وسيلة لغاية أخرى، وهي خدمة أجندات التنظيم والائتمار بأمر المرشد، إلى أن سقطوا سقوطهم المدوي في مصر، فجن جنونهم، فحاولوا إدخال الدولة في أنفاق مظلمة من العنف والاقتتال والصراعات، ولكنهم فشلوا في ذلك، فهرب منهم من هرب، وقُدِّم منهم من قُدِّم ليد العدالة، ليكونوا عبرة لغيرهم.

وها هم اليوم يتخبطون في تونس، ويلفظون أنفاسهم الأخيرة، ولذلك لجؤوا إلى استخدام أساليب التهديد والوعيد، وزعموا أن مصير تونس سيكون مشابهاً لمصير دول أخرى إذا لم يلغِ الرئيس التونسي قراراته الاستثنائية التي اتخذها في إطار الدستور بتجميد سلطات مجلس النواب ورفع الحصانة عن أعضاء البرلمان، كما أصبحوا يحرضون الجهات الخارجية لممارسة الضغط على تونس لإلغاء تلك القرارات، بعد أن كشف الرئيس التونسي عن مخطط لنشر الفوضى والعنف وتخريب الاقتصاد وتنفيذ عمليات نهب واعتداء على الممتلكات.

إن هذي الوقائع والأحداث جعلت الشعوب تزداد وعياً بخطورة تنظيم «الإخوان»، وأن ما يرفعه هذا التنظيم من شعارات براقة دينية ومدنية ليست سوى وهم ومتاجرة ومحاولة غسل للأدمغة، وأن الإخوان ليسوا في حقيقة الأمر سوى معاول هدم للأوطان، فما أن يصلوا إلى السلطة حتى يغلقوا أعينهم وآذانهم عن كل ما لا يخدم أجنداتهم، فلا يهمهم مصالح الناس، ولا تلبية احتياجاتهم، ولا السعي لنهضة الأوطان وازدهارها، وإنما يسعون بكل وسيلة إلى خدمة التنظيم، ولو على حساب الأوطان والشعوب.

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص