آخر تحديث :السبت 11 يناير 2025 - الساعة:20:32:33
مومياوات أحياء
ماجد الطاهري

السبت 04 يناير 2021 - الساعة:18:58:23

تُعنى مصلحة الآثار في كل أقطار العالم بالإهتمام والحفاظ على إرثها الحضاري الممتد عبر أغوار الزمن نحو جذور التاريخ لإلاف الحقب والأزمان، وفي هذا الإطار سُنّت قوانيين دولية مشددة تصُب جميعها نحو تجريم من يعبث أو يُتاجر بها بطرق مشروعة أو غير مشروعة كونها ملك عام لعامة الشعوب والأجيال المتعاقبة،كما يحق لكل قُطر إستعادة مقتنياته الأثرية التي قد يتم السطو عليها أو سرقتها وتهريبها لتباع خارج حدود الدولة، وكما هو الحال أثناء عودة الكثير من الكنوز الأثرية الثمينة من بعض دول أوروبا الى بعض الدول العربية وكان آخرها عودة المومياوت الفرعونية مؤخراً لدولة مصر العربية ...

ومع ذالك ف المتأمل في أحوال الأمة العربية اليوم سيلحظ أنه قد تم إختطافها والسطو عليها وإحالة حكامها إلى مومياوات أحياء لا حول لهم ولا قوة، بعد أن صنعت منهم تماثيل لملوك ووزراء في لعبة شطرنج تحركهم متى أرادت ،تضرب بهم يمنةً ويسرةً مستخدمةً إياهم في قتل بعضهم بعضاً إلى أن يحين الوقت المناسب لتقول لهم (كُش ملك)..

لذا نحن كشعوب وأمّة عربية نخاطب العقول الحرّة والظمائر الحيّة لأحرار أمتنا وأحرار العالم قائلين: أيها الغرب كفى عبثاً وإستخفافاً بعقولنا وكان الأولى بكم أن تعيدوا لنا الأحياء بدلاً عن الأموات، مع أننا نتمسك بحضارة أسلافنا ونفاخر ونعتز بها إلّا أنّنا ندرك تمام الإدراك زيف إدعائكم بالمحافظة على الحضارات وإحترام القيم الإنسانية على أساس تقديس الحقوق الفردية والجمعية والمعتقدات الدينية فلا يكون ذالك من خلال إعادة الجثث المحنطةً التي قد عفى عليها الزمن وفي نفس الوقت تفرضون علينا رؤساء وملوك ثم تسلبونهم منّا بعد أن تُحيلوا منهم مومياوات أحياء لا يملكون إرادةً ولا قرار ....

أعيدوا لنا مومياواتنا الأحياء

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص