آخر تحديث :السبت 14 سبتمبر 2024 - الساعة:10:51:27
الجنوب لم يعرف الإرهاب إلا بعد الوحدة
عادل المدوري

السبت 25 سبتمبر 2021 - الساعة:21:40:01

الشمال هو رأس الإرهاب وراعيه واستخدمه ضد الجنوب منذ اتفاق الوحدة عام 1990 وتم توظيف الجماعات الإرهابية من قبل الرئيس السابق علي عبدالله صالح بإشراف مباشر من قبل الإرهابي علي محسن الأحمر في الصراع مع الجنوب وما يزال التوظيف مستمرا حتى اليوم.

فلو عدنا إلى الوراء قليلاً سنجد الكثير من الحقائق والأدلة التي تثبت أن الجنوب لم يعرف الإرهاب إلا بعد الوحدة المشؤومة مع الجمهورية العربية اليمنية، وأن القاعدة ما هي إلا أداة استخدمت للحرب على أبناء الجنوب ومنها:

1) نشأة تنظيم القاعدة في اليمن الشمالي تعود إلى نهاية الثمانينيات مع عودة آلاف الإرهابيين من أفغانستان وعلى رأسهم الإرهابي عبدالمجيد الزنداني إلى صنعاء وظلوا تحت حماية ورعاية الدولة الشمالية كجيش احتياطي حتى توقيع الوحدة بين دولة الجنوب والشمال فنشأت حاجة نظام صنعاء لتوظيفهم في الاغتيالات لقيادات الجنوب في صنعاء وانتهت بمشاركتهم العسكرية واحتلال الجنوب في العام 1994م.

2) استمر توظيف الإرهاب ضد الجنوب بعد احتلال الجنوب من قبل نظام صنعاء وبدأت تظهر مسميات لكيانات إرهابية في الجنوب (دقق وليس في الشمال) مثل جيش عدن أبين، وكتائب جند اليمن وحركة الجهاد الإسلامي وأنصار الشريعة... إلخ وجميعها مسرح عملياتها الأراضي الجنوبية فقط.

3) نشاط الجماعات الإرهابية يقتصر على الجنوب، وعلى سبيل المثال الهجوم على المدمرة الأمريكية (يو أس أس كول) بميناء عدن في العام 2000 وليس ميناء الحديدة أو مكانا آخر وهذا ليس صدفة.

4) في الفترة ما بين 2011 إلى 2017 بعد الإطاحة بنظام صالح أعلن الإرهابيون قيام دويلاتهم في أجزاء واسعة من أبين وشبوة بالإضافة إلى دولة في ساحل حضرموت وكانت الجماعات الإرهابية تعد العدة لاقتحام العاصمة عدن لولا أن الله وفق أبناء الجنوب بحليف صادق ووفي والمتمثل بدولة الإمارات العربية المتحدة التي تصدت لهم وطهرت عدن وأبين وشبوة وساحل حضرموت بعد تدريبها وتأهيلها وتسليحها للقوات الجنوبية.

5) وإن وجدت خلايا للقاعدة في مناطق شمالية فهي في مناطق حدودية للجنوب تستخدم كعمق استراتيجي لدعم عملياتها في الجنوب مثل البيضاء ومأرب وتعز، وتعتبر مناطق مصدرة للإرهاب والسلاح إلى الجنوب، لذلك لم ولن نشهد أي عملية انتحارية للقاعدة وداعش في أي من تلك المناطق الشمالية.

6) طهرت القوات الجنوبية معظم الأراضي من الإرهاب بدعم وإسناد من القوات الإمارتية في السنوات الأولى لعاصفة الحزم، لكن الإرهاب عاد مجدداً بفضل التحالف الوثيق بين الإرهابيين وجماعة الإخوان المسلمين التي سهلت لعودة القاعدة وداعش بعد اقتحامها لمحافظة شبوة وأجزاء من أبين في نهاية العام 2019 حتى أصبحت اليوم مديريات في شبوة تحت سيطرة القاعدة وداعش بالكامل.

الخلاصة: الإرهاب صنيعة يمنية شمالية موظفة توظيفا سياسيا ضد الجنوب بينما لا توجد حاضنة شعبية في الأراضي الجنوبية لهذه الجماعات المتطرفة.

وبالتالي حتما ستزول عن المشهد عما قريب بإذن الله، فالعالم كله يدرك خطر هذه الآفة ويرصد بدقة ويتجسس على كل تحركاتهم وداعميهم، وقد لاحظنا كيف أن الولايات المتحدة في عهد ترامب استهدفت قاسم الريمي وناصر الوحيشي وخالد باطرفي بدقة وتسلسل داخل مناطق سيطرة الحكومة الشرعية وهو ما يكشف أن الجماعات الإرهابية مخترقة من الداخل وغير قادرة على حماية قادتها وعناصرها.

الحرب على الإرهاب ليست حرب الجنوب فحسب بل إنها معركة العالم كله ضد قوى الإرهاب وقوى الشر وداعميهم الإخوان المسلمين وحلفائهم المحليين والإقليميين؛ لأن خطرهم يتعدى الجنوب إلى المنطقة والعالم.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص