آخر تحديث :السبت 30 نوفمبر 2024 - الساعة:13:29:43
‌العمل الخيري بين الجمعيات الخيرية والجمعيات السياسية
احمد راشد الصبيحي

السبت 21 نوفمبر 2021 - الساعة:19:21:27

العمل الخيرى هو نشاط خيري يقوم به بعض الأفراد أو الجمعيات الخيرية، بهدف تقديم دعم مادي أو خدمي، أو غير ذلك مما يحتاج إليه الناس في حياتهم اليومية، وهذا العمل النبيل يكون بدون مقابل، كونه عملا لا يهدف لجني أرباح أو عوائد أو مصالح شخصية.

وتكمن ميزة الأعمال الخيرية، بأنها لا تميز بين أفراد الشرائح المستهدفة، على أساس سياسي أو مناطقي أو  حتى عرقي، بل من المفترض أنها  لجميع فئات المجتمع، وإمداد يد العون لهم لتساعد كل من يحتاج لهذه التدخلات الخيرية، كما أن الأعمال الخيرية، لا تعترف بالتفرقة في الدين، والوطن، والعرق، ولا تفرّق بين البشر، من خلال الجنس أو اللون، أو الشكل، بل إنها وجدت لتجعل حياة الناس أجمل وتنشر التراحم والمحبة، باعتبارها قيما أساسية في التعامل بين الجميع، فالعمل الخيري شيء نابع من الأعماق بالفطرة حسب كل شخص.

كما أن لأعمال الخيرية تحدث تغييرا بارزا في المجتمعات، وتجعل العالم مكانا أجمل للعيش، من خلال تقليل الفجوة والمسافة بين الأغنياء والفقراء مما يخلق جواً من البهجة والفرح بين الناس، ويقلل الحقد الطبقي والكراهية، وهذا كله ينعكس بطريقة إيجابية على نفسية الإنسان الداخلية، ويخلق قدوة حسنةً تقتدي بها الأجيال القادمة.

كذلك توجد علاقة قوية بين العمل الخيري وتنمية المجتمع ونجاحه، حيث تبين معظم الوقائع التاريخية إلى أن التنمية ناتجة عن مجهودات الإنسان حيث أنه العنصر الأساسي للتنمية، لذلك فإن الهدف الأهم للتنمية هو الارتقاء بحياة الإنسان، في جميع مجالات الحياة: الاقتصادية، والاجتماعية، والصحية، والثقافية.

وفي ديننا الحنيف قد ذكر الله العمل الخيري في كتابه الكريم، حيث قال: ((وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا، إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلاَ شُكُورًا)).

 إن المسلم ليتقرب إلى الله بهذا العمل ابتغاء رضى الله بعيدا عن كل  شهره، وراء هذا العمل الخيري الإنساني، وخاصه في ظل هذا الوضع الذي يعيشه شعب الجنوب من غلاء الأسعار بسبب جشع بعض التجار، وانهيار العملة الوطنية وصمت حكومة الإخوان ,عما يعانيه هذا المواطن, بصمت مطبق, وهي لا تبحث عن حلول, لتنقذ المواطن  فيما وقع فيه ,جراء سياستها الاقتصادية الكارثية , وهنا يجب علينا أن نذكر المجتمع  في هذا الزمن, الذي انتشرت فيه الجمعيات ,التي تنضوي تحت أحزاب إسلامية و تنفذ أجندتها تحت مسمى العمل الخيري، حيث يحاولون استقطاب الشباب إلى أوكارهم ،وتدريسهم أعمالا تضاهي الدين الحقيقي، الذي أنزل على  الرسول الكريم ،حتى يغسلوا عقولهم بمناهج تكفيريه، ويغرسوا فيهم حب الجهاد الزائف، لكي يقوموا بأعمال تخريبية تجاه وطنهم وأبناء جلدتهم،  تحت مسمى الجهاد الديني، في المجتمعات المسلمة، الذي بزعمهم أنها غيرت دين الله.

وعليه ينبغي الحذر من هذه الجمعيات التي تلبس ثوب التقوى ظاهرا  وتحمل الحقد الدفين في باطنها على الأمة الإسلامية، والشعوب العربية، ومن هنا يأتي دور المساجد والخطباء بتوعية الناس من الخطر الذي يحدق بهذي الأمة من الجمعيات السياسية وأنها أخطر على الشعوب من العدوان الخارجي.

وفي الأخير نتمنى من كل حاكم عربي، أن يقوم  بإغلاق هذه الجمعيات وكذا هو الحال في جنوبنا إذ نتمنى من قيادتنا أن تحذو حذو مصر العروبة، عندما أغلقت كل الجمعيات التي تتاجر بالدين وهي منه براء.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص