آخر تحديث :الجمعة 26 ابريل 2024 - الساعة:11:22:03
الدولة الشرعية التي تدافعون عنها أضاعت مكانتها بنفسها
عبدالله سالم الديواني

الجمعة 25 ابريل 2021 - الساعة:21:39:20

يعلم كل ذي بصيرة أن الدول الشرعية في اليمن قد أضاعت مكانتها من أول يوم لتحرير عدن وما جاورها من محافظات الجنوب من الحوثة وأتباع عفاش، وأول هذه الأخطاء كان قرار الرئيس هادي بالتوجه بدمج المقاومة ضمن قوات الجيش الوطني التي لم تكن موجودة أصلا ، كما صرح بذلك حينها علنا الشهيد القائد أحمد سيف اليافعي عندما كان نائبا لرئيس الأركان؛ لأن هذا الجيش قد انتهى عمليا بالانقلاب الحوثي وتمكنه من الاستيلاء الكامل على مؤسسة الجيش والأمن وكل مؤسسات الدولة وتمددهم إلى عدن وأبين ولحج وغيرها حتى تم طردهم منها بعزيمة المقاومة الجنوبية والدعم الأخوي الرائع لأشقائنا في المملكة والإمارات.

وقد كان انضمام أفراد المقاومة وغيرهم ممن لا علاقة لهم بالمقاومة عشوائيا لأنها لم تضع حينها أي أسس وضوابط لهذا الأمر، وكان ذلك بداية لتقليم أظافر الشرعية لأنها أوحت لمناصريها أن ينشئوا لهم ألوية على كيفهم ومن مناطقهم وظهرت كتائب فلتان وعلان وألوية أصحاب المعاوز والأسماك وحملة الطبشور، وعلى هذا المنوال صارت الأمور وزاد الطين بله عندما منحت الشرعية بتوجيهات الأحمر الرتب العسكرية العالية والقادة وهذه الوحدات والذين ليس لهم أي خبرات أو تجارب عسكرية .

وشكل الإخوان المسيطرون على مقاليد الشرعية وبموجب هذا التراخي ألوية عسكرية على مقاسهم في مأرب وتعز وأبين وغيرها من المناطق، وكان لزاما على الانتقالي وقبله الحراك الجنوبي أن يشكل هو الآخر قواته الخاصة التي دافعت عن عدن وأبين ولحج والضالع وحضرموت وغيرها من مناطق الجنوب، ومن أبناء الجنوب عامة، رغم ما رافق هذه العملية من بعض الأخطاء، ومع استمرار الحرب والخسائر التي لحقت بالبلاد في كل جوانب الحياة، وخصوصا في صفوف المدنيين، وتدخل الوسطاء من دول العالم والأمم المتحدة لحل معضلة الحرب وخسائرها على الجميع، وكانت الشرعية ورموزها أضعف حلقات التفاوض ابتداء من سويسرا ومرورا بالكويت واستكهولم والرياض لأنها كانت تفقد كل يوم موقعا من مواقعها العسكرية وبتواطؤ من أمراء الجيش، وعلى رأسهم قائد الجيش المقدشي وغيره من الضباط والذين سلموا العديد من الألوية والوحدات للحوثي بدون قتال، ولم يبقَ في أيديهم شيء يتكلون عليه في المفاوضات مع الخصوم سوى رقعة بسيطة وسط مأرب، وهذا الأمر الثاني الذي أضعف الشرعية بكل رموزها محليا وإقليميا وعالميا.

كما أن فساد معظم رموز الشرعية الذين ظهر فشلهم علنا للجميع وفي كل الأمور وبقاء الشرعية ورموزها وأعلامها خارج الوطن من أجل الريال السعودي وبعيدا عن وطنهم وأصلهم وكذا بعيدا عن المعركة قد جعل الناس يتندرون على دولة يحكم قادتها من خارج بلادهم!

بعد كل هذه الإخفاقات يأتي بعض الكتاب ومنافقي الشرعية ليقولون: إن الانتقالي وغيره كان وراء إضعاف دور الدولة مع أنهم يعلمون حقا أن قادة المقاومة الجنوبية وعلى رأسهم عيدروس الزبيدي وشلال قد استقبلوا الرئيس هادي بالأحضان عندما طرد من صنعاء ورافقوه في أول زيارة له إلى ميناء عدن وكان على يمينه عيدروس وعلى يساره شلال وقالوا له أنت قائد اليمن وقائد الجنوب خض المعركة ضد الانقلابيين ونحن معك كمقاومة جنوبية وقواتنا تقاتل في المخا والحديدة وبعضها يقاتل في الحدود الجنوبية للمملكة.

ولكن الأحمر وشلة الإخوان المسيطرين على قرار الشرعية بالكامل تآمروا على الجنوب وأوحوا للرئيس هادي بالإطاحة بكل محافظي محافظات الجنوب وبضربة واحدة وكان ذلك واحدا من أكبر أخطاء الشرعية .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص