آخر تحديث :الثلاثاء 16 ابريل 2024 - الساعة:02:00:46
 السلاح يخلق الأتراح
عبدالله ناصر العولقي

الثلاثاء 25 ابريل 2021 - الساعة:20:41:12

لا ريب أن ظاهرة حيازة وحمل السلاح لم تكن من العادات المتأصلة في كثير من المدن الجنوبية والقرى كذلك، ولكن ما نراه في وقتنا الحالي من انتشار غير مقبول لهذه الظاهرة الدخيلة على عدن وبقية المحافظات الجنوبية، يثير الاستغراب والسخط في النفوس.

لقد كان لضعف السلطة، وكذلك تخاذل الأجهزة الأمنية، التي غابت يقضتها وضعف حزمها، دور مشجع في اتساع رقعة هذه الظاهرة، والتي استُخدمت كجواز مرور لحدوث كثير من جرائم القتل وغيرها من الجرائم والحوادث الذي بعضها غير تم بصورة غير مقصودة وربما لم يعلم مرتكبها بحدوثها بالمرة، وقد تسبب كل ذلك بإيذاء كثير من المواطنين واخل بأمن المجتمع واستقرار سكينته، وإلى يومنا هذا لا يزال كابوس هذه الظاهرة، وخطرها يهدد حياة المواطنين ويقلق أمنهم.

والجميع يدرك أن حيازة وحمل السلاح  ظاهرة غير حضارية، وفيها ترويع للآمنين، وقد تزين للبعض طريق ارتكاب الجريمة، فغالبا ما تكون قطعة السلاح هي عدو لحاملها قبل أن تكون مصدر قلق للآخرين، حيث أن حامل السلاح يلغي مسافة الأمان بينه وبين الآخرين، فيصبح سهل الانقياد لتجاوز حدود صون سلامتهم. 

هناك كثير من جرائم وحوادث القتل  التي وقعت وعلى وجه الخصوص في محافظة عدن، وما كان لها أن تحدث بهذه الصورة لولا الانتشار المخيف للسلاح الناري وسهولة حيازته، فمثلا قد  ينشب خلاف بسيط بين بعض الأفراد في سوق أو حقل وتكون قطعة السلاح بيد شاب أو مراهق، فوجودها بحوزة ذلك الشاب، الذي ربما يكون غير محصن بوعي كامل يقيد تصرفاته، ويمنعه في حالة تعدي أحد أترابه عليه بفعل بسيط أو لفظ قاسي خرج بزلة لسان، عن استخدام سلاحه الناري، فيقدم بتهور ويضغط على الزناد، ينطلق سهم ناري سريعاً للهدف، فيكون لذلك السلاح اليد الطولى في ارتكاب جريمة قتل حيث أنه لا يمنح الوقت الكافي لضاغط الزناد كي يقلّب ما هو مقدم عليه على جميع وجوهه، ويزن بعقله خطورة فعلته، قبل أن يقع الفاس على الرأس.

طبعاً، لا ينفع الندم حين يزهق ذلك السهم الناري الخاطف روحا بغير حق، ولن تتوقف فعلته عند ذلك الحد بعد أن يفتك بروح واحدة، بل يعرّض مطلقه لعقوبة الإعدام، فيتعدى روحا أخرى وكأنه قد أرتد على ضاغط الزناد ليطرحه جثة هامدة إلى جانب جثة ضحيته، وهذا في حالة عدم تجاوزه لنطاق المعقول وخروجه إلى أبعد من ذلك وبشكل خاص في المحافظات الريفية والتي قد يأخذ الرد في أحيان نادرة طريقا مختلف وأكثر خطرا ودمارا لا سيما في الوضع الحالي مع توقف القضاء وتأخير تنفيذ العدالة.

كما أن ظاهرة إطلاق النار في الهواء أثناء الأفراح والأعراس قد تسببت بقتل أو جرح كثير من الأبرياء عن طريق الرصاص الراجع التي يهطل في جهة أخرى فيكون سبباً في حدوث كوارث وأحزان للآمنين، كما قد يحدث في بعض الأحيان ما لم يكن في الحسبان، حين يصيب بالخطأ، رصاص طائش انطلق في فرح لمجرد التفاخر وليس البهجة، بعض الأفراد من أهل الفرح، فيتحول ذلك الفرح إلى ترح.

ينبغي على الاجهزة الأمنية وبالتعاون مع السلطة المحلية مواصلة مجابهتها لهذه الظاهرة المزعجة وتخليص المجتمع من أثارها السلبية والخطيرة، ويقع أيضا على جميع الأجهزة الإعلامية مساندة الأجهزة الأمنية عبر حملات توعوية تحذر من أخطارها، كما يقع على رجال الدين واجب النصح والتحذير من مخاطر السلاح عبر منابر المساجد.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل